خالد الغول​، إسم رياضي عربي كبير يعرفه كلّ عشاق الرياضة في العالم العربي، سطع إسمه خلال تعليقه على أهم المباريات الكبرى بالعالم مع شبكة ART ثم الجزيرة الرياضية وأخيرًا مع قنوات بي إن سبورتس، وعمل كمراسل في روما لتغطية مباريات الدوري الايطالي.

الغول الذي يمتاز بثقافته الكروية الكبيرة ومعلوماته القيّمة وهو دائما من يظهر ذلك من خلال تعليقه على مباريات كرة القدم، حلّ ضيفا على صحيفة "السبورت" الإلكترونية من بوابة ​اهلا وسهلا​، متحدثا عن عدّة مواضيع تهّم عشاق كرة القدم.

وسوف نعرض المقابلة بصيغة السؤال والجواب.

السؤال الأول: ما رأيك في تألق ليفربول هذا الموسم ب​الدوري الانكليزي​؟ وكيف تعلق على تراجع مستوى مانشستر يونايتد في السنوات الأخيرة كونك من محبي هذا النادي؟.

ما يمر به ليفربول هو نتاج تخطيطهم للعودة الى الأمجاد ورغبة ملاك النادي في اعادة الفريق للقمة في إنكلترا وأوروبا، فكان التعاقد الرائع مع الألماني يورغن كلوب والمهم أنه تم منحه وقتا للعمل، وبعد اربع سنوات لم تشهد الا بعض الوصافات، جاء موعد القطاف ففاز ليفربول بثلاثة القاب خارجية ولقب الدوري لم يعد يفصله عنه الا أسابيع قليلة بعد غياب ثلاثين عاما، والشيء الجميل ان عناصر ليفربول عند مقارنتها بعناصر مانشستر سيتي مثلا يتفوق فريق المدرب غوارديولا عليها، ولكن روح الفريق الجماعية مع الهجوم المذهل المكون من محمد صلاح وفيرمينيو وماني، جعل الفريق فعالا فوق العادة، واهم من ذلك أيضا هو اصرار الفريق وقتاله حتى اللحظة الأخيرة، وبوجود اسمين عالميين أيضا وهما احسن مدافع في أوروبا فيرجل فان دايك والحارس البرازيلي اليسون بيكر".

وأضاف: "لم تعد هناك مشاكل بالدفاع ، ولكن السؤال الى متى سيستمر ليفربول في سيطرته القادمة؟ وهل كلوب سيبقى ام انه سيرحل؟ وسط ضغط الألمان عليه ليقود المانشافت بعد كأس العالم القادمة في قطر".

وتابع عن مانشستر يونايتد: "أما بخصوص مانشستر يونايتد فلا شك ان الفريق تراجع تراجعا كبيرا بعد اعتزال السير أليكس بعد سيطرة شبه مطلقة على الكرة الانكليزية، وحاليا جارية عملية البناء من جديد ولكنها بحاجة الى استقطاب اسماء عالمية كبيرة ترغب في ارتداء قميص يونايتد، ليست مثل الفرنسي بول بوغبا، الذي بات عالة على الفريق يجب التخلص منها، والكل ينتظر صفقات النادي في الموسم القادم، وحتما مع بعض الاسماء الشابة سيكون يونايتد حاضرا على الساحة، لكن ان يعود ليسيطر بالكامل فربما هذا بحاجة الى وقت اطول، لكني اشك ان يبقى سولسكاير هو القائد المثالي للفريق خاصة وأنه أخذ فرصته بالكامل، لكن رحيله او بقاءه ستحدده نتائج يونايتد لهذا الموسم، خاصة في مسألة نجاح الفرق في التأهل لدوري الأبطال من عدمها ".



السؤال الثاني: هل تعتقد أن لاتسيو أو الإنتر قادران على كسر هيمنة يوفنتوس هذا الموسم على لقب الدوري في ايطاليا؟ وحدثنا قليلا عن تجربتك مع الكالتشيو كمراسل.

لا اخفي انني أفضل ان يكون هناك بطلا جديدا للسكوديتو هذا الموسم مع احترامي الشديد ليوفنتوس زعيم ايطاليا ولأنصاره، ولكن مسألة التجديد مسألة حيوية في كل أمور الحياة، وأنا اعتقد ان فترة كساد وتراجع منافسي اليوفي يجب ان تنتهي وان يعود الكبار وعلى رأسهم قطبي ميلانو انتر وميلان لوضعهما كأقوى منافسين للسيدة العجوز. بالنسبة للإنتر، لا شك ان المدرب أنتونيو كونتي قد جدد كثيرا بصفوف الفريق لكن مسألة الفوز باللقب تحتاج لنفس طويل".

وتابع الغول حديثه عن الكالتشيو: "أعتقد ان اليوفي لا زال هو الفريق الأول بإيطاليا، أما لاتسيو فيشكل حالة جميلة جدا في الكالتشيو لهذا الموسم مع مدربه الرائع سيموني انزاغي وتقدمه للمنافسة الجدية وفوزه مرتين على يوفنتوس يظهر ان البيانكوشلستي لديه إمكانيات المنافسة حتى النهاية، لكن هذا يعتمد كما قلت على طول نفس الفرق في بطولة طويلة وشاقة".

وعن تجربته كمراسل في الدوري الايطالي، قال الغول: "أما مسألة تواجدي كمراسل في روما فكانت تجربة جميلة جدا استغرقت اكثر من ثلاث سنوات، وكان عملي مركزا على النصف السفلي لإيطاليا وخاصة روما ونابولي وجزيرتي صقلية وسردينيا وفيرنسي وباري وغيرها، ورغم صعوبة العمل لكثرة التنقل فيه لكنه شكل تجربة ممتازة خاصة مع تواجدي شبه اليومي بناديي روما ولاتسيو ولقائي مع نجوم الكرة الإيطالية وغيرهم من الأجانب، حيث اجريت ما لا يقل عن خمسين مقابلة مع مدربين ولاعبين وإداريين، ولكن حبي للتعليق جعلني أوافق على عرض القناة وهذا ما حصل مع أواخر عام 2014 ".

السؤال الثالث: هل إفتقدت الليغا رونقها نوعا ما بعد رحيل رونالدو عن ريال مدريد وغياب المنافسة المباشرة بينه وبين ميسي؟.

بصراحة انا لست من هواة الليغا ولا اتابعها بإستمرار عكس البريميرليغ والدوري الالماني، ولكن العالم كله مهووس بالمنافسة بين الريال وبرشلونة، وهذه حالة يمكن أنها بدأت مع عهد العملاقين ميسي ورونالدو، لكني شخصيا ارى ان مباراة مانشستر يونايتد وليفربول أقوى واهم منها، لكن الموسم الحالي يشهد منافسة ضارية بين القطبين رغم انهما لا يمران بافضل حالاتهما حاليا، ولكني مندهش ان الريال لم يضم نجما يضاهي رونالدو بعد رحيله إلى يوفنتوس ويبدو ان الرهان كان على بنزيما ليتولى المهمة مكان رونالدو ونجح بذلك الى حد كبير، ومع تجديدات المدرب زيدان فأعتقد ان الريال لا يزال بإمكانه ان يقول كلمته حتى رغم اقترابه من الخروج الأوروبي بعد خسارته من مانشستر سيتي في ذهاب دوري الأبطال".

وأكمل الغول: "أما برشلونة فطالما ميسي بخير فهو بخير ورغم تغيير المدرب فالفريدي وقدوم سيتيين لكن برشلونة واصل تراجع عروضه ولم تعد كرته الجذابة والمبهرة رغم انه نتائجه تسير لإحراز المزيد من الألقاب. وأنا شخصيا محايد تماما بين الاثنين وممكن ان تستهويني أية مباراة بالدوري الإنكليزي اكثر من مشاهدة الكلاسيكو، ويمكن قد اتمنى احيانا فوز برشلونة لأن ابني فادي يشجعه فقط من أجل ذلك".

السؤال الرابع: ما هو رأيك بالإنجازات العربية في عام 2019 على مستوى البطولات القارية (قطر بطل كأس آسيا، الهلال بطل دوري أبطال آسيا، العهد بطل كأس الإتحاد الآسيوي، الترجي بطل دوري أبطال أفريقيا، الزمالك بطل الكونفدرالية). كيف تفسّر ذلك؟.

بالفعل يستحق العام المنصرم ان يكون عام الكرة العربية وهي القاب كبيرة تحققت تؤكد ان الكرة العربية تمتلك الإمكانيات لتتفوق على الصعيدين الأفريقي والآسيوي، ولكني اعتقد ان هذا ليس بالشيء الجديد أبداً على القارتين فالقاب المنتخبات والأندية العربية القارية موجودة ومتعددة، وان كنت ارى فوز قطر بكأس آسيا وفي ظروف صعبة جدا يعتبر انجازا كبيرا فوق العادة، لكن الحكم على الكرة العربية منتخبات وأندية يكون من خلال ما تقدمه في البطولات الكبرى وعلى رأسها كأس العالم، حيث شاهدنا ما قدمت أربعة فرق عربية لعبت في مونديال روسيا وخرجت من الدور الأول مع الإشادة بما قدمه منتخب المغرب من كرة قدم راقية للغاية لكن دون ان يعرف كيف يستغل أفضليته على منتخبات كبيرة مثل البرتغال وإسبانيا حيث لعب افضل منهما، لكننا ننتظر أولمبياد طوكيو هذا العام الذي نتمنى ان يقام بأجواء مثالية بعد ان يتخلص العالم من كابوس فيروس كورونا ان يكون هناك اداء ونتائج من ممثلي العرب مصر والسعودية إن شاء الله ".

السؤال الخامس: هل تتابع أخبار كرة القدم اللبنانية؟ من هو أكثر نادٍ يلفت نظرك في لبنان؟ ما هو تعليقك على موضوع توقف الدوري اللبناني بسبب الأزمة الإقتصادية التي ضربت البلاد منذ شهر تشرين الأول؟.

اعتبر نفسي متابع جيد للكرة اللبنانية وأنا علقت كثيرا بالسنوات الأخيرة لمنتخب لبنان والأندية اللبنانية في كأس الاتحاد الآسيوي، ولا أنسى مباراة كوريا الجنوبية ولبنان قبل ثلاث سنوات حينما صمد الدفاع اللبناني أمام هجوم كوريا ودخل مرماه هدف في الدقيقة 92 فظهر واضحا غضبي على هذا الهدف اثناء تعليقي، وربما قد أقول ولأول مرة ان الكرة اللبنانية كانت سببا بحبي لكرة القدم وتعلقي فيها لتصبح مهنة حياتي فيما بعد، فالمرحوم والدي كان بالفترة في أوائل السبعينات يحضر الصحف اللبنانية الى المنزل في عمان وخاصة صحيفة الأنوار التي كانت لديها على ما اذكر اربع صفحات رياضية كنت اقرأها بالكامل وتعلقت بحب نادي النجمة وقتها، خاصة عندما لعب معه الأسطورة البرازيلية بيليه، امام منتخب الجامعات الفرنسية، ولما فاز على فريق ارارات الروسي وشجعته أيضا لأنه كان يضم بين صفوفه المهاجمين الرائعين جمال الخطيب ويوسف الغول رحمه الله، ربما لأنه كان من نفس عائلتي، وحتى في عز الحرب الأهلية كنت أتابع الكرة اللبنانية وسيطرة الانصار في ذلك الوقت، ولا زلت اتابعها حتى اليوم وما زلت نجماويا لكن احب كل الفرق وخاصة فريق الرياضة والأدب الطرابلسي الذي اعجبني كثيرا عندما شاهدته في دورة الوحدات بالثمانينات و الذي سمعت ان اسمه تغير".

وأضاف: "حقيقة الشعب اللبناني شعب رياضي مثقف ثقافة عالية، وأنا اعتقد ان هذا العشق يجب ان يستغل استغلالا كبيرا لجلب الجماهير وإقامة مسابقات مستواها مرتفع للغاية، واعتقد أيضا ان لبنان نجح بتميز في تنظيم أفضل بطولة كرة سلة في الوطن العربي، وكرة القدم تستحق ذلك أيضا، لكن هذا مرهون بالحالتين الاقتصادية والأمنية واتمنى ان يجتاز الشعب اللبناني ذلك ليكون لبنان قبلة الرياضيين الأولى".

- السؤال السادس: ماذا تحتاج الكرة الأردنية كي تصبح منافسة بقوة في قارة آسيا على مستوى الأندية وعلى مستوى المنتخب؟

الكرة الاردنية كرة بلادي تمر مثل كل المنتخبات العربية في فترات مد وجزر ما بين صعود وهبوط ، وقد إنعكس ذلك على نتائج المنتخب في تصفيات مونديال قطر 2022، حيث بات الفوز على المنتخب الكويتي الشقيق في قلب الكويت في نهاية اذار القادم أمراً مصيريا، وبعيدا عن ان الكرة فيها الفوز والخسارة لكن هذا يؤكد ان الكرة الاردنية قادمة نحو فترة إحلال وتبديل طبيعية ولا شك ان هناك بعض الاسماء التي قدمها المنتخب الأولمبي بقيادة المدرب احمد عبدالقادر مثل الحارس عبد الله الفاخوري ومحمد بني عطية والمحترف في ابويل القبرصي موسى التعمري وزميله عمر هاني سيشكلون نواة لمنتخب النشامى المستقبلي".

وختم: " مسألة اختيار مدرب مثالي لقيادة المنتخب الأول تفرض نفسها، فالشارع الرياضي ليس براضٍ أبداً عن المدرب البلجيكي ڤينال بوركيلمانز، واعتقد أنه لو فشل المنتخب في مواصلة مشوار التأهل لمونديال بطل فإن فيتال على الأغلب سيرحل وبديله هل سيكون بحجم افضل مدربين للمنتخب في القرن الحادي والعشرين وهو المرحوم محمود الجوهري الذي تدين له الكرة الاردنية بالشيء الكثير، والعراقي عدنان حمد الذي أراه هو الشخص المثالي ليقود المهمة مجددا خاصة بعد نجاحه الكبير مع المنتخب في كأس آسيا 2011 وبعدها تصفيات مونديال البرازيل 2014، وقد يكون المدرب الأردني القدير احمد عبد القادر مدرب المنتخب الأولمبي والمدرب السابق للمنتخب جمال ابو عابد بين المرشحين لكن المشكلة ان الجمهور والنقاد الرياضيين يقسون كثيرا على المدرب الوطني وكأن حيطه واطٍ مع الأسف".