منذ الانجاز الذي حققه ​مارسيليا​ عام 1993 عندما أصبح أول فريق فرنسي يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا بفوزه على ميلان الإبطالي بهدف سجله المدافع بازيل بولي، عصفت الكثير من المشاكل بأروقة النادي منذ فترة رئاسة برنارد تابي وحتى يومنا هذا، وترك غيابه المتكرر عن دوري أبطال أوروبا الكثير من الفراغ في قائمة الأندية الفرنسية المشاركة في البطولة القارية.

اليوم وبعد غياب سبع سنوات عن المشاركة الأخيرة في دوري أبطال أوروبا، يعود مارسيليا للمشاركة في نسخة العام المقبل بعدما استفاد من قرار انهاء الدوري الفرنسي لكرة القدم بسبب جائحة كورونا بحلوله ثانيا خلف باريس سان جيرمان البطل وبعد مستويات جيدة هذا الموسم بقيادة المدرب البرتغالي فيلاش-بواش الذي عرف كيف يجنّب النادي مخاطر غياب الجناح الدولي الفرنسي فلوريان توفان بسبب الإصابة معتمداً على وجوه جديدة مثل المدافع الإسباني ألفارو غونزاليز ولاعب بوكا جونيورز الأرجنتيني سابقا داريو بينيديتو.

يعود مارسيليا الى دوري الأبطال على الرغم من مرور عقد على فوزه بالدوري الفرنسي للمرة الأخيرة، لكن تلك العودة ربما تحمل كابوساً لهذا النادي في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها والتي قد تتسبب برحيل فيلاش-بواش والمدير الرياضي أندوني زوبيزاريتا الحارس السابق لبرشلونة ومنتخب إسبانيا في حال لم تتمكن ادارة النادي من التوصل الى حلول تُعيد الأمل بمشاركة فعّالة وليس كما حدث قبل سبع سنوات حين حل مارسيليا أخيرا في مجموعته خلف بوروسيا دورتموند وارسنال ونابولي.

يدفع مارسيليا ثمن انتقال ملكيته قبل اربعة أعوام الى الملياردير الأميركي فرانك ماكورت والذي لم يتمكن من اعادة البريق له، لا بل ان النادي الفرنسي تجاوز الحدود المنصوص عليها في قواعد الاتحاد الأوروبي للعب المالي النظيف، إذ خسر الموسم الماضي 91 مليون يورو ومن المتوقع ان تتفاقم الامور هذا الموسم بسبب تداعيات أزمة كورونا وانهاء الدوري.

من الواضح ان "نعمة" عودة مارسيليا للمشاركة في دوري أبطال أوروبا قد تتحول الى "نقمة" بسبب عدم امتثاله لاتفاق ينص على تسوية حساباته/ مما يعني ان النادي معرض لعقوبات اضافية قد تصل الى حد اقصائه من دوري أبطال اوروبا الموسم المقبل.

من هنا ربما يمكن فهم الأنباء التي تحدثت عن رغبة الملياردير السعودي الأمير ​الوليد بن طلال​ شراء النادي، خاصة وان مارسيليا قد يجد نفسه مضطرا لبيع بعض لاعبيه مع فاتورة رواتب بقيمة 127 مليون يورو في الموسم الماضي، لذلك فإن طرح اسم الوليد بن طلال ربما يكون مقصودا في محاولة لرفع اسهم النادي في السوق المالية في ظل كل الخسائر التي يعاني منها في الوقت الراهن.

يبقى الأمل بأن يتمكن مارسيليا من "العودة الآمنة هذه المرة الى دوري أبطال أوروبا وحتى لا تتحول تلك المشاركة الى "لعنة" كما حدث في مرات سابقة ابتداء من عام 1993 ومرورا بالسنوات الماضية.