توقف دوران الساحرة المستديرة منذ اكثر من شهر مع انتشار فيروس كورونا الذي يتطور بشكل سريع جداً في جميع انحاء العالم دون ان تتمكن اي من الحكومات والدول من ايجاد حد له، لتتوقف معها صيحات الجماهير واحتفالات اللاعبين وغضبهم وانفعالات المدربين سلباً وايجاباً، حيث اصبحت عودة الرياضة في معظم انحاء العالم وبالاخص في الدوريات الاوروبية الخمسة الكبرى امر ثانوي بالنسبة للحكومات التي تضع تركيزها على وقف انتشار المرض وتخفيف عدد الوفيات والمصابين به، بعد ارتفاع عدد الوفيات الى اكثر من 140 شخص وتشخيص اكثر من مليوني اصابة حول العالم اعلها اسبانيا، ايطاليا، والمانيا في اوروبا، تليهم فرنسا وانكلترا.

ومع توقف دوران كرة القدم تحولت الانظار الى العالم الافتراضي حيث حاول العديد من لاعبي كرة القدم الدخول في عدد من التحديات ان اللعب ورق الحمام، او خوض التمارين ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تعويض الجمهور عن جزء صغير من المتعة التي يفتقدوها على ارض الملعب، خاصة وان الرياضة تركت فراغاً كبيراً في حياة الناس التي اعتادت متابعة مباريات البطولات الاوروبية المحلية الى جانب دوري ابطال اوروبا والدوري الاوروبي، كما واستمر العديد من اللاعبين الى ممارسة كرة القدم بشكل افتراضي من خلال عدد من الالعاب كان ابرزها المدير الفني 2020 او ما يعرف ب football manager 2020 ، ليكون من ابرز لاعبي كرة القدم الذين يشاركون في هذه اللعبة مهاجم نادي برشلونة الفرنسي انطوان ​غريزمان​، لاعب نادي وولفرهامبتون ديوغو غوتا والمدير الفني لنادي مانشستر يونايتد اولي غونار ​سولسكاير​.

يحصل المشارك على فرصة لعيش حياة المدرب على جميع الصعد حتى التعرض للطرد، وتغريم لاعبيه واختيار ما يرغب من لاعبين وطريقة اللعب والدخول في نقاشات مع المنافسين.

ففي وقت اعتبر سولسكاير ان اللعب في العالم الافتراضي يساعد بشكل كبير اللاعبين والمدربين على حد سواء في تطوير قدراتهم وامكانياتهم على مستوى التعامل مع المشاكل، اضاف المدرب النروجي انه تعلم كثيراً من خلال المشاركة في هذه اللعبة منذ العام 2013، لافتاً الى انه يفكر دائماً باشراك اللاعبين الشباب وتطوير امكانياتهم وقدراتهم ورفع ثقتهم في انفسهم، وهو من الامور التي تعلمها من هذه اللعبة.

على مستوى الصحافيين، تحدث الصحافي البريطاني الذي عمل مع قنوات ESPN ايان ماكينتوش عن اولى تجاربه على مستوى اللعب في العالم الافتراضي، ليتذكر الفوز الذي حققه بكاس يويفا في ساوثيند، مشيراً الى انه كان وقت جميل، عندما فاز باللقب، على الرغم من تعرضه للاقالة، الا انه من الممكن العودة والحصول على وظيفة افضل، عندها يلاحظ الشخص انه يشارك في لعبة مع عدد من الاشخاص الاصغر سناً، وان عليه ان يعيد التفكري بالعديد من الامور.

وكان ماكينتوس قد حاول تدريب مانشستر يونايتد وارسنال ليؤلف في العام 2012 كتاب عنوانه "المدير الرياضي سرق حياتي: 20 عاماً من الهوس الجميل"، معتبراً ان بدايته مع هذه اللعبة لم تكن بالمستوى المطلوب، وانه لا طائل من المشاركة بها، الا انه كأي لعبة تحفيز للعقل، تساعدك في التطور بشكل كبير بقدر ما تشارك بها، واصفاً اياها بانها ساعد على الاسترخاء كما انه تساعدك في القيام بتمارين عقلية ، على الرغم من انها لا تحتاج الى البشر، وان على من يلعب بها ان يثبت نفسه ويتطور مع المراحل، لتكون الواقعية هي العامل الجاذب في هذه اللعبة.

من جهته تحدث احد المدراء المشاركين في اطلاق football manager 2020 ​مايلز جايكوبسون​ عن العدد الكبير من الساعات التي يقضيها المشارك بهذه اللعبة على الحاسوب او الهاتف من اجل المشاركة بها، والتي تصل على الاقل لساعة يومياً بمعدل 300 ساعة سنوياً، علماً ان النسخة الجديدة تصدر في شهر تشرين اللثاني من كل عام، حيث جرى اطلاق النسخة الاولى من هذه اللعبة قبل 30 عاماً قبل ان يجري اعادة تسميتها واطلاقها في العام 2005، ليصف جايكوبسون هذه اللعبة بانها كون خاص، ومضيفاً الى ان الامور قد تبدو غريبة بعض الشيء الا انه يوجد العديد من الشخصيات التي لا تلعب، ويمكن لاي شخص الدخول في هذه اللعبة واستعمال هذه الشخصية ليكون ضمن هذا الكون الذي يمراس كرة القدم افتراضياً. وفي ظل الازمة التي تضرب العالم، وعلى الرغم من واقعية هذه اللعبة، الا ان حايكوبسون اكد ان ازمة كورون لن تدخل في عالم هذه اللعبة.