كان لانتشار فيروس كورونا في البلاد العربية العديد من الآثار السلبية ليس على الصعيدين الصحي والإقتصادي، فقط بل على الصعيد الرياضي أيضاً عبر إيقاف المنافسات الكروية في هذه الدول كافة. وبعدما استعرضنا الوضع في كل من الأردن وقطر، نتوقف اليوم عند للحديث عن الدوري البحريني و​الدوري العماني​،وتأثرهمابفترة التوقف وانعكاس ذلك على الفرق وجدول الترتيب. وهل يمكن بعد العودة، أن تنقلب الأمور رأسا على عقب ؟

الدوري البحريني:

شهد هذا الدوري الذي يضم 10 فرق، اقامة 11 جولة من أصل 18، أي أن مرحلة الإياب مر منها جولتان فقط قبل أن يجبر الوباء العالمي الكرة البحرينية على إيقاف نشاطها. وفي بيان أصدره ​الإتحاد البحريني​، يبدو أن موعد العودة لإكمال الدوري سيكون في النصف الثاني من شهر تموز المقبل، وتعهد بأن ينتهي الموسم في الأسبوع الثالث من شهر آب المقبل، على أن يمنح فترة للأندية تكون كافية من أجل الإستعداد لموسم 2020-2021.

وبالعودة إلى مجريات الأمور في الدوري وبنظرة على جدول الترتيب، يمكن القول بأن المنافسة على اللقب ستدور بين فريقي الحد و​المحرق​. فالاول يملك 28 نقطة، بينما لدى المحرق 26 نقطة فقط وهو بعيد عن صاحب المركز الثالث ​الرفاع الشرقي​ بفارق ست نقاط. ويجب القول بأن الحد قدّم هذا الموسم أداء دفاعيا مميزا للغاية جعله يتصدر الدوري بعدما اهتزت شباكه فقط 8 مرات في 11 مباراة، بينما تميز المحرق بأدائه الهجومي الجيد بعدما سجّل 23 هدفا بمعدل تهديفي وصل إلى 2.09 هدف في المباراة الواحدة. ويمتلك كلا الفريقين كل الأسلحة اللازمة من أجل المنافسة حتى النهاية على اللقب، وأغلب الظن أن المواجهة المباشرة بينهما قد تكون حاسمة بشكل كبير في تحديد هوية الفريق الفائز باللقب. أما في صراع الهبوط، فسينحصر الصراع بشكل مبدئي بين ثلاثة فرق هي ​الحالة​ صاحب المركز الأخير ب5 نقاط،و​الشباب​ الذي يملك 7 نقاط، و​البسيتين​ صاحب الـ 8 نقاط. وستكون هذه الفرق هي المرشحة لخوض الصراع، وربما ستكون الفترة المقبلة جيدة لهم رغم التوقف القسري من أجل إعادة ترتيب الأوراق ومحاولة تصحيح ما يمكن تصحيحه لتجنب الوقوع في المحظور والهبوط لدوري الدرجة الثانية، علماً ان آخر فريقين في جدول الترتيب سيتركان دوري الاضواء وذلك بحسب ما ينص النظام الفني، فمن سيبقى ومن سيغادر؟

الدوري العماني:

اقيمت من الدوري العماني 23 جولة، وأتى التوقف الإضطراري قبل ثلاث جولات فقط من نهاية الدوري الذي يضم 14 فريقا، أي أن الكرة العمانية كانت قاب قوسين أو أدنى من إنهاء طبيعي لمسار الدوري. وفي المعطيات الأولية، إتخذ الإتحاد العماني قراراً بتأجيل كافة المباريات والنشاطات الكروية في البلاد حتى شهر أيلول المقبل، ما ضرب الدوري بشكل كبير حيث اعلنت معظم الاندية فسخ عقود لاعبيها الأجانب إذ من غير المنطقي أن تستمر الأمور على حالها حوالي خمسة أشهر. وإذا ما نظرنا لجدول الترتيب، يمكن القول بأن نادي ​السيب​ وهو متصدر الدوري، كان المتضرر الأبرز من هذا التوقف حيث كان يمنّي النفس بالتتويج باللقب الأول في تاريخه كونه كان في المركز الأول بـ 50 نقطة، ويبتعد بفارق 5 نقاط عن الوصيف فريق ظفار والذي يملك 45 نقطة، حيث أن المنافسة انحصرت بينهما لكن السيب كان يحتاج فقط إلى 4 نقاط بغض النظر عن نتائج منافسه في المباريات الثلاث المتبقية ليحقق اللقب، الا ان إيقاف الدوري أطاح بحلم السيب أقله بشكل مؤقت.

هذا في صراع الصدارة، لكن لصراع الهبوط قصة اخرى. فبحسب نظام الدوري العماني، يهبط أصحاب المراكز الثلاثة الأخيرة إلى دوري الدرجة الثانية، والهابط الأول كان فريق مرباط الذي لديه 12 نقطة فقط، والأمور انتهت رسميا بالنسبة له. لكن المنافسة على البطاقتين الأخيرتين تدور حسابيا بين كل الفرق الأخرى، فآخر الهابطين حتى الآن فريق عمان والذي لديه 26 نقطة، وهو لا يبعد عن الفريق الثالث في الترتيب اي فريق ​النهضة​ سوى بـ8 نقاط فقط، فيما يمكن ان تتغير كل الامور في المباريات الثلاث التبقية والنقاط التسع التي تقدها للفائز، ما يعني بأن صراع الهبوط ناري ومشتد. هذا حسابيا، إنما منطقيا وفنيا، تتنافس 6 فرق على آخر بطاقتين وتفصل بينها 4 نقاط، ما يعني أن الجولات الثلاث الأخيرة ستكون مفتوحة على كافة الإحتمالات بين تلك الفرق.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه، في ظل التوقف الطويل وتغييرات الأجانب، كيف ستعود الفرق وبأي صورة وهل من الممكن التعاقد مع أجانب آخرين فتنقلب المعادلة في آخر 3 جولات؟ الجواب على هذا السؤال حاليا أمر صعب، ومن المبكر جدا الحديث عنه وهذا بالطبع المشكلة الأكبر من التوقف القسري بسبب وباء كورونا.