يخيّم شبح المواسم الماضية على مباراة ​باريس سان جيرمان​ الفرنسي مع ضيفه بوروسيا دورتموند الالماني، الاربعاء في اياب ثمن نهائي دوري ابطال اوروبا في كرة القدم، آملا في فكّ نحسه بهذا الدور وراء أبواب موصدة بسبب تفشي فيروس كورونا.

الشهر الماضي سقطت تشكيلة ذهبية تضم أغلى لاعبَين في العالم البرازيلي نيمار والفرنسي كيليان مبابي، 1-2 في معقل دورتموند "سيغنال ايدونا بارك" وأمام ثمانين ألف متفرج. لكن سان جيرمان تلقى صفعة غير متوقعة الاثنين باعلان الشرطة المحلية اقامة الاياب دون جمهور على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد.

وأفادت الشرطة عبر حسابها على موقع تويتر "فيروس كورونا: التزاما بالإجراءات التي أعلنت في مجلس الدفاع، قررت دائرة الشرطة في باريس ان المباراة ستقام خلف أبواب موصدة".

سيحرم هذا الإجراء سان جيرمان من نحو 50 ألف متفرج على ملعبه "بارك دي برانس"، حيث يأمل في كسر عقدة الخروج من الدور ثمن النهائي للمسابقة القارية في المواسم الثلاثة الماضية.

وتشير التقديرات الى خسارة الفريق المملوك قطريا نحو 6 ملايين يورو (6,9 ملايين دولار اميركي) جراء غياب الجماهير، فيما دعا رئيس مجموعة "أولتراس" الى التجمع خارج الملعب لدعم الفريق، برغم إعلان وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران منع التجمعات التي تضم أكثر من ألف شخص، بعدما سبق للسلطات ان منعت حتى منتصف نيسان، التجمعات التي تضم أكثر من خمسة آلاف شخص.

وبرغم غياب الجمهور، قد تصبّ الظروف الغريبة في مصلحة سان جيرمان الذي سيلعب دون ضغوط في عقر داره.

ولطالما عانى الفريق في المسابقة القارية، بحيث لم تنجح الاستثمارات القطرية الهائلة في العقد الحالي من تخطي الفريق الدور ربع النهائي.

وخلافا لمشواره الاوروبي المتعثر في الادوار الاقصائية في العقد الحالي، يسيطر سان جيرمان على الدوري المحلي وهو في طريقه للقبه السابع في آخر ثمانية مواسم من "ليغ 1".

وسان جيرمان هو خامس أغنى ناد في العالم في آخر دراسة لمكتب "ديلويت" للتدقيق، وراء برشلونة و​ريال مدريد​ الاسبانيين، مانشستر يونايتد الانكليزي وبايرن ميونيخ الالماني.

في موسم 2017، تقدّم سان جيرمان ضيفه برشلونة بنتيجة مذلة 4-صفر، قبل ان يسقط سقوطا مريعا 1-6 في مباراة اياب تاريخية شارك في بطولتها نيمار قبل انتقاله الى الفريق الفرنسي.

انفق النادي 400 مليون يورو لضم نيمار ومبابي، لكن البرازيلي غاب عن اياب ثمن نهائي 2018 حيث خسر فريقه امام ريال مدريد، ثم غاب عن المباراتين في 2019 خلال الخسارة امام مانشستر يونايتد.

وفي ثماني سنوات خلال فترة تولي الادارة القطرية، تغلب سان جرمان في الادوار الاقصائية فقط على أمثال فالنسيا الاسباني، باير ليفركوزن الالماني وتشلسي الانكليزي (مرتان).

حاول المدير الرياضي البرازيلي ليوناردو تخفيف الضغوط عن المدرب الالماني توماس ​توخيل​ في مقابلة أخيرة مع شبكة "كانال بلوس".

قال لاعب الوسط السابق "هذه ليست حياة أو موت. اذا خسرنا سنحاول مجددا العام المقبل. يجب أن نوقف كل السلبية. لدينا فريق رائع ولاعبون رائعون".

مع ذلك، ينبغي التفكير كيف يمكن لمشروع سان جيرمان أن يستمر ويتابع خروجه المخيب من الادوار الاقصائية المبكرة.

وحتى في ظل تصريحات ليوناردو، يجد الفريق نفسه بحاجة لقلب تأخره بهدفي النروجي اليافع ايرلينغ هالاند، وقد يتوقف مستقبل نيمار ومبابي المطارد من ريال مدريد على نتيجة هذه المباراة.

وبحال بلوغ ربع النهائي للمرة الاولى منذ 2016، سيخفّ الحمل عن كتفي الهدافين الموهوبين، ليتابع الفريق مشواره نحو احراز اللقب للمرة الاولى في تاريخه والثانية في تاريخ الكرة الفرنسية بعد مرسيليا في 1993.

يرتبط توخيل، مدرب دورتموند السابق، بالفريق الفرنسي حتى 2021. وعلى غرار المدربين السابقين الاسباني اوناي ايمري ولوران بلان يصعب تصور استمراره بحال خروج جديد في ​دوري الابطال​.

وتعرض توخيل لانتقادات لتغيير تشكيلته بشكل كبير في مباراة الذهاب. يحتاج لتأدية كبيرة من نيمار الذي عبر بشدة عن نيته بالعودة الى برشلونة الصيف الماضي. كما يعول على مبابي صاحب 30 هدفا هذا الموسم.