في خضم الواقع الجديد الذي فرضته أزمة كورونا والتداعيات التي ألقت بظلالها على كرة القدم حول العالم، ينتظر الكرة الآسيوية بشكل عام والعربية بشكل خاص واقعاً أشد قسوة، في ظل كل المعطيات التي فرضتها هذه الأزمة من توقف قسري إلى خسائر إقتصادية فادحة على الإتحادات والأندية في القارة الصفراء.

وعلى الرغم من تفاوت الإمكانيات المادية بين نادٍ وآخر حيث الوفرة المادية والانفاق الكبير في اليابان والصين والسعودية والامارات وقطر مقارنة مع باقي الدول العربية، إلا ان المستقبل يبدو مجهولاً بالنسبة لها كلها، بعد التراجع الكبيرالذي أصاب خزائنها جراء توقف المنافسات وعدم التوصل حتى الآن لأي اتفاقات بشأن تخفيض رواتب اللاعبين والمدربين الأجانب، في حين ان الكثير من الأندية العربية اضطرت للاستغناء عن محترفيها مع بداية الأزمة.

تلك التداعيات ستنكشف كل تفاصيلها السلبية فوز انتهاء أزمة كورونا حول العالم، هذا اذا ما اعتبرنا ان الكرة العربية داخل القارة الآسيوية ما تزال تبحث عن نفسها في خضم كل التحديات التي تواجهها سواء مالية أو فنية، على الرغم من المرحلة الجديدة التي بدأت بفوز ​الهلال السعودي​ ب​دوري أبطال آسيا​ و​العهد اللبناني​ ب​كأس الإتحاد الآسيوي​ في النسخة الأخيرة من المسابقتين.

من الصعوبة بمكان أن تستطيع معظم الأندية العربية الصمود بوجه العواصف المالية التي تنتظرها بعد انتهاء الأزمة المستجدة،خاصة وأن غالبيتها يعاني من شح الموارد المالية وغياب الشركات الراعية، اضافة لضعف الحضور الجماهيري باستثناء الدوري السعودي، مما يعني ان حالها سيكون أسوأ خلال الأشهر المقبلة وهو ما دفع ببعضها لمطالبة الاتحادات المحلية بإلغاء الموسم.

​​​​​​​

مما لا شك فيه ان الواقع المرير الذي تعيشه الكرة العربية قبل وبعد أزمة كورونا، سينعكس سلباً على مشاركات الأندية في البطولات القارية وايضا المنتخبات في تصفيات ​كأس العالم​ و​كأس آسيا 2022​ فيما لو استؤنفت المنافسات، وستدفع غالبيتها ثمنا باهظا لتداعيات ما خلفته وستخلفه الاوضاع الحالية.

من الواضح ان الكرة الآسيوية بشكل عام، والعربية بشكل خاص، ستعاني كثيراً خلال السنوات المقبلة في ظل عجز الكثير من الاتحادات المحلية عن تطوير استراتيجياتها سواء لافتقارها الموارد المالية أو بسبب الترهل الإداري الذي لطالما كان حجر عثرة أمام تطورها خلال السنوات الماضية، وهذا يشير الى ان التوقعات المستقبلية لا تبشر بالخير، وهو امر ربما ينعكس بشكل كارثي على المشاركات القارية والعالمية ويضع الكرة العربية في وجهة المجهول.