لا يمكن اعتبار توقف المنافسات والبطولات جراء أزمة فيروس ​كورونا​ المستجد، المشكلة الوحيدة التي قد تواجه الفرق والمنتخبات خاصة وأن الحجر الصحي أو المنزلي الذي فُرض على الكثير من اللاعبين والمدربين، ربما يكون نقطة في بحر من المشاكل ينتظر تلك الاندية والمنتخبات مع مرور الوقت واستمرار الحال على ما هو عليه الآن.

من الواضح ان الكثير من بطولات الدوري حول العالم ان لم يكن معظمها لن يستأنف نشاطاته قبل نهاية الشهر المقبل وهو الموعد الذي تم تحديده لعودة ​البريمييرليغ​، لكن تلك العودة وكما يبدو الحال الآن في قارة أوروبا لناحية تسارع تفشي فيروس كورونا، قد تكون مستحيلة مما يعني ان الأندية تنتظر تأجيلاً جديداً على أقل تقدير أو الغاء للموسم وهو "الحل المر" الذي لا تريد معظم الفرق الوصول اليه او تجربته.

من الناحية العملية، تكبدت الأندية خسائر هائلة جراء فترة التوقف الحالية، وهو الأمر الذي لم تسلم منه الاتحادات المحلية والقارية أيضاً وكذلك الشركات الراعية والمعنية بحقوق النقل التلفزيوني على وجه التحديد، وهذا بحد ذاته مؤشر خطير لما يمكن ان يصبح عليه الوضع فيما لو تم استمرار التأجيل أو اتخاذ قرار جريء بإلغاء الموسم .

إلا ان الإشكالية الأخرى والتي لا يمكن التغاضي عنها تكمن بضرورة انهاء الموسم قبل موعد 30 حزيران/يونيو، وهو الموعد المحدد من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل تجديد العقود بالنسبة للاعبين المنتهية عقودهم او أولئك الذين دخلوا فترة الستة أشهر والذين يحق لهم الانتقال الى اي ناد آخر دون الرجوع الى ناديهم الأصلي.

لا يمكن للاتحادات أو الاندية خوض المنافسات المحلية بعد هذا التاريخ لأنها ستدخل في معضلة تجديد عقود اللاعبين المنتهية او التخلي عنها وهما أمران أحلاهما مر في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها معظم النوادي في أوروبا والتي ستلقي بظلالها من دون أدنى شك على فترة الانتقالات الصيفية المقبلة التي تسبق انطلاق الموسم الجديد.

أضف الى ذلك ان العواقب ستكون وخيمة على الأندية في حال اضطرت الاتحادات لإلغاء موسمها وهذا سيكبد الفرق الكثير من الخسائر قد لا تكون قادرة على تعويضها في المدى المنظور، في ظل ما تركته أزمة فيروس كورونا من آثار سلبية على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصحية لمختلف الشعوب حول العالم.

من الواضح ان أزمة كورونا والتي لم تكن في الحسبان في طريقها لفرض واقع جديد وخطير على الاندية ربما لن تسلم من تداعياته لسنوات مقبلة، لكن من المهم الآن البحث في خطة عملية ووقائية تكون قادرة على استئناف ما تبقى من الموسم وانهائه بأقل الخسائر على الاتحادات والأندية واللاعبين على أرض الملعب.