في خضم كل الفوضى التي أحدثتها كارثة فيروس كورونا حول العالم بشكل عام ومواعيد مباريات ومنافسات كرة القدم بشكل خاص، تبرز الكثير من المعطيات والتي ستنعكس من دون أدنى شك على اللاعبين في ظل ما ينتظرهم من تأثيرات سلبية ستفرضها عملية توقف التدريبات في فرق كثيرة وتأجيل بطولات الدوري سواء في ​ايطاليا​ أو ​اسبانيا​ وما يمكن ان يلحقهما قريباً.

يمكن اعتبار الإجراءات الطبية الإحترازية التي اتخذتها العديد من الفرق وما ينتظر البعض الآخر في الايام المقبلة، بمثابة اطلاق "رصاصة الرحمة" على كل ما وصلت اليه تلك الفرق ولاعبيها من مستويات أملتها بلوغ هؤلاء الجزء الأخير من الموسم، وفي وقت كانت أندية كرة القدم تعيش مرحلة حساسة سواء لجهة خوضها المراحل المتبقية من عمر بطولات الدوري أو المراحل الإقصائية من ​دوري أبطال أوروبا​ و​الدوري الأوروبي​، وكذلك مباريات المنتخبات الوطنية.

وبغض النظر عن المدة الزمنية التي يمكن ان تشهد عودة الحياة الى ملاعب كرة القدم، فإن تأثيرات توقف التمارين والمباريات سيكون لها بالغ الأثر على اللاعبين فيما لو عادت الأمور الى مجرياتها وتم استئناف المنافسات بعد ثلاثة أسابيع أو شهر من الأن، لأن سلبيات التوقف لن تقتصر على المدة التي سيحتاجها اللاعبون من اجل العودة الى "الفورمة" بقدر ما سيضطر هؤلاء لتقصير فترة الراحة قبل الموسم الجديد والذي سيكون حافلاً من دون أدنى شك بالكثير من الاستحقاقات الرسمية لعل اهمها تصفيات ​كأس العالم 2022​ وربما ​بطولة أوروبا 2020​ في حال تم تأجيلها.

أضف الى ذلك ان حالات الاصابات التي أُعلن عنها سواء بالنسبة للاعبين او مدربين والتي كان آخرها مدرب أرسنال مايكل أرتيتا ستجعل عودة المنافسات في المدى المنظور صعبة من دون ادنى شك، مما يعني المزيد من الابتعاد عن التدريبات والمباريات وهذا امر سيكون له انعكاسات سلبية خطيرة على الحالة البدنية للاعبين من جهة وعلى مستواهم على ارض الملعب في حال استؤنفت جميع المباريات من جهة أخرى.

من الصعب جداً تحديد حجم التأثيرات التي يمكن ان تفرضها فترة التوقف على اللاعبين بسبب فيروس كورونا، لكن بات من المؤكد ان عودة هؤلاء الى ممارسة كرة القدم لن تكون سهلة على الاطلاق او اذا اردنا القول انها لن تكون بالشكل الذي ترغب به الجماهير وخاصة تلك التي تنافس على الألقاب سواء المحلية أو القارية.