ربما يعتقد البعض ان تعرض ليفربول إلى ثلاث هزائم في المباريات الأربع الأخيرة في مختلف المسابقات، هو أمر غير طبيعي في ظل الظروف الفنية الرائعة التي يعيشها الريدز من الموسم الماضي بقيادة مدربه ​يورغن كلوب​، إلا ان المتابعين لما يفعله الألماني هذا الموسم وهامش المنافسة المفقود بين الفريق وبقية الفرق في انكلترا يجعل هذه التعثرات مفهومة.

بعد تتويج ليفربول بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي على حساب ​توتنهام​ هوتسبير، وبعد فقدانه لقب الدوري الإنكليزي بفارق نقطة عن مانشستر سيتي حامل اللقب في الموسمين الماضيين، ادرك الجميع ان الهدف الأول سيكون هذا الموسم هو التتويج بلقب ​البريمييرليغ​ بعد غياب ثلاثة عقود عن الإنفيلد، وبدا واضحاً ان يورغن كلوب مستعد للتضجية بكل شيء من أجل تحقيق هذا الهدف.

وقبل انتهاء منافسات الدوري الإنكليزي بـ11 مباراة كانت مواجهة ليفربول وواتفورد والتي تعرض خلالها الفريق للخسارة الأولى هذا الموسم بثلاثية نظيفة، واحدة من تلك المباريات المتبقية التي يحتاج من خلالها الريدز الى اربعة انتصارات فقط من أجل التتويج باللقب بحكم ان الفارق بينه وبين ​السيتي​ الثاني بلغ 22 نقطة، وهو فارق يُفقد أي لاعب الحافز المطلوب للمنافسة، لكن خسارة ليفربول في بطولة الدوري والتي أحدثت ضجة كبيرة كانت الأولى بعد 44 مباراة لم يخسر خلالها في البريمييرليغ.

ثم جاء الخروج من كأس إنكلترا على يد تشيلسي بعد الخسارة بهدفين ليُطلق حملة من التشكيك مع العلم ان ليفربول لعب بتشكيلة ناقصة، لكن من الواضح ان المدرب يورغن كلوب اتخذ قراره قبل مباراة تشيلسي والقاضي بالتركيز على انهاء مشواره في الدوري الإنكليزي بنجاح وبأقل الخسائر من أجل التركيز على البطولة الأخرى وهي الدفاع عن لقبه كبطل لدوري أبطال أوروبا.

تختلف شخصية يورغن كلوب عن تلك التي يتمتع بها بيب غوارديولا او جوزيه مورينيو على سبيل المثال، لأن الأخيرين يعشقان جمع الألقاب في عام واحد، إلا ان الألماني لا يحب القتال على جبهات عدة في الموسم، ويفضل التركيز على بطولة او اثنتين، والدليل تخليه عن لقبي كأس رابطة الأندية المحترفة وكأس انكلترا ومعاودة القتال على الجبهة الأوروبية بعد خسارته أمام اتلتيكو مدريد في ذهاب الدور ثمن النهائي، وخاصة بعدما بات الفوز بلقب الدوري شبه مضمون.

سيعود ليفربول بكل قوته أمام بورنموث هذا الاسبوع ثم سيواجه أتلتيكو مدريد يوم الأربعاء المقبل في محاولة لإثبات صحة الأهداف التي وضعها يورغن كلوب أمامه قبل انطلاق الموسم، لذلك فإن الايام المقبلة ستشكل محطة هامة للريدز ولمدربه في المعركة نحو جمع اللقبين المحلي والاوروبي في عام واحد.