يستمر وباء كورونا في اثبات تفوّقه وسيطرته على الفاعليات الرياضية، حيث يعتمد المسؤولون الرياضيون في العالم اجمع، وفي العالم العربي بطبيعة الحال، على اتخاذ كافة التدابير الآيلة الى ضمان حماية وسلامة اللاعبين، فتجمدت كل البطولات والمنافسات فيما عمدت بعض الدول الى انهاء الموسم باكراً، فيما تنتظر دول اخرى ما ستؤول اليه التطورات الطبية والصحية.

ونستكمل في هذا المقال الحديث عن الكؤوس الكروية في عدد من الدول العربية، وسنلقي الضوء اليوم على وضع المنافسات في كل من السعودية والبحرين وعمان.

كأس خادم الحرمين الشريفين

وصل ​كأس الملك​ في السعودية إلى الدور نصف النهائي مع مواجهتين الأولى بين ​الهلال​ وأبها، والثانية بين ​الأهلي​ و​النصر​. في المواجهة الأولى سيكون الهلال متصدر الدوري السعودي أمام مباراة قوية ضد أبها صاحب المركز التاسع والذي يقدم موسما لا بأس به. وبالطبع تصب التوقعات لصالح الهلال المرشح الأقوى للعبور نحو الدور النهائي نظرا للإمكانات الفنية الكبيرة التي يمتلكها، خاصة من الناحية الهجومية، وهو ما يعطيه أفضلية نسبية رغم أن مباريات الكؤوس نوعا ما لا تعترف كثيرا بالمعايير الفنية بل بالفريق الأكثر تركيزا والأقل أخطاء، وقد شهدنا العديد من المفاجآت في الكثير من هذه المنافسات. أما المواجهة الثانية فستكون بين الأهلي والنصر وهي قمة كلاسيكية ومتكافئة بين فريقين من الأقوى حاليا في السعودية، فالنصر في المركز الثاني بالدوري والأهلي في المركز الرابع، وبالتالي المواجهة مفتوحة على كافة الإحتمالات ولا أفضلية لأي فريق على الآخر. ويملك النصر خط الدفاع الأقوى في الكرة السعودية حاليا، أما الاهلي فيلعب بشكل تكتيكي جيد ويحاول دائما تضييق المساحات على الخصم وجره إلى مواجهة مغلقة، ما يضعنا أمام مباراة حماسية حال استئناف فعاليات الكرة السعودية.

كأس ملك البحرين

تنتظر الكرة البحرينية إقامة المباراة النهائية التي ستجمع بين ​المحرق​ والحد. وكان من الطبيعي أن يصل الفريقان للدور النهائي حيث أنهما حاليا الأفضل على الساحة الكروية البحرينية. فالحد يتصدر الدوري بينما المحرق هو وصيفه وخلفه بفارق نقطتين فقط، ما يعني أن قدر الفريقين هو التنافس في ما بينهما على لقبي الدوري والكأس حيث سيسعى كل منهما لتحقيق الثنائية وجعل موسم الفريق الآخر خالي الوفاض. فنيا، يمكن القول بأن المواجهة هي بين فريق الحد القوي دفاعيا، والمحرق الأفضل هجوميا في الدوري. ويلعب الحد كرة قدم منضبطة إلى حد كبير مع ترابط واضح بين خطوط الفريق الثلاثة، ما يعطيه صلابة في الخط الخلفي حيث ليس من السهل الوصول إلى مرماه وصناعة الهجمات داخل منطقة جزائه. اما المحرق فيميل دائما إلى لعب مباريات مفتوحة والسيطرة على خط وسط الملعب من أجل فرض أسلوبه الهجومي، وهذا ما سيجعل اللقاء أكثر إثارة، والفريق الذي ينجح في فرض أسلوبه سيكون صاحب الحظ الأوفر في الفوز بالمباراة وحصد اللقب.

كأس السلطان قابوس (عمان)

الكأس العمانية وصلت إلى إياب الدور نصف النهائي بعدما أقيمت مبارتا الذهاب، فجمعت الأولى بين ناديي عبري و​العروبة​ فيما كانت الثانية بين ناديي ظفار و​النهضة​. في ذهاب المواجهة الأولى، حقق عبري فوزا غير كاف على العروبة 2-1 إذ يمتلك الأخير فرصة كبيرة للعودة في لقاء الإياب، لكن عبري سيتمسك بالأمل الذي لديه وهو امام خيارين: إما اللعب من اجل التعادل أو اللعب لتحقيق الفوز، مع العلم أن الخسارة 3-2 ستؤدي ايضاً الى تأهله، غير أن العروبة يحتل المركز ما قبل الأخير في الدوري وبالتالي يرغب في إنقاذ موسمه. أما المواجهة الثانية فهي بين النهضة وظفار. مباراة الذهاب انتهت بالتعادل 1-1 وهذا يعكس المستوى الفني العالي لهذه المواجهة حيث أنها تجمع بين صاحب المركز الثاني في الدوري (ظفار) والنهضة صاحب المركز الثالث. ومع نتيجة التعادل الإيجابي، ستكون الأمور مفتوحة على كافة الإحتمالات والفريق الأكثر تركيزا من الناحية التكتيكية والدفاعية والذي يستغل أنصاف الفرص، سيكون صاحب الحظ الأوفر في الوصول للمباراة النهائية كما أنه سيكون أيضا الفريق الأبرز لحصد اللقب.

​​​​​​​