لا يختلف وضع الدوري الفرنسي للدرجة الثانية في كرة القدم عن نظرائه في اوروبا، وبالاخص في الدوريات الاربع الكبرى، وهو ينتظر، كما غيره، مصير ستة فرق ستودعه اما للتأهل الى الدرجة الاولى، او للهبوط الى الدرجة الثانية.

يضم دوري الدرجة الثانية الفرنسي 20 فريقا تلعب على مدى 38 جولة، ويتأهل بعدها بشكل مباشر متصدر الدوري ووصيفه إلى الليغ 1، فيما يلعب رابع جدول الترتيب مع صاحب المركز الخامس في مباراة فاصلة والفائز فيها يلعب مباراة فاصلة أخرى ضد صاحب المركز الثالث، على أن يتأهل الفائز فيها إلى ملحق الترفيع والتنزيل ضد صاحب المركز الثامن عشر في الدرجة الاولى بمبارتي ذهاب وإياب، والفائز فيهما يضمن مركزا في الليغ 1 للموسم الجديد. أما في ما خص الهبوط، فيودع صاحبا المركزين الأخيرين بينما يلعب صاحب المركز الثامن عشر ملحقا ضد ثالث دوري الدرجة الثالثة، والفائز يكون صاحب الحظ الأوفر بالتواجد في دوري الدرجة الثانية الموسم المقبل.

لعبت الفرق حتى الآن 28 مرحلة، حيث يتبقى فقط 10 مراحل قبل نهاية الدوري، ما يعني أن حوالي 26 % من مباريات الدوري لم تلعب بعد قبل التوقف.

صعود السلم الى الاولى

يمكن القول بأن الأمور في الليغ 2 مختلفة كليا عن باقي الدوريات الأخرى، فمع وجود حظوظ مختلفة لأصحاب المراكز الخمسة الأولى في الصعود لدوري الدرجة الأولى، نجد هذه الفرق تتصارع في ما بينها مع هامش نقاط ضيق يفصلها عن صاحب المركز السادس يصل إلى 6 نقاط. لكن الفارق بين المركز الأول والخامس هو 4 نقاط فقط، ونقطة يتيمة تفصل بين كل فريق بدءا ب​لوريان​ المتصدر برصيد 54 نقطة، ثم لنس الثاني برصيد 53 نقطة، و​أجاكسيو​ الثالث برصيد 52 نقطة، بينما لدى تروا 51 نقطة في المركز الرابع، و50 نقطة لكليرمونت في المركز الخامس. أما في المركز السادس فهناك لو هافر ولديه 44 نقطة. ماذا يعني هذا الامر عملياً؟

بكل بساطة، هذا يعني بأن كل شيئ وارد للفرق الخمسة الأولى وفارق النقطة بين كل فريقين ليس بالاهمية الكبيرة، مع تبقي 10 مراحل أي أن 30 نقطة متاحة لكل فريق، وهذا حسابيا يعني أن للفريق حظوظا كبيرة قد تغيذر معالم المنافسة التي لن تحسم إلا في الأمتار الأخيرة. وبكل تأكيد المنافسة على بطاقات التأهل لليغ 1 هي الأكثر إثارة حتى الآن منذ مواسم كثيرة، وقلّما شهدت أي نسخة سابقة هذه المنافسة المتقاربة للغاية، وفي حال استكمال منافسات الدوري ستكون كل الأنظار مشدودة لرؤية سيناريو النهاية لهذا التنافس بين الفرق الخمسة.

خطر المراكز الاخيرة

فيما خص صراع الهبوط، نجد بأن الأمر مختلف كليا، حيث تبدو الأمور شبه واضحة. فصاحب المركز الأخير أولريان لديه 19 نقطة وهو بعيد بفارق 7 نقاط عن أقرب منافسيه، وبالتالي مسألة هبوطه للدرجة الثالثة مرجحة من ناحية المنطق كون الفارق كبير ومن الصعب تعويضه لفريق لم يحقق الفوز سوى في 4 مناسبات من أصل 28 مواجهة. لكن المنافسة الشرسة تدور على تجنب المركز الأخير المؤدي للدرجة الثالثة والمركز الثامن عشر الذي يلعب صاحبه الملحق، وهناك 3 فرق قريبة جدا من بعضها هي باريس أف سي صاحب الـ 28 نقطة، ولومان وشامواه 26 نقطة، ومن المرجح أن الصراع سيكون بينها وسيستمر مبدئيا إلى الجولات الأخيرة نظرا لتقارب المستوى بين هذه الفرق الثلاثة.