وأخيرا، إتخذت الحكومة الفرنسية القرار الصعب بإلغاء الموسم الكروي 2019-2020 بعد التوقف القسري الذي فرضه فيروس كورونا حيث أكدت السلطات الفرنسية بأنه لا إمكانية لإقامة المنافسات الكروية قبل شهر أيلول القادم، فلم يكن أمام الإتحاد الفرنسي لكرة القدم أي خيار آخر سوى الإنصياع والموافقة على القرار الحكومي.

وتم إعلان إنتهاء الدوري الفرنسي لهذا الموسم واعتماد الترتيب الحالي بعد مرور 28 جولة وبقاء 10 جولات لم تلعب، وذلك بناء على مؤشر من النقاط معتمد على أداء الفرق في جميع المباريات التي أقيمت لحسم مسألة بطل الدوري والمتأهلين لدوري أبطال أوروبا واليوروبا ليغ الموسم المقبل إضافة لهوية الفرق التي ستهبط لدوري الدرجة الثانية.

ومع تعبير العديد من الفرق عن إمتعاضها من هذا القرار وتهديدها باللجوء إلى المحاكم الرياضية، سنستعرض ابرز المستفيدين والمتضررين من هذا القرار في الدرجة الاولى.

المستفيدون:

1- ​باريس سان جيرمان

كان الفريق الباريسي في طريق مفروش بالورود نحو تحقيق اللقب إذ تصدر الدوري وكان لديه فارق مريح يفصله عن وصيفه أولمبيك ​مارسيليا​ وصل إلى 12 نقطة. وهو لو تم استئناف الدوري لم يكن ليجد أي صعوبة في حسمه على أرض الملعب، لكن الفوز باللقب دون لعب آخر 10 جولات كان أمرا جيدا للفريق الباريسي والذي اختصر المشوار وفاز بلقب الدوري عن جدارة واستحقاق وبأقل مجهود ممكن.

2- أولمبيك مارسيليا وستاد رين

أولمبيك مارسيليا كان في المركز الثاني برصيد 56 نقطة وكان يبتعد عن ستاد رين بفارق 6 نقاط ما يعني أنه كان قريبا من الحصول على مقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل يعكس المستوى الفني الجيد الذي قدمه هذا الموسم. وبالطبع كان إلغاء الموسم واعتماد الترتيب الحالي أمرا مفرحا لمارسيليا الذي عاد للبطولة الأوروبية بعد 6 سنوات من الغياب.

أما ستاد رين فكان أكبر المستفيدين والفائز الأكبر من اعتماد الترتيب الحالي إذ ظفر بالمركز الثالث، ما يعني تأهله إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل حيث كان يخوض معركة شرسة على هذا المركز مع ليل الرابع والذي لديه 59 نقطة ما يعني أن الأمور كانت على أرض الملعب مفتوحة باتجاه كل الإحتمالات والمعركة شرسة للغاية، وكل شيئ كان واردا في الجولات العشر المتبقية لكن إلغاء الدوري كان الهدية الكبرى لستاد رين.

3- ستاد ريمس ونيس

خطف الفريقان مركزين في اليوروبا ليغ للموسم المقبل حيث أنهما في المركزين الخامس والسادس على التوالي ولدى ريمس 41 نقطة وهو مثل عدد النقاط لدى نيس. وكان الفريقان يخوضان معركة سداسية على مراكز اليوروبا ليغ ومتقدمين بفارق نقطة واحدة عن الثلاثي أولمبيك ليون، مونبيلييه وموناكو ما يعني أن الفريقين محظوظان بالفعل لأنه في عشر جولات كان يمكن لكل شيئ أن يتغير ففارق النقطة ليس بشيئ، وبالتالي يمكن القول بأن الحظ لعب دوراً كبيراً في تأهل ستاد ريمس ونيس، فلو لعبت جولة واحدة فقط من الجولات العشر التي ألغيت لربما كانت الأمور انقلبت رأسا على عقب.

المتضررون:

1- ليل

كان الفريق ينافس بشكل قوي على المركز الثالث ويطمح للفوز بمقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل حيث كان في المركز الرابع برصيد 59 نقطة ومتخلفا فقط بفارق نقطة يتيمة عن ليل وكانت الأمور تسير وفق لعبة القط والفأر مع تبدل في المراكز بين الفريقين، لكن التوقف القسري بسبب فيروس كورونا ثم إلغاء الدوري واعتماد الترتيب الحالي، كان نوعا ما ظالما لليل وقضى على حلمه الأوروبي ليكون بذلك الخاسر الأكبر من قرار إلغاء الدوري.

2- أولمبيك ليون، مونبيلييه وموناكو

كانت الفرق الثلاثة تطمح لخطف مركز أوروبي في بطولة اليوروبا ليغ وهي كانت تخوض معركة شرسة للغاية مع فريقي ستاد ريمس ونيس حيث لدى كل من ليون، مونبيلييه وموناكو 40 نقطة مقابل 41 نقطة لستاد ريمس ونيس، وهذا دليل واضح على أن المعركة الخماسية كانت ستستمر إلى المرحلة الأخيرة من عمر الدوري. غير أن الأمور لم تسر بالشكل المرسوم له بل تم إنهاء الدوري لتكون الفرق الثلاثة المذكورة خاسرة بشكل كبير، وتم تدمير موسمها بفعل هذا القرار، فنقطة واحدة هي ليست بشيء في عالم كرة القدم لكن الأمور انتهت مع إلغاء الدوري وتركت الفرق الثلاثة في حسرة ،وهي رفعت الصوت وبدأت تشتكي من اعتماد جدول الترتيب الحالي.

3- اميان

تضرر بشكل كبير حيث كان يخوض معركة من أجل تجنب الهبوط، وكان يأمل في تعويض فارق 7 نقاط رغم أن الأمر ليس سهلا، لكن قرار إلغاء الموسم جعله يودع دوري الدرجة الأولى ويهبط إلى دوري الدرجة الثانية، ما جعل الفريق يعترض على طريقة هبوطه حيث قال رئيسه أن النادي لم يمنح الحق في أن يقاتل حتى النهاية على أرض الملعب من أجل البقاء وهي وجهة نظر جديرة بالاهتمام بكل تأكيد.

4- تولوز

تضرر من قرار إلغاء الموسم، لكن هذا من جراء ما فعلته يداه، فهو كان في المركز الأخير برصيد 13 نقطة ومسألة هبوطه إلى الدرجة الثانية كانت مسألة وقت ليس إلا، كونه بعيد عن أول مركز للناجين بفارق 17 نقطة وهو فارق من الصعب للغاية تعويضه وبالتالي من غير المفهوم إعتراض تولوز على اعتماد نتيجة جدول الترتيب الحالية، فهو لو استكمل الدوري كان سيهبط في كلا الحالتين لكنه ربما كان يأمل بإلغاء نتائج الموسم، لكن لم تسر السفن وفق ما يشتهيه النادي.