من الواضح ان المدرب الإسباني بيب ​غوارديولا​ بدأ يشعر بأنه تحت المجهر من قبل ادارة مانشستر سيتي خاصة وان الطموحات باتت كبيرة جداً في ادارة النادي الإنكليزي لا سيما بعد ان قاد مدرب برشلونة السابق "السيتيزنز" للفوز بخمسة ألقاب في المواسم الثلاثة الماضية منها لقب الدوري الإنكليزي في العامين المنصرمين، لكنه فشل بتجاوز الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا مع فريقه.

من حق ادارة وجماهير مانشستر سيتي ان تشعر بخيبة أمل من غياب الفريق عن منصة التتويج الأوروبي خاصة بعدما ساهمت الأموال الطائلة التي أنفقت في السنوات الماضية بوضع النادي ضمن قائمة الكبار، ليأتي التعاقد مع غوارديولا بمثابة اكتمال للمشروع ورغبة بمنح الفريق الإنكليزي الفرصة لرفع دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه وهو ما فشل غوارديولا في تحقيقه مع ​بايرن ميونيخ​ على مدى ثلاثة مواسم والآن مثلها في مانشستر سيتي.

ومما لا شك فيه ان غوارديولا بدأ يشعر بحجم الضغوط الملقاة على عاتقه من أجل الفوز بدوري الأبطال خاصة بعد المستويات الباهتة هذا الموسم في البريميرليغ كونه يبتعد بفارق 22 نقطة عن ليفربول المتصدر، لكنه في الوقت نفسه بدأ يدرك ان المهمة المقبلة أمام ​ريال مدريد​ في ثمن نهائي البطولة القارية قد تحدد مستقبله بشكل حاسم، وهو كان واضحاً في هذا الأمر حين قال: "إذا لم نفز على ريال مدريد، سيأتي رئيس النادي أو المدير الرياضي ويقول هذا ليس جيدا بما فيه الكفاية، نحن نريد دوري أبطال أوروبا، سأقيلك، لا أعرف (ما إذا كان هذا سيحدث) لقد حدث عدة مرات وقد يحدث الآن".

من المعروف ان غوارديولا يفضل التغيير كل ثلاثة مواسم، واذا ما أكمل عقده مع مانشستر سيتي فستكون الفترة الأطول، لكن من الواضح ان بيب لن يبقى مع الفريق الإنكليزي حتى نهاية الموسم المقبل موعد انتهاء عقده، مما يعني ان ذريعة الإقالة بسبب امكانية الإخفاق أمام ريال مدريد، ربما تكون بمثابة "تسليف" موقف لادراة السيتي والتي على ما يبدو ربما تلجأ لهذا الخيار مع نهاية هذا الموسم خاصة اذا ما فشل الفريق في تحقيق ألقاب وازنة ونقصد هنا الدوري أو الكأس في انكلترا أو دوري أبطال أوروبا.

لكن في المقابل فإن نجاح بيب غوارديولا في هذه المهمة وتحقيق دوري الأبطال مع مانشستر سيتي هذا الموسم، سيؤدي أيضاً الى نتيجة واحدة الا وهي رحيله واستعداده لخوض تجربة جديدة مع فريق آخر، وهذا أمر تدركه جيداً ادارة مانشستر سيتي، لذلك فإن خلاصة كل هذا الكلام قد تؤدي الى نتيجة واحدة وهي ان بيب غوارديولا يقضي آخر ايامه مع "السيتيزنز" سواء فاز بدوري أبطال أوروبا أو خرج على يد ريال مدريد من الدور ثمن النهائي.