بعد الكثير من التحليلات والتقارير التي تناولت دوريات الدرجة الاولى والممتازة في الدول الاوروبية الخمس الكبرى في عالم المستديرة، ماذا عن دوريات الظل أو "دوري المظاليم" كما يطلق عليها البعض، وماذا حلّ بها جراء التوقف القسري بسبب فيروس الكورونا، ومن الاوفر حظاً للخروج منها والاسوأ حظاً للهبوط اليها؟

وقفتنا اليوم ستكون في ​اسبانيا​، حيث يضم دوري الدرجة الثانية الإسباني 22 فريقا ويلعب الجزء الأول منه من 42 مرحلة بمعدل الذهاب والإياب فيتأهل صاحب المركز الأول والثاني بشكل مباشر إلى دوري الاضواء بينما يلعب أصحاب المراكز من الثالث حتى السادس دورة رباعية بنظام النصف نهائي ذهابا وإيابا بمواجهتين بين صاحبي المركزين الثالث والسادس من جهة وصاحبي المركزين الرابع والخامس من جهة ثانية ثم يلتقي الفائزان في الدور النهائي بمبارتي ذهاب وإيابلتحديد هوية المتأهل الثالث للدرجة الاولى.

هذا من جهة الصعود لليغا، أما في نظام الهبوط لدوري الدرجة الثالثة، فيهبط بشكل مباشر بعد نهاية الدوري المنتظم أصحاب المراكز الأربعة الأخيرة من دون خوض أي ملحق أو بطولة مصغرة أسوة بالبطاقات الثلاثة الأولى المؤهلة لدوري الأضواء.

اقيم من الدوري الإسباني للدرجة الثانية حتى الآن 31 مرحلة ولم يتبق إلا 11 مرحلة للنهاية، أي أن الدوري قد تبقى منه فعليا حوالي 25 % ، فكيف تبدو اوضاع الفرق حالياً؟

منافسة الوصول الى الليغا

يتصدر ​قادش​ الدوري برصيد 56 نقطة مقابل 55 نقطة لنادي ​ريال سرقسطة​ وهما الفريقان الأقرب منطقياً من أجل حصد بطاقتي التأهل لليغا كون صاحب المركز الثالث (وهو أول مراكز الملحق) ألميريا يملك فقط 50 نقطة،ثم نجد هويسكا بنفس الرصيد أي 50 نقطة ثم جيرونا بـ47 نقطة في المركز الخامس، وإلتشي في المركز السادس برصيد 46 نقطة. وتبدو الأمور محصورة بين الفرق الأربعة (من المركز الثالث وحتى السادس) في الوصول للملحق ثم المنافسة على البطاقة الثالثة دون استبعاد صاحب المركز السابع ميرانديس من اللحاق بالقطار واحتلال مركز فريق آخر كونه يبعد فقط 4 نقاط عن التشي. هذا من الناحية المنطقة والفنية بناء على الأداء هذا الموسم، لكن حسابيا، نجد أن فارق 4 أو 5 نقاط في ظل بقاء 11 جولة امر سهلالتعويض، ما يعني أنه ليس ميرانديس الوحيد الذي يمكنه المنافسة على المركز السادس، بل أيضا فرق سبورتينغ خيخون وألكوركون ( 41 نقطة) ورايو فاليكانو وبونيفيرادينا ( 40 نقطة )، وبالتالي الأمور ربما قد تحمل المزيد من الكلام.وفي حال استكمال الجولات المتبقية، قد نكون أمام منافسة شديدة على بطاقات الملحق أو تبقى الأمور على ما هي عليه بانتظار الملحق والذي لا يمكن لأحد توقع نتائجه.

شبح الهبوط

إذا ما ألقينا نظرة على صراع المراكز الأربعة الأخيرة والتي تودي بأصحابها إلى دوري الدرجة الأدنى، نجد أن وضع راسينغ سانتاندر وإيكستريمادورا غير جيد بشكل واضح.فالأول لديه 28 نقطة في المركز الاخير بينما يملك الثاني 31 نقطة في المركز ما قبل الأخير وهما بعيدان عن منطقة النجاة أي المركز الثامن عشر بعدة نقاط. لكن المنافسة الحقيقية تكمن في الهروب من المركزين التاسع عشر والعشرين حيث نرى أن هناك فريقاً في جعبته 34 نقطة هو لوغو ثم ثلاثة فرق لديها 35 نقطة هي ديبورتيفو لاكورونا، ألباسيتي وريال أوفييدو،ما يعني أننا أمام معركة أقل ما يقال عنها أنها معركة "كسر عظم" من أجل تجنب تذوق الكأس المرّ والهبوط إلى دوري الدرجة الثالثة، ما يعني بكل بساطة أن استكمال ​الدوري الاسباني​، إن حصل طبعا، سيكون اكثر من حماسي بالنسبة الى هذه الفرق ومشجعيها.