من الواضح ان هيبة المدرب بيب ​غوارديولا​ على أرض الملعب لم تعد كما كانت عليه حين تولى تدريب برشلونة وبايرن ميونيخ ثم في عامه الاول مع مانشستر سيتي، بعدما أظهر في موسمه الرابع مع الفريق الإنكليزي "هشاشة" كروية جعلته فريسة للعديد من الفرق ترجمت إلى هزائم بلغ عددها 7 كان آخرها أمام جاره مانشستر يونايتد بهدفين دون مقابل.

يمكن وصف الموسم الحالي للمدرب الإسباني مع السيتيزن كالذي يؤدي واجبا مفروضاً عليه خاصة في ظل الأداء المتذبذب للفريق في البريمييرليغ والذي أثمر عن فارق هائل مع ليفربول المتصدر وصل الى 25 نقطة، وعجزه عن ايقاف نزيف النقاط في ظل اعتماده المتكرر على سلسلة من التغييرات في كل مباراة تقريباً، لذلك فإن فرصة غوارديولا الوحيدة هذا الموسم ستكون متابعة مشواره في دوري أبطال أوروبا وتعزيز تفوقه على ريال مدريد بهدفين لواحد في ذهاب ثمن النهائي.

اضف الى ذلك ان الفوز بكأس رابطة الأندية المحترفة او كأس انكلترا، لن يشكل علامة فارقة في مسيرته الحافلة بالألقاب والإنجازات، مما يعني ان عدم الفوز بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم اضافة لفقدانه فرصة الفوز بالدوري الإنكليزي، سيعتبر فشلاً ذريعاً واستمرارا لواقع يعيشه بيب منذ مغادرته برشلونة والذي فاز معه بدوري الأبطال مرتين.

في المقابل كان لافتا عودة اسم مدرب مانشستر يونايتد اولي غونار ​سولسكاير​ للبروز مجدداً بعد فترة من التراجع رافقت تعيينه مدرباً اصيلاً للشياطين الحمر، ليحقق الفريق فوزه الثاني عشر في البريمييرليغ وليحافظ على سجله خاليا من الهزائم في المباريات العشر الأخيرة في جميع المسابقات.

يمكن اعتبار فوز مانشستر يونايتد على السيتي بمثابة إعادة تثبيت القواعد السابقة التي ارساها السير اليكس فيرغسون، لأن الفوز الذي حققه رجال سولسكاير على رجال غوارديولا ذهاباً وايابا هو الأول منذ عهد الاسكتلندي حيث كانت المرة الاخيرة التي يفوز فيها اليونايتد على السيتي مرتين في موسم 2009-2010.

بات من الواضح قدرة سولسكاير على ايجاد توليفة قادرة على تحقيق أقل الممكن وبالتحديد التأهل المباشر الى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، بغض النظر عن كل الصعوبات التي يعاني منها فريقه بسبب الإصابات إلا ان اعتماده على العناصر الشابة هذا الموسم أثبت جدواه وهو بات قريبا من تحقيق هذا الهدف.

يرى كثيرون ان غوارديولا قدم كل ما لديه في انكلترا ولم يعد قادراً على اضافة الجديد، في حين ان سولسكاير بدأ للتو في وضع الأساس لمستقبل واعد مع الشياطين الحمر، يُعيد الى الأذهان الزعامة الحمراء لمدينة مانشستر والتي غابت شمسها منذ رحيل السير اليكس فيرغسون.