لطالما اعتبر كثيرون ان البرتغالي ​جوزيه مورينيو​ مدرب ​توتنهام هوتسبير​ الحالي شخص غريب الأطوار داخل وخارج الملعب بسبب تصرفاته غير المألوفة لعالم كرة القدم، والتي تسببت في مرات كثيرة باحراج للأندية التي دربها. لكن ما فعله اخيراً في ظل الأزمة التي يعاني منها العالم بأسره جراء تفشي وباء ​كورونا​، يرتقي إلى درجة الجنون المحفوف بالكثير من المخاطر.

لا يمكن تبرير تصرف "السبيشل وان" تحت اي ظرف كان، ولا يمكن وصفه سوى انه خرق لقوانين العزل التام في بريطانيا، خاصة بعدما أجرى تدريبا وجهاً لوجه مع لاعبه الفرنسي تانغي ندومبيلي في إحدى المساحات الخضراء في العاصمة لندن، لكن المشكلة الأكبر تكمن في الفوضى داخل النادي اللندني سيما وأن لاعبين آخرين من السبيرز هما الكولومبي دافينسون سانشيز وراين سيسينون شوهدا يركضان جنبًا إلى جنب، كما نشر الإيفواري سيرج أورييه فيديو له على إنستغرام وهو يركض إلى جانب صديق له.

وإذا كان نادي توتنهام حاول ان يتبرأ من تلك التصرفات الخطيرة لمدربه ولاعبيه عبر بيان رسمي، إلا ان ما حصل يشير الى تفلت الاوضاع بشكل واضح داخل السبيرز في وقت تبرز الحاجة الى الالتزام بالحجر المنزلي وتفادي اي تصرفات يمكن ان تساهم في المزيد من الإصابات، فيما تعيش أوروبا بأكملها، وبريطانيا بشكل خاص، حالة من الترقب الحذر لعدد الاصابات والوفيات جراء هذا الوباء الخطير.

ربما لا يفيد اعتذار مورينيو عن تصرفه الخطر، لا بل انه يثير القلق لنتائجه، فهو شخصية رياضية معروفة تمثل قدوة لكل مشجعي توتنهام هوتسبير لا سيما الصغار منهم، لا بل قد يدفع البعض منهم الى اقتداء به لخرق كل تعليمات الحكومة البريطانية وتعريض الأمن الصحي للإهتزاز بسبب تصرف أقل ما يقال عنه انه غير مسؤول من مدرب مسؤول.

تجاوز المدرب البرتغالي كل الخطوط الحمراء ولم يعد جائزاً اعتبار تصرفه واحداً من سلسلة تصرفات مجنونة لطالما أتحف العالم بها في كل مكان يتواجد فيه، لذلك لا بد وان يُقدم نادي توتنهام هوتسبير على خطوة شجاعة تُظهر حرصه وتشدده في مجال الأمن الصحي والإجتماعي من ناحية، وتوجه رسالة الى عالم كرة القدم بأنه نادٍ لا يتوانى عن الحفاظ على سلامة لاعبيه ومشجعيه، وقادر على السيطرة على ما كل ما يقوم به المنتمون اليه اكانوا من اللاعبين او الاداريين او الجهاز الفني، من ناحية أخرى.

وبقدر ما أساء مورينيو لنفسه ولشخصيته الكروية، الا انه أساء أيضاً للنادي وللفريق الذي يدربه وهذا بحد ذاته أمر قد يكون له الكثير من التداعيات بعد الانتهاء من أزمة كورونا، لكن في المحصلة يبقى القول ان البرتغالي أثبت مرة أخرى انه شخص غير مسؤول داخل الملعب وخارجه.