لا يختلف الوضع في الجزائر وتونس عن غيره من الدول العربية والاجنبية، فيما خص الحالة العامة للرياضة، وتحديداً دوري كرة القدم. واستطاع وباء كورونا المنتشر عالمياً، وضع حد لفاعليات الدوري في البلدين، مع ابقاء هوية البطل هذا الموسم غير معروفة، كما تحديد هوية الهابطين والصاعدين الى دوري الاضواء.

الدوري التونسي

يضم الدوري التونسي 14 فريقا، أي أن مجموع المباريات وفق قاعدة الذهاب والاياب هو 26 جولة اقيمت منها 16 جولة فقط، ما يعني فعليا بأن الأمور ما زالت متاحة لكل الفرق من أجل تحسين وضعها قبل إنتهاء الموسم.

وبالنظر إلى جدول الترتيب الحالي، نجد أن المتصدر هو ​الترجي​ الرياضي ولديه 44 نقطة في رصيده، ويبتعد بفارق 10 نقاط عن وصيفه نادي ​الصفاقسي​ والذي يملك في رصيده 34 نقطة، يمكن القول بأن تتويج الترجي باللقب مسألة وقت ليس إلا، كونه بات قريباً جداً قبل ان يسود فترة الجمود التي اتت بمثابة ضربة للفريق الذي كان يؤدي بشكل جيد هذا الموسم، وهو لم يخسر إطلاقا في 16 جولة ففاز في 14 مناسبة وتعادل في مرتين، ما جعله بالطبع المرشح الأوفر حظا للفوز باللقب.

أما في صراع المراكز الأفريقية وتحديدا المركز الثاني المؤهل لدوري أبطال أفريقيا الموسم المقبل والمركزين الثالث والرابع المؤهلين لكأس الكونفديرالية، فإن الأمور ليست محسومة بعد. فمع وجود الصفاقسي ثانيا، يلاحقه الإتحاد المنستيري ب31 نقطة مقابل 27 نقطة للنادي الأفريقي والذي تم حسم ست نقاط من رصيده بقرار من الفيفا. ويتوقع أن تشهد البطاقات الأفريقية الثلاث صراعا قويا في حال استئناف الدوري، لان الفارق بين الفرق الثلاثة ليس بالكبير، ويمكن تعويضه خلال جولة أو جولتين لتنقلب الأمور رأسا على عقب.

لكن ماذا بالنسبة لمعركة الهبوط؟ مع هبوط آخر فريقين في الدوري إلى الدرجة الأدنى، يمكن القول بأننا أمام معركة شرسة للغاية بين خمسة فرق تفصل بينها 3 نقاط فقط. فنجم المثلوي لديه 10 نقاط في المركز ما قبل الأخير، ويسبقه نادي البنزرتي بنقطة واحدة مقابل 12 نقطة لشبيبة القيروان و13 نقطة لكل من نادي حمام الأنف وإتحاد تطاوين. هذا يعني أن الأمور مفتوحة على كل الإحتمالات، ما سيجعل معركة الهبوط تعوّض نوعا ما غياب المعركة الحقيقية على اللقب، هذا طبعا إن تم استئناف الدوري في ظروف طبيعية.

الدوري المغربي

يضم الدوري المغربي 16 فريقا. وتم خوض 20 جولة قبل التوقف، مع وجود بعض المباريات المؤجلة لبعض الفرق بسبب تأهل فرق مغربية الى الدور نصف النهائي من البطولات الأفريقية، ما يعني أن هناك حوالي 10 جولات على النهاية، وهذا يفرض على الإتحاد المغربي تحديد موعد لاستئناف الدوري حال السيطرة على فيروس كورونا لأن عدد المباريات لن يكون قليلا قبل الختام.

ويعتبر موسم 2019-2020 من أهم المواسم الكروية في المغرب حيث نشهد صراعا ناريا على اللقب بين خمسة فرق هي: ​الوداد​، ​الفتح​، ​مولودية​، وجدة نهضة بركان، والجيش الملكي إنما طبعا بحظوظ متفاوتة. يتصدر الوداد جدول الترتيب برصيد 36 نقطة مقابل 35 نقطة للفتح، 34 نقطة لمولودية وجدة، 32 نقطة لنهضة بركان و31 نقطة للجيش الملكي. ولعب الوداد 18 مباراة مثله مثل نهضة بركان، فيما لعب كل من الفتح الرباطي والجيش الملكي 20 جولة، بينما لعب مولودية وجدة 19 جولة، وهذا إن دل على شيء، فعلى ان الأمور ما زالت ضبابية حيث أن هناك 30 نقطة متاحة للفرق المتنافسة وربما أكثر لبعضها، وبالتالي كل شيئ وارد في ما خص المنافسة، مع أرجحية طفيفة للوداد والذي بدا حتى الآن الفريق الأكثر إتزانا في المسابقة.

أما في صراع الهبوط، فيمكن القول بأن الأمور مختلفة بشكل تام حيث يتذيل نادي رجاء بني ملال أسفل الترتيب برصيد 8 نقاط من 19 مباراة. ومع هبوط آخر فريقين في الدوري ووجود نادي حسنية أكادير في أول مراكز الناجين أي المركز الرابع عشر برصيد 17 نقطة، سيكون من الصعب على الرجاء البقاء في دوري الأضواء لاتساع الفارق وصعوبة تعويضه. أما البطاقة الثانية فستنحصر بين حسنية أكادير وصاحب المركز ما قبل الأخير الخامس عشر إتحاد طنجة والذي لديه 15 نقطة وسيكون الصراع قويا بينهما على تجنب الهبوط.