نتوقف اليوم في نظرتنا السريعة الى واقع الدوريات العربية في ظل تفشي وباء كورونا وتأثيره عليها، عند واقع ​الدوري العراقي​ و​الدوري الجزائري​ ابعد توقفهما ايضاً على غرار الدوريات الاخرى في العالم، وكيف أثر التوقف على الفرق وجدول الترتيب وهل يمكن بعد العودة أن تتغير الأمور رأسا على عقب ؟

الدوري العراقي

عانى الدوري العراقي من مشاكل عديدة حيث انطلق بشكله المعتاد في أواخر الصيف الماضي بمشاركة 22 فريقا، غير ان الاحداث الداخلية التي شهدها البلد ادت الى إلغاء الدوري برمته وإعادة برمجة الأمور حيث قام الإتحاد العراقي لكرة القدم بإلغاء إلزامية المشاركة ونظام الهبوط للدرجة الثانية، على أن يصعد إثنين من دوري الدرجة الثانية. وبعد هذا القرار، شارك 15 فريقا في الدوري مع رفض 5 فرق المشاركة لتبدأ المنافسات، واقيمت 4 جولات قبل أن يفرض فيروس كورونا نفسه ويوقف كل شيء.

وكان استئناف الدوري بصيغته الجديدة، ادى الى بروز فريقين هما ​النفط​ و​القوة الجوية​ حيث تصدرا الدوري بملاحقة من ​نفط الوسط​ و​النجف​، لكن بما أن ما جرى من المباريات لا يكفي للتحليل خصوصاً وان هناك عدداً كبيراً من النقاط يمكن الحصول عليه، يتم طرح السؤال التالي في الأوساط الكروية العراقية: هل يمكن عمليا إكمال الدوري ؟

يبدو معظم الأندية، وإن بشكل غير علني، مقتنع بأن استكمال الدوري في ظل العدد الكبير من المباريات أمر غاية في الصعوبة لكن البعض يطالب بإجراء بطولة مصغرة من أجل تحديد هوية البطل والفرق المشاركة في البطولات الآسيوية الموسم المقبل.

ومع استلام الهيئة الموقتة إدارة الكرة العراقية، سيكون أمامها مهمة شاقة لوضع سقف زمني محدد لعودة عجلة الكرة العراقية إلى الدوران، هذا طبعا مع الإلتزام بتعليمات وزارة الصحة وأخذ الضوء الأخضر منها من أجل العودة، وهي أمور تبدو بعيدة المنال حاليا. في انتظار ما سيحدث والقرارات التي سيتم اتخاذها، لا يمكن التكهن بشيء، ليكون بذلك الدوري العراقي الاكثر غموضاً بين الدوريات الكروية في العالم.

الدوري الجزائري

يضم الدوري الجزائري 16 فريقا. منذ انطلاق المنافسات، شهد الدوري هذا الموسم بقاء 8 مراحل فقطعلى نهاية الموسم. حاليا يتصدر ترتيب الدوري فريق ​شباب بلوزداد​ برصيد 40 نقطة، لكنه يلقى منافسة شرسة من ثلاثة فرق: ف​وفاق سطيف​ و​مولودية الجزائر​ (لديهما 37 نقطة)،وشبيبة القبائل الذي يملك 36 نقطة. وبالتالي ما زالت الأمورضبابية في صراع اللقب. ويمكن القول ان هذا الموسم كان من أهم المواسم على صعيد المنافسة، ليس فقط على اللقب بل على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفديرالية الموسم المقبل.

وإذا ما نظرنا إلى أسفل جدول الترتيب، هناك 3 فرق تتصارع بقوة من أجل تجنب تذوق كأس الهبوط المر وهي: إتحاد بسكرة ا(21 نقطة)،نصر حسين داي ونجم مقرة (19 نقطة لكل منهما) ، وهذا يعني أن الصراع في أسفل القائمة لا يقل أهمية وضراوة أبدا عن الصراع في المقدمة.

هذا الصارع يترقب نهاية الازمة الصحية التي تسبب بها كورونا، ووفق تصريحات مسؤولي الكرة الجزائرية وتحديدا إتحاد كرة القدم، فإن الأولوية حاليا هي للسلامة العامة ولصحة المواطنين، وهذا بالطبع أمر مهم لكنه لا يعفي المسؤولين عن التخطيط لما هو قادم ووضع الحلول الممكنة لاستئناف الدوري بعد الإنتهاء من الأزمة مهما كانت الفترة، مع الأسف الشديد على تعطل موسم كان من الافضل في تاريخ الدوري الجزائري من حيث الحماس والمنافسة.