بعد مرور أكثر من شهر على توقف كل المنافسات الكروية بسبب الأزمة التي خلّفها فيروس ​كورونا​، تبدو الحلول مجهولة الأفق في ظل عدم وجود أي موعد محدد لاستكمال البطولات أو الغائها، خاصة وأن المؤشرات الحالية توحي ان الأزمة مستمرة وربما ندخل موعد انطلاق الموسم المقبل في آب / اغسطس دون أن نرى اي بوادر لعودة النشاط في الملاعب.

لكن الايام الماضية التي حملت ركودا في مختلف ملاعب العالم تكاد تكون الاهم هذا الموسم، فيما لو لم يشهد العالم هذا الوباء، حيث كان من المفترض ان تكون حاسمة في الكثير من بطولات الدوري في اوروبا اضافة الى ان هذا الشهر كان سيعطي لمحة أولية عن الفريقين المتأهلين الى نهائي دوري أبطال أوروبا، ناهيك عن الصورة التي كانت سترسمها المنتخبات العربية في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة الى المونديال وكأس آسيا.

من الواضح انه اذا اردنا وضع سيناريو تخيلي لما كان سيحدث، فإن جماهير ليفربول ربما كانت تحتفل الآن بالتتويج بلقب الدوري الإنكليزي للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، خاصة وان الريدز كان سيواجه خلال هذه الفترة ايفرتون وكريستال بالاس ومانشستر سيتي واستون فيلا، وبحاجة فقط الى ست نقاط فقط من أجل الصعود الى منصة التتويج، الا ان الانظار كانت لتتوجه الى الصراع على المراكز الأربعة المؤهلة لدوري أبطال أوروبا خاصة بين تشيلسي الرابع ومانشستر يونايتد الخامس والذي يتخلف عنه بفارق ثلاث نقاط.

الا ان سهولة مهمة ليفربول في انكلترا لم نكن لنجدها في الدوري الاسباني حيث الصراع بين برشلونة المتصدر وغريمه التقليدي ريال مدريد الذي يتخلف عنه بفارق نقطتين، وذلك لكون الفريقين كانا سيخوضان مباريات صعبة مما يعني ان الحسم كان سيؤجل الى ايار/ مايو حيث المراحل الاخيرة من الليغا، وهو الامر عينه الذي كان سيحصل في الدوري الايطالي حيث الفارق نقطة فقط بين يوفنتوس ولاتسيو قبل 12 مرحلة على انتهاء الموسم.

واذا كان فارق النقاط الـ12 بين ​باريس سان جيرمان​ ومنافسه ​مارسيليا​ سيعزز من حظوظ الأول للاحتفاظ بلقب الدوري الفرنسي، فإن بايرن ميوينخ الذي يتصدر البوندسليغا بفارق اربع نقاط عن بوروسيا دورتموند استفاد من فترة التوقف لاستعادة لاعبيه المصابين ومنهم المهاجم روبرت ليفاندوفسكي، خاصة وان الفريق البافاري كان سيواجه تشيلسي في اياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا وكل من اينتراخت فرانكفورت ودورتموند وفورتونا دوسلدورف وباير ليفركوزن.

اما بالنسبة لدوري أبطال أوروبا، والذي شهد تأهل أربعة فرق الى ربع النهائي هي باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد وأتالانتا ولايبزيغ، فإن فترة التوقف "ربما" كانت حملت الينا مفاجآت بخروج ريال مدريد أمام مانشستر سيتي ويوفنتوس على يد ليون وبرشلونة أمام نابولي، لكن فيروس كورونا ضرب بقوة وترك مصير كل تلك الفرق معلقا سواء بالتأهل او الخروج الى موعد استئناف البطولة.

الكثير من السيناريوهات التي كان يمكن ان تحدث خلال شهري آذار/مارس ونيسان/ ابريل في أوروبا، لكن يبقى الأمان الصحي هو الأهم من كل الألقاب والبطولات والدوريات في اي بلد.