تنكب ​رابطة دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين​ على دراسة كافة السيناريوهات المحتملة لعودة المنافسات في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، إن كان إنهاء الموسم المنتظم أو الانتقال مباشرة الى الأدوار الإقصائية "بلاي أوف".

ومثل بقية الأحداث الرياضية في جميع أنحاء العالم، ترتبط عودة دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين بتوقف انتشار فيروس "كوفيد-19" في أميركا الشمالية.

وبعد أن أمل الأسبوع الماضي بعودة الدوري في منتصف أيار/مايو، أقر مالك ​دالاس مافريكس​ ​ماريك كيوبن​ في حديث لشبكة "أي أس بي أن" الرياضية بأن "ليس لدي أي فكرة" عن موعد العودة.

هناك شيء واحد مؤكد، هو أن مفوض الدوري آدم ​سيلفر​ ينتظر الضوء الأخضر من السلطات الصحية، وهي مسألة لا يمكن التنبؤ بتاريخها.

ومع ذلك، فإن الخيار الذي يأمله سيلفر والأندية هو العودة الى الملاعب في تموز/يوليو وفقا لعدة وسائل إعلامية. مدة الأشهر الثلاثة، ستسمح للفرق بالاستعداد التدريجي للعودة الى المنافسة.

- ماذا عن نهاية الموسم المنتظم؟ -

في ظل الظروف الراهنة، لا تبدو هناك إمكانية لإنهاء الموسم المنتظم بشكل طبيعي، مع بقاء 20 مباراة على الأقل لكل فريق قبل تحديد هوية البطاقات الـ16 المؤهلة الى الـ"بلاي أوف" في المنطقتين الشرقية والغربية، ما يعني أن الرابطة تحتاج الى شهر على الأقل لإنهاء الموسم المنتظم.

وعندما اتخذ سيلفر قرار تعليق الدوري في 11 آذار/مارس بعد إصابة لاعب ارتكاز يوتا جاز الفرنسي رودي غوبير بفيروس "كوفيد-19"، كانت هناك أربعة فرق فقط حاسمة لبطاقتها الى الأدوار الإقصائية، هي مليووكي باكس وتورونتو رابتورز حامل اللقب وبوسطن سلتيكس (المنطقة الشرقية) ولوس أنجلوس ليكرز (المنطقة الغربية).

لكن هوية الفرق الـ12 الأخرى معروفة الى حد كبير استنادا الى عدد الانتصارات والهزائم والفارق بينها وبين الفرق المتواجدة خارج نادي الثمانية الأوائل في كل من المنطقتين، باستثناء بطاقة واحدة في المنطقة الغربية حيث يتنافس عليها خمسة فرق (يحتل ممفيس غريزليز المركز الثامن بفارق ثلاثة الى خمسة انتصارات عن بورتلاند ترايل بلايزرز ونيو أورليانز بيليكانز وساكرامنتو كينغز وسان أنتونيو سبيرز).

واستنادا الى ذلك، هناك خياران ممكنان: إما أن يتوقف الموسم المنتظم ويبقى الترتيب على هو عليه قبل قرار التعليق الذي اتخذ في 11 آذار/مارس، وإما أن يستأنف لكن للوصول الى 70 مباراة لكل فريق عوضا عن 82، وذلك لإعطاء الفرق التي تملك أملا بالتأهل فرصة محاولة خطف بطاقة الـ"بلاي أوف"، وإرضاء الشركات الناقلة للبطولة.

وكان نجم نيو أورليانز بيليكانز دجاي دجاي ريديك من مؤيدي استكمال الموسم المنتظم، موضحا "نريد وحسب أن ننهي الموسم المنتظم، مهما كانت الصيغة، من أجل محاولة التأهل. السيناريو الأسوأ سيكون أن تبدأ الأدوار الإقصائية مباشرة من دون أن نكون قادرين على حسم الصراع (على التأهل)".

أما مدرب غولدن ستايت ووريرز ستيف كير، غير المعني بالصراع على التأهل في ظل السجل المتواضع جدا لبطل 2015 و2017 و2018، فتوقع أنه "إذا استؤنفت البطولة، فمن غير المحتمل أن نكمل المباريات المتبقية من الموسم المنتظم، نظرا الى الفترة الزمنية القصيرة المتاحة لذلك".

- أدوار إقصائية معدلة؟ -

ذكر الموقع الإلكتروني لمجلة "سبورتس إيلوستراتيرد" الخميس أن مسؤولي رابطة الدوري يدرسون إمكانية تنظيم الأدوار الإقصائية بأكملها في لاس فيغاس.

وأوضحت مصادر لم تسمها المجلة ان الرابطة تستكشف تكاليف اقامة اللاعبين في فنادق لاس فيغاس وتنظيم المباريات هناك، مشيرة إلى أنه لم يتم البت بأي موضوع بعد وأن كل شيء مطروح على الطاولة.

واستشهد التقرير بعدة مصادر في الرابطة والأندية معتبرا انه لا توجد فرصة لتنظيم أدوار إقصائية نموذجية تشمل التنقل بين المدن بسبب القيود المفروضة في الولايات المتحدة نتيجة مخاطر تفشي فيروس كورونا المستجد.

وقال مصدر في رابطة الدوري إن فكرة عزل الفرق في مكان واحد، ولعب المباريات بدون جماهير، هي الحل الوحيد لاستكمال البطولة، وإن لاس فيغاس هي المرشحة بشكل جدي لذلك.

وذكر تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأسبوع الماضي أن رابطة الدوري تدرس العديد من السيناريوهات لكنها لم تقترب من وضع اللمسات الأخيرة على أي منها، بما في ذلك فكرة تأهل 16 فريقا بنظام أول من يسبق منافسه للفوز في خمس مباريات، ثم دورين إقصائيين لتحديد الفريقين اللذين سيبلغان الدور النهائي بنظام الأفضل في سبع مباريات.

إذا استؤنف الموسم في تموز/يوليو في أفضل الأحوال، فسوف ينتهي في أواخر آب/أغسطس وأوائل أيلول/سبتمبر، ما سيؤدي الى تأخير انطلاق الموسم المقبل حتى أواخر كانون الأول/ديسمبر على الأرجح.

هناك من يؤيد هذا المسار، مثل مالك أتلانتا هوكس ستيف كونين الذي يرى في ذلك فرصة لتجنب المنافسة في الشعبية مع دوري كرة القدم الأميركية "أن أف أل" المقرر بين أيلول/سبتمبر وكانون الثاني/يناير، ما سيعزز الاهتمام الإعلامي بدوري الـ "أن بي أيه".

وفي هذه الحالة، سيختتم موسم 2020-2021 في آب/أغسطس في حال أبقى الدوري على نظام الـ82 مباراة لكل فريق في الموسم المنتظم، ما سيحرم النجوم من الدفاع عن ألوان المنتخب الأميركي في أولمبياد طوكيو المقرر بموعده الجديد بين 23 تموز/يوليو و9 آب/أغسطس 2021.

وهذه فرضية لا يحبذها نجم بورتلاند ترايل بلايزرز داميان ليلارد، موضحا "أنا حقا لست من مؤيدي مثل هذا التغيير. لا أرى بأنه سيكون هناك الكثير من الشبان المؤيدين لذلك".