مع التوقف القسري لكرة القدم في معظم دول العالم بسبب فيروس كورونا والذي ضرب بقوة حاصدا الكثير من الأرواح البشرية ومجبرا الملايين من الناس على الدخول في الحجر الصحي الذاتي وسط أجواء لم يعتد أي أحد عليها. وعلى الرغم أن الأمور ما زالت ضبابية فيما خص موعد استئناف البطولات والآلية التي سيتم اتباعها، كان لتأجيل اليورو من صيف 2020 إلى صيف 2021 باب أمل فيما خص قدرة الدوريات على إنهاء الموسم بشكل شبه طبيعي.

ومع تغطيتنا المستمرة للدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، سنستعرض في هذا التقرير المدربين الذين تولوا منصبهم مع فرقهم قبيل الإيقاف بفترة قصيرة حيث ستكون فترة التوقف هذه مفيدة لهم وفق مبدأ " رب ضارة نافعة " إذ سيكسبون المزيد من الوقت لتحضير فرقهم والتعرف عليهم أكثر وتعويض الإستلام المتأخر لزمام القيادة الفنية.

1. ​ألكسندر نوري​ ( مدرب هيرتا برلين الألماني ):

على الرغم من إعلان النادي الألماني بأن المدرب صاحب الأصول التركية لن يحصل على عقد طويل الأمد وسيغادر منصبه في نهاية الموسم، لكن نوري والذي تولى المنصب على رأس الإدارة الفنية لفريق العاصمة الألمانية قبل حوالي شهر من الآن، يعلم بأن عليه عمل كبير من أجل محاولة إدخال الفريق إلى المناطق الدافئة وتجنب خوض معركة الهبوط، فالفريق حاليا يقبع في المركز الثالث عشر ولديه 28 نقطة وبعيد حاليا عن أول مركز في معركة الهبوط وهو المركز السادس عشر بست نقاط أي أنه جولتين فقط قد تقلب الأمور رأسا على عقب بالنسبة للفريق الألماني، فنوري قاد الفريق في 4 مباريات لحد الآن، ففاز في الأولى لكنه خسر الثانية وتعادل في آخر اثنتين وهذا أي أنه حصد 5 نقاط من أصل 12 ممكنة وإذا ما استمر الفريق بهذا النسق، فسيكون نوري قادرا على الحفاظ على مكانة الفريق الحالية ضمن كبار القوم في البوندسليغا.

2. ​لويجي دي بياجو​ ( مدرب سبال الإيطالي ):

بعدما تولى المنصب منذ أقل من شهر، خاض المدرب الإيطالي 3 مباريات فقط مع الفريق فخسر في أول مبارتين قبل أن يحقق فوزه الأول على بارما 1-0 ما أعطى بارقة أمل بالنسبة له فوضع سبال غير جيد إطلاقا والفريق كان في المركز الأخير لكن الفوز على بارما جعله يتقدم خطوة للأمام ويصبح في المركز ما قبل الأخير وهذا بالطبع ليس كافيا من أجل البقاء في دوري الأضواء مع صراع شرس ومهمة صعبة للغاية فسبال يبتعد عن أول الناجين وهو جنوى بسبع نقاط كاملة وكان التوقف القسري للكالتشيو جيدا لدي بياجو من أجل الحصول على وقت أكبر من أجل العمل برفقة الفريق على ما يعتبره الكثيرون أمرا مستحيلا والأهم هو العمل على الشق المعنوي للفريق مع التركيز من قبل المدرب على إيجاد حلول هجومية فالفريق لديه أضعف خط هجوم في الدوري ولم يسجل إلا 20 هدفا في 26 مباراة خلال هذا الموسم.

3. ​والتر زينغا​ ( مدرب كالياري الإيطالي ):

عاد المدرب الإيطالي إلى الكالتشيو من جديد حيث لم يمر على توليه منصب المدير الفني لكالياري سوى بضعة أيام ولم يخض أي مباراة برفقة الفريق بسبب التوقف الذي حصل. كالياري كان حتى منتصف الموسم هو الحصان الأسود للبطولة لكن الفريق مع المدرب رولاندو مارين عانى من هبوط مفاجئ في الأداء حيث غابت عنه الإنتصارات في آخر 11 مباراة وهو أمر كارثي لكن زينغا كان محظوظا للغاية فهو الآن لديه فرصة من أجل إعادة بناء الفريق والذي ليس مهددا بالهبوط مبدئيا فلديه حاليا 32 نقطة وبعيد بفارق 7 نقاط عن أول الهابطين لحد الآن لكن زينغا يعلم بأن الفريق لديه الإمكانات من أجل المنافسة على مقعد أوروبي الموسم المقبل خاصة أن مراكز اليوروبا ليغ هي حاليا في متناول اليد ويبتعد عنها بفارق 7 نقاط وهذا سيكون التحدي الأهم لزينغا مع كالياري ويأمل في الخروج من دوامة النتائج السلبية عقب إستئناف المنافسات بشكل مباشر.

4. ​دييغو لوبيز​ ( مدرب بريشيا الإيطالي ):

حاله ليس أفضل بكثير من حال المدرب دي بياجو زميله في نادي سبال، فبريشيا حاليا يقبع في المركز الأخير ولديه 16 نقطة أي أنه بعيد عن أول الناجين بتسع نقاط كاملة ومع تبقي 12 جولة قبل النهاية إن تم استئناف الدوري بالشكل المرسوم له، سيكون وضع الفريق صعبا للغاية وهو أمر يعلمه تماما لوبيز الذي استلم المهمة قبل حوالي شهر من الآن لكن البداية كانت بتعادل ثم خسارة المباريات الثلاثة وأغلب الظن بأن لوبيز وإن سيحصل على بعض الوقت من أجل تحسين أداء الفريق لكن مهمة تذليل الفوارق مع أول الناجين لن يكون بالأمر السهل مع إمكانات فنية متواضعة من ناحية اللاعبين عكستها أرقام الفريق والذي لم يقدم الشيئ الكثير والذي يشفع له باللقاء في دوري الدرجة الأولى اللهم إذا ما كان للوبيز عصا سحرية بعد العودة قادر على تغيير مجرى الأمور بها لمصلحته وهو أمر أقله من الناحية المنطقية الكروية مستبعد.

5. ​أوه روسلير​ ( مدرب فورتونا دوسلدورف الألماني ):

تولى مهمة تدريب الفريق منذ حوالي الشهر وخاض أكثر من خمسة مباريات لكنه لم يحقق المطلوب منه إذ فاز فقط في مباراة واحدة ولم يقدم الكثير في باقي المباريات فتعادل بها وخسر ليبقى الفريق في المركز السادس عشر وهو مركز يجعل فورتونا دوسلدورف يلعب الملحق بمعركة الهبوط أمام ثالث الدرجة الثانية. ويملك حاليا الفريق 22 نقطة ويجب أن يحصد المزيد من النقاط عند متابعة الدوري في ظل معاناة كبيرة من الفريق خاصة بالناحية الدفاعية مع خط دفاع مهترئ والفترة الحالية ستمنح روسلير فرصة لتحضير الفريق بشكل هادئ وإيجاد التوليفة المناسبة من أجل قادم المباريات وتغيير الشكل الذي ظهر فيها الفريق في بداية مسيرته حيث إن استمرت الامور بهذا الشكل فإن فريق المدينة الألمانية الكبيرة قد تجعله يودع الدوري من الباب الضيق ولم لا قد يخسر روسلير الوظيفة التي لم يمر كثيرا على استلامه إياها وهو أمر لن يكون جيدا للمدرب الألماني.

6. مورينو لونغو ( مدرب تورينو الإيطالي ):

تم تسليمه دفة القيادة الفنية لفريق المدينة الإيطالية العريقة عق تراجع أداء الفريق بشكل كبير. وبعد سلسلة من الخسارات التي جعلت الفريق يتراجع للمركز الخامس عشر برصيد 27 نقطة بعد التحول من فريق ينافس على مراكز اليوروبا ليغ إلى النجاة من الهبوط حيث الفريق بعيد فقط بفارق نقطتين عن معركة الهبوط وبالتالي سيكون لونجو في موقف لا يحسد عليه خاصة أن بدايته مع الفريق لم تكن مشجعة إطلاقا وخسر الفريق 3 مرات متتالية لكن لونجو واجه فرقا قوية ولم يكن من السهل التغلب عليها لكن لونجو حاليا سيكون أمامه وقت كافي من أجل إعادة تورينو على السكة الصحيحة والعودة لمكان دافئ في وسط جدول الترتيب والأهم هو حل مشكلة المشاكل بالنسبة للفريق ألا وهي الضعف الدفاعي بجانب الضياع التكتيكي في وسط الملعب ما يجعل الفريق مشكوفا بشكل دائم دفاعيا، أمور بالطبع سيسعى لونجو لحلها جديا قبل الإستئناف التالي للفعاليات الكروية في إيطاليا.

7. هايكو هيرليتش ( مدرب أوغسبورغ الألماني ):

تم تعيينه قبل أيام من إيقاف الدوري الألماني حيث حل خلفا للمدرب المقال مارتين شميدت. ولم يخض هيرليتش أي مباراة وربما يكون هذا من حظه حيث سيمتلك فرصة من أجل إعادة ترتيب أوراق الفريق قبيل استئناف النشاط الكروي إذ أن وضع الفريق ليس جيدا على الإطلاق فالفريق يحتل المركز الرابع عشر ولديه 27 نقطة وهو بعيد بخمس نقاط فقط عن المركز السادس عشر والذي يلعب ملحق الهبوط مع ثالث دوري الدرجة الثانية حيث يأمل هيرليتش في تجنب هذا السيناريو وعدم الدخول في معمعة الهبوط ما يفرض عليه تحسين جودة الأداء خاصة من الناحية الدفاعية حيث اهتزت شباك الفريق 52 مرة بمعدل هدفين في كل مباراة وهو أمر سيئ وقد ينذر بمخاطر كبيرة إن استمر فالأداء الهجومي للفريق جيد وعلى هيرليتش إيجاد التوازن المطلوب بين كلا الحالتين وأغلب الظن بأن الفريق قد ينجح في دخول المنطقة الدافئة في حال استئناف مباريات الدوري الألماني.