دخل مانشستر سيتي في معركة مفتوحة مع الاتحاد الاوروبي لكرة القدم بعدما استبعده سنتين لخروق في قواعد اللعب المالي النظيف، لكن حامل لقب الدوري الانكليزي في آخر موسمين لا يزال يلهث وراء لقب دوري أبطال أوروبا ليدخل نادي المتوّجين بالمسابقة المرموقة.

يسافر الفريق الازرق الى أرض ريال مدريد الاسباني الاربعاء، مدركا ان اقصاءه من ثمن النهائي بعد مباراتي ذهاب واياب، قد يكون بداية لغيابه سنتين عن البطولة القارية.

صُدم سيتي مطلع الشهر الحالي لايقافه سنتين، بسبب مبالغته في الإعلان عن ايراداته الرعائية بين عامي 2012 و2016، وعدم تعاونه بعد إعادة التحقيق اثر تسريب رسائل الكترونية عبر مجلة "دير شبيغل" الألمانية.

لكن الفريق المملوك إماراتيا يبدو شرسا في الدفاع عن حقوقه، وقد لجأ الى محكمة التحكيم الرياضية لنقض قرار اتحاد نيون.

في هذا الوقت، ينصرف لاعبو المدرب الاسباني بيب غوارديولا الى التفكير بمباراة ريال المتوج 13 مرة باللقب (رقم قياسي)، أملا في منح مالك أنفق الكثير لبناء تشكيلة تعج بالنجوم، لقبا قاريا مرموقا هو الاول في تاريخ النادي.

لا يزال سيتي في محاولته القارية التاسعة، منذ استحوذ على اسهمه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في الإمارات، يبحث عن ترك بصمة في الادوار الاقصائية في "تشامبيونز ليغ".

حتى قبل صفعة الايقاف الاخير، لم تكن جماهير سيتي متيّمة ب​دوري الابطال​ برغم المشاركة الموسمية المنتظمة.

اضطر النادي للجوء الى المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي لبيع تذاكر دور المجموعات، فيما يرافق صفير المتفرجين نشيد دوري الابطال في ملعب "الاتحاد".

ارتفعت يافطات كُتب عليها "كارتيل ويفا (الاتحاد الاوروبي)" و"مافيا ويفا"، خلال مواجهة ويست هام اللندني الاسبوع الماضي، وذلك ردا على قرار الاستبعاد.

لم يحقق سيتي أفضل من بلوغ نصف النهائي في موسم 2016، عندما سقط أمام غريمه الاربعاء ريال مدريد.

وبرغم إعادة كتابته تاريخ المسابقة المحلية، في ظل ملاحم الارجنتيني سيرجيو اغويرو، العاجي يحي توريه والبلجيكي كيفن دي بروين وغيرهم، أخف فريق غوارديولا أمام عقبتين انكليزتين في ربع النهائي خلال الموسمين الماضيين.

يبدو التناقض كبيرا مع ريال مدريد نجم المسابقة على مرّ السنين، فيما يخضع سيتي دوما للضغوط في المراحل الاقصائية.

يصف غوارديولا ريال مدريد، غريمه السابق في الليغا الاسبانية، بـ"ملوك أوروبا"، فيما قال نجم هجومه الدولي رحيم سترلينغ لصحيفة "آس" الاسبانية الاسبوع الماضي "لا يوجد أي تحد أفضل من ريال مدريد".

لكن مقابلة ريال مدريد تتيح لسيتي فرصة تغيير المعطيات والقليل من تاريخه المتواضع في المسابقة.

فبعد رحلة العاصمة الايبيرية، تنتظر فريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان مواجهة صعبة في ملعب الاتحاد، حيث حاول غوارديولا ترسيخ ثقافة قتالية شرسة منحت الفريق هيمنة محلية في السنوات القليلة الماضية.

وفي ظل تحليق ليفربول هذا الموسم في الـ"بريميرليغ"، يبدو سيتي الذي هيمن على البطولات المحلية الموسم الماضي على المحك، وخصوصا غوراديولا القادم لمنحه افضلية قارية.

قال لاعب وسطه الفذ دي بروين "إذا لم نحرز اللقب سيقول الجميع أننا فاشلون على غرار المواسم الخمسة الاخيرة".

واللافت ان المتوجَين الوحيدَين بدوري الابطال في تشكيلة سيتي، هما الحارسان الاحتياطيان التشيلي كلاوديو برافو (برشلونة 2015) وسكوت كارسون (ليفربول 2005).

لا يمكن أن يكون الدافع أكبر للاعبي سيتي من هذا الموسم للرد على ايقاف الاتحاد الاوروبي، ولتتويج مسيرة بعض نجومه على غرار هدافه التاريخي أغويرو، دي بروين والاسباني الماهر دافيد سيلفا.

قال مدافع ليفربول السابق والمحلل الحالي جايمي كاراغر "لا أصدق انهم في المسابقة الان. ماذا سيحدث اذ توّج سيتي في نهاية الموسم؟ سيكون الاتحاد الاوروبي تواقا لفوز ريال مدريد على سيتي".

دافعٌ إضافي لكي يحرم سيتي الاتحاد الاوروبي من آمال مضمرة.