فيما يستمر فيروس كورونا في اصطياد المسابقات والدوريات الرياضية وفي مقدمها كرة القدم، تبقى القارة الأوروبية العجوز محط أنظار الملايين من محبي هذه الرياضة. وفي قلب القارة العجوز، تبرز خمس دول هي إنكلترا، إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا وفرنسا تعتبر الواجهة الكروية لاوروبا وتسمى دورياتها بالدوريات الخمس الكبرى نظرا لأهميتها وللمستوى الفني المميز لها. لكن، وبعد الكثير من التحليلات والتقارير التي تناولت دوريات الدرجة الممتازة والاولى في هذه الدول، ماذا عن دوريات الظل أو دوري المظاليم كما يطلق عليه البعض، وماذا حلّ بها جراء التوقف القسري بسبب فيروس الكورونا ؟

ومع سرقة الدوريات المهمة الاضواء، من المهم الاضاءة على دوريات الدرجة الثانية التي تخرّج كل عام فرقاً تنتقل الى جنة الدوريات، واليوم سنتوقف عند ​دوري الدرجة الاولى الانكليزي​ (Championship).

يضم دوري الدرجة الأولى الإنكليزي 24 فريقا ويلعب الجزء الأول منه من 46 مرحلة بمعدل الذهاب والإياب فيتأهل صاحب المركز الأول والثاني بشكل مباشر إلى البريمييرليغ، بينما يلعب أصحاب المراكز من الثالث حتى السادس دورة رباعية بنظام النصف النهائي ذهابا وإيابا.

وتقام مواجهتان بين صاحبي المركزين الثالث والسادس من جهة، وصاحبي المركزين الرابع والخامس من جهة ثانية ثم يلتقي الفائزان في الدور النهائي لتحديد هوية المتأهل الثالث للبريمييرليغ في مباراة فاصلة.

هذا من جهة، أما في نظام الهبوط فيسقط بشكل مباشر بعد نهاية الدوري المنتظم، أصحاب المراكز الثلاثة الأخيرة من دون خوض أي ملحق أو بطولة أسوة بالبطاقات الثلاث الأولى المؤهلة لدوري الأضواء.

وقد مرَّ من الدوري الإنكليزي للدرجة الأولى 37 مرحلة، ولم يتبق إلا 9 مراحل للنهاية أي أن الدوري قد تبقى منه فعليا فقط 20 % فما هو الحال في الصراع على التأهل وفي الصراع على تجنب الهبوط ؟

صراع التأهل الى البريمييرليغ

يتصدر ليدز يونايتد جدول الترتيب برصيد 71 نقطة ويلاحقه بشكل مباشر ​ويست بروميتش​ ألبيون ب70 نقطة وهما المرشحان الأبرز حاليا للتأهل بشكل مباشر للبريمييرليغ. ف​فولهام​ صاحب المركز الثالث يملك 64 نقطة أي أن ليدز وويست بروميتش مرتاحان نوعا ما في المركزين الأولين ولا يتوقع أن يتغير الكثير في آخر 9 مراحل.

ليدز مع المدرب الأرجنتيني الشهير مارسيلو بييلسا، يقدم كرة قدم ممتعة وهو أفضل خط دفاع في الدوري، بينما يتميز وست بروميتش مع المدرب الكرواتي سلافين بيليتش بأنه الفريق الأقوى هجوميا لحد الآن في الدوري.

بعد المركزين الاولين، يلاحق فولهام كل من: برينتفورد ونوتيغهام فوريست ب60 نقطة في المركزين الرابع والخامس، لكن المركز السادس والأخير في صراع المربع الذهبي على البطاقة الثالثة للتأهل يشهد منافسة حامية بين ستة فرق تفصل بينها 3 نقاط فقط. فالى جانب بريستون ب56 نقطة، نجد بريستول سيتي ب55 نقطة، ثم ميلوال وكارديف سيتي ب54 نقطة، مقابل 53 نقطة لكل من بلاكبيرن وسوانزي سيتي، ما يعني أن المعركة على المركز السادس أقل ما يقال عنها أنها شرسة وقد تنقلب الأمور رأسا على عقب في جولة واحدة فقط، فما بالك في تسع جولات متبقية ولكل فريق القدرة على حصد 27 نقطة ممكنة!

صراع الهبوط

في صراع تجنب تذوق كأس الهبوط المر، نجد بارنسلي صاحب المركز الأخير ب34 نقطة، ولوتون صاحب المركز ما قبل الأخير ب35 نقطة، وهما في وضع لا يحسدان عليه، وهما قريبان من الهبوط فيما يدور صراع حام للغاية على تجنب التواجد في المركز الثاني والعشرين آخر المراكز الخاسرة والذي يحتله تشارلتون برصيد 39 نقطة. لكن إذا نظرنا لجدول الترتيب، نجد أن المنافسة

محتدمة بين ستة فرق تفصل بينها ثلاث نقاط فقط وهذا أمر ملفت للنظر إذ أن هال سيتي وويغان وميدلسبره لديها 41 نقطة، مقابل 42 نقطة لكل من ستوك سيتي وهادرسفيلد يونايتد، أي أن جولة واحدة أيضا قد تجعل الأمور مختلفة بشكل تام، ما يعني أن معركة تجنب الهبوط لا تقل اهمية عن جمالية معركة الترقي وهناك وجه شبه كبير بين المنافسة على المركز السادس والمركز الثاني والعشرين، حيث يأمل محبو الكرة الإنكليزية أن ينتهي كابوس فيروس الكورونا وتعود المتعة للدوريات ومنها الدرجة الاولى والذي يشهد الكثير من المعارك المميزة.