منذ الكارثة المدوية التي تعرض لها ​بايرن ميونيخ​ أمام ​اينتراخت فرانكفورت​ وخسارته بخمسة أهداف لواحد في الجولة العاشرة من الدوري الألماني، وهي الخسارة التي أدت لإقالة المدرب الكرواتي ​نيكو كوفاتش​ وتعيين ​هانز فليك​، بقيت كل الأنظار متجهة نحو المدرب "الجديد" والطريقة التي سيتبعها لإنقاذ العملاق البافاري من كبوته هذا الموسم.

ورغم البداية الصاروخية للبايرن بقيادة فليك إلا انه اصطدم بخسارتين أمام بايرن ليفركوزن وبوروسيا مونشنغلادباخ ساهمتا بإبعاده عن ركب الصدارة، إلا انهما لم تحجبا الثقة عن العمل الكبير الذي كان يقوم به المساعد السابق للمدرب بيب غوارديولا وهو ما اثبته في المباريات الثماني الأخيرة في جميع المسابقات والتي فاز بها كلها وتمكن من العودة الى الصدارة للمرة الاولى في عهد فليك، مستفيدا من تعادل المتصدر السابق لايبزيغ مع ضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ.

يمكن القول ان المدرب فليك تمكن من إعادة الهدوء الى غرفة الملابس وهو ما أثمر عن طفرة هجومية في 13 مباراة لعبها بايرن ميونيخ تحت قيادته في جميع المسابقات حيث سجل اللاعبون 44 هدفاً، فيما تمكن حامل اللقب في آخر سبعة مواسم من الحفاظ على نظافة شباكه في سبع مباريات وهو أمر أعاد للفريق البافاري ريادته على الساحة الألمانية وقبل بدء ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا في الخامس والعشرين من هذا الشهر حيث المواجهة المنتظرة مع تشلسي اللندني.

من الواضح ان المدرب هانز فليك أعاد التوازن المفقود الى بايرن ميونيخ وهو ما افتقده ابان تواجد كوفاتش، واستطاع الأول الاستفادة من التألق الكبير للاعبي الفريق ومنهم الهداف روبرت ليفاندوفسكي واللاعب المميز سيرج جنابري، كما اعاد الثقة للاعب توماس مولر وأحسن استثمار موهبة ليون غوريتسكا على أكمل وجه وهو ما انتج صدارة مستحقة بعد نهاية المرحلة العشرين.

لكن الاختبار الحقيقي لقدرة فليك على قيادة بايرن ميونيخ لتحقيق اللقب الثامن على التوالي سيكون يوم الاحد المقبل أمام لايبزيغ وان كان أحداً لم يشك كثيراً بتلك القدرة حتى حين كان الفريق في مستويات يرثى لها، لذلك فإن الطموحات الحقيقية لجماهير اليانز أرينا تتلخض بالتتويج الأوروبي للمرة الأولى منذ عام 2013 مع العلم ان البايرن لم يعب عن الادوار المتقدمة في النسخ السابقة لدوري أبطال أوروبا حيث بلغ الدور نصف النهائي أربع مرات في النسخ الست الماضية.

من هذا المنطلق يمكن اعتبار مباراة الأحد المقبل أمام لايبزيغ نقطة انطلاق بايرن ميونيخ نحو تكريس سطوته على المنافسات المحلية بانتظار ما سيفعله في مهمته الأوروبية المقبلة أمام البلوز هذا الشهر.