نجح أتلتيكو مدريد في التأهل إلى الدور الربع نهائي من دوري أبطال أوروبا عقب فوزه على حامل اللقب ليفربول 3-2 بعد اللجوء لأشواط إضافية عقب انتهاء الوقت الأصلي بتقدم ليفربول 1-0 ( نتيجة مباراة الذهاب 1-0 لأتلتيكو ) وذلك في إياب دور الستة عشر والتي جرت على ملعب الأنفيلد رود في مدينة ليفربول.

المدير الفني لأتلتيكو مدريد دييغو ​سيميوني​ الأرجنيتيني لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع جواو فيليكس ودييغو كوستا في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لليفربول الألماني يورغن كلوب بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي محمد صلاح، سادو ماني وروبيرتو فيرمينيو في خط الهجوم.

الشوط الأول:

ليفربول حاول بدء المباراة بضغط هجومي من أجل تسجيل هدف يعادل به نتيجة مباراة الذهاب فيما سعى أتلتيكو مدريد لاستيعاب الفورة الهجومية لليفربول مع السعي لتهدئة إيقاع اللعب والتواجد في خط وسط الملعب.

تركيز ليفربول الهجومي كان على طرفي الملعب مع تحرك من محمد صلاح في الجهة اليمنى مع نسبة استحواذ كبيرة ومتوقعة من ليفربول على الكرة في ظل عدم قدرة أتلتيكو على التقدم للأمام وغيابه بشكل جدي عن الصورة الهجومية رغم السعي أحيانا لتبادل الكرات في وسط الملعب.

ليفربول كان ناجحا في افتكاك الكرة بشكل سريع ثم التقدم للأمام مع مساندة من قبل الأظهرة عبر الأطراف للعب الكرات العرضية لداخل منطقة جزاء أتلتيكو المتكتل دفاعيا في الخلف ما دفع ثلاثي خط وسط ليفربول للتقدم إلى العمق من أجل إيجاد الكثافة العددية في عمق منطقة عمليات المنافس لمتابعة تلك الكرات العرضية.

وعلى الرغم من أن أتلتيكو نجح في التعامل مع معظم الكرات العرضية تلك، لكن خطأ في التغطية الدفاعية بمنتصف منطقة الجزاء نجح من خلاله لاعب ليفربول فينالدوم في تسجيل هدف التقدم لليفربول عند الدقيقة 43 ومع هذا التقدم انتهى الشوط الأول.

الشوط الثاني:

ليفربول بدأ الشوط الثاني كما الأول بنفس هجومي مع تطبيق الضغط العالي على حامل الكرة عند أتليتكو والتحرك بفعالية أكبر عن طرفي الملعب فيما سعى أتليتكو لإغلاق الملعب واللعب على الكرات المرتدة خاصة أن المساحات بدأت تظهر شيئا فشيئا ما دفع سيميوني للقيام بتبديله الأول فأخرج مهاجمه كوستا وأدخل لورينتي السريع والنشط في الإرتداد الهجومي السريع. ليفربول استمر بنفس الأسلوب الهجومي، الضغط العالي والتحرك عبر طرفي الملعب لفتح المساحات أمام الجناحين صلاح وماني ليحصل ليفربول على عدة كرات خطرة لكن الإستهتار والتفنن المبالغ فيه في اللمسة الأخيرة أضاع على ليفربول بضعة فرص خطرة مع تراجع كلي من أتليتكو الذي استبسل في الشق الدفاعي وتعامل بشكل جيد مع الكرات العرضية وسط محاولات خجولة للعب الهجمات المرتدة حيث بدا بأن الفريق يريد جر ليفربول إلى الأشواط الإضافية ليقوم المدرب كلوب بأولى تبديلاته مدخلا ميلنر مكان تشامبرلين لتنشيط الجهة اليسرى ومساعدة محمد صلاح في تلك الجهة لتكون الدقائق الأخيرة لهذا الشوط من طرف واحد مع ضغط مستمر لليفربول وتراجع تام للاعبي أتليتكو الذي سجلوا هدفا في آخر اللحظات لكن تم إلغاءه بداعي التسلل لينتهي الوقت الأصلي بتقدم ليفربول 1-0 وهي نفس نتيجة مباراة الذهاب إنما لأتليتكو ما دفع بالأمور للذهاب نحو الأشواط الإضافية.

الأشواط الإضافية:

ليفربول بدأ الشوط الإضافي الأول كما يجب حيث سجل فيرمينيو هدفا ثانيا ويستمر الفريق بنسقه الهجومي الجيد لكن خطأ من حارس ليفربول أدريان سمح لأتلتيكو بتسجيل هدف.

ومع حاجة ليفربول لهدفين، كان من الطبيعي أن يندفع الفريق للأمام ليبدأ أتلتيكو بالحصول على بعض المساحات نتيجة بطء عودة مدافعي ليفربول عقب خسارة الكرة ليسجل لورينتي هدفا ثانيا عند الدقيقة 97. عندها أصبح ليفربول يحتاج إلى 3 أهداف فقام كلوب بالمغامرة الهجومية مدخلا أوريغي وفابينيو والتحول للعب بطريقة 4-2-4 فيما أدخل سيميوني

موراتا مكان جواو فيليكس لكن دفاعات الفريق الاسباني بقيت مركزة وتعاملت بشكل جيد مع الضغط المتواصل للاعبي ليفربول قبل أن يطلق ألفارو موراتا رصاصة الرحمة على لاعبي ليفربول لتنتهي المباراة بفوز أتليتكو 3-2 وتأهله للدور الربع النهائي وإقصاءه لحامل اللقب ليفربول.

ملاحظات عامة:

1. راهن المدرب دييغو سيميوني على ذهاب المباراة للأشواط الإضافية خاص بعد إنهاءه للشوط الأول متأخرا 1-0 فاستبسل بشكل كبير في اللعب الدفاعي مع خطين دفاعيين حيث كان لا بد من ليفربول أن يتراجع بدنيا نتيجة ضغطه الهجومي العالي فدفع بنجم المباراة لورينتي مكان كوستا في الشوط الثاني والأخير كان نجم المباراة دون منازع وسبب التأهل بعدما سجل هدفين وصنع الثالث مثبتا قدرته على ضرب بطء ارتداد ليفربول للخلف نتيجة التعب مع التحول من 4-4-2 إلى 4-5-1 بعد دخول لورينتي وهذا ما أعطى الفريق المرونة التكتيكية اللازمة في التحول من الشق الدفاعي إلى الهجومي.

2. على الرغم من البداية المثالية للأشواط الإضافية لكن حارس ليفربول أفسد كل شيئ بخطأ ارتكبه كلف فريقه غاليا حيث بتسجيل أتليتكو هدفا عادت الأمور لنقطة الصفر كما أن التعب حل على ليفربول في الأشواط الإضافية وهنا يعيب على ليفربول كثرة إضاعة الفرص خاصة من الثنائي ماني وصلاح الذين سنحت لهم عدة فرص ولو أن التركيز كان عاليا لكان الفريق الأحمر قادر على تسجيل أكثر من هدف في الشوط الثاني وحسم الأمور دون اللجوء للأشواط الإضافية.

3. يجب التوقف عند الأداء الأكثر من مميز لحارس مرمى أتليتكو مدريد يان أوبلاك والذي تصدى للعديد من الكرات الخطرة ووقف سدا منيعا في وجه هجمات ليفربول المتتالية ووصل عدد تصدياته إلى 9 ما شكل بوضوح عاملي ثقة وأمان كبيرين للخط الدفاعي للفريق الإسباني.