باتت قصة عودة البرازيلي ​نيمار​ من ​باريس سان جيرمان​ الى برشلونة أشبه بالروايات الخيالية أو الوهمية بعدما أضحت تجسد واقعاً متكرراً بين الرغبة باستعادة اللاعب والعقبات الكبيرة التي تحول دون تحقيق هذا الأمر، حتى تكاد تستحق أن تحمل تلك القصة عنوان "ابريق الزيت".

كان يمكن للقصة ان تنتهي فصولاً في فترة الانتقالات الماضية حين جدد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي رغبته باللعب الى جانب نيمار في الفريق الكاتالوني، إلا أن تعاقد برشلونة مع الفرنسي انطوان غريزمان من أتلتيكو مدريد وعملية "التسويف" التي قادها رئيس النادي ​بارتوميو​، أبقت اللاعب البرازيلي في صفوف باريس سان جيرمان مستكملاً عامه الثالث مع الفريق الباريسي لعقد يمتد حتى العام 2022.

اليوم ورغم كل المحاولات لإعادة نيمار الى الكامب نو، فإن ما كان يصح قبل أزمة فيروس كورونا، ربما لم يعد ممكناً الآن في ظل ما أفرزته تلك الجائحة من تداعيات اقتصادية على الساحة الكروية قد لا تسلم منها على المدى القريب، وهو ما يعني ان عودة ابن الثامنة والعشرين عاماً قد لا تتحقق في المدى المنظور.

وفي ظل كل التحديات التي تواجه كرة القدم العالمية فإن من المستحيل ان يتقدم برشلونة بعرض لضم نيمار مقابل 200 مليون يورو، مما يعني ان "حلم" عودة الـmsn لن يتحقق خاصة وان باريس سان جيرمان يبدو حتى الآن غير مستعد للتفريط بالبرازيلي مقابل مبلغ زهيد يجعله يتكبد خسائر فوق تلك التي تكبدها جراء إلغاء الموسم في فرنسا.

إلا ان ذلك لن يمنع برشلونة من مواصلة الضغط بشأن استعادة اللاعب على أمل اقتناص الفرصة المناسبة التي تخوله لم شمل الخط الهجومي مستفيداً من الأزمة الإقتصادية التي تسببت في انخفاض اسعار جيمع اللاعبين وهو ما سينعكس بشكل سلبي على فترة الانتقالات المقبلة.

لكن في خضم كل المعطيات تبدو الأمور صعبة نوعاً ما خاصة لجهة الراتب الذي يمكن ان يحصل عليه نيمار في برشلونة اذا ما سنحت الفرصة لمغادرته باريس سان جيرمان، ذلك لأن النادي الكاتالوني يتجه لإقرار تخفيض جديد في رواتب اللاعبين المحترفين، وهو أمر قد لا يناسب اللاعب البرازيلي الذي لا يجد الراتب عينه الذي يتقاضاه حالياً في البارك دي برانس.

بالمختصر ستبقى قضية عودة نيمار الى برشلونة أشبه بقصة "ابريق الزيت" والتي قد تشهد الكثير من الفصول، الا ان احدا لا يمكنه التكهن بمن يستطيع كتابة الفصل الأخير لقصة أخذت الكثير من الشد والجذب بين جميع الأطراف دون ان تشهد تطوراً واحداً منذ رحيل اللاعب الى فرنسا في العام 2017.