أسدل الستار على مرحلة الذهاب من الدوري الإماراتي لكرة القدم حيث كنا على موعد مع مراحل مثيرة للغاية ومستوى فني عالي لم يشهده الدوري الإماراتي منذ عدة سنوات بعدما جهزت كل الفرق نفسها للظهور بأفضل طريقة سواء من المنافسة على اللقب، حصد المراكز الأربعة الأولى لضمان المشاركة في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل أو لتجنب احتلال المركزين الأخيرين وتوديع دوري المحترفين من أضيق أبوابه. دعونا الآن نتجول بين سطور مرحلة الذهاب ونتعرف سوية على أبرز أحداثها.

شباب أهلي دبي​ يحلق وحيدا في الصدارة وأربع نقاط تفصل بين صاحب المركز الثاني والمركز الثامن

قدم شباب أهلي دبي مرحلة ذهاب أقل ما يقال عنها أنها مميزة حيث تصدر الدوري عن جدارة واستحقاق بعدما وصل إلى النقطة 32 ولم يخسر إلا مرة واحدة في 15 مباراة وكان صاحب أفضل خط هجومي وأقوى خط دفاعي فسجل 31 هدف ولم تهتز شباكه إلا 7 مرات ما يعكس العمل الأكثر من رائع للمدير الفني ​رودولفو أراوابارينا​ مع الفريق وبكل تأكيد سيكون الفريق المرشح فوق العادة لحصد اللقب خاصة أنه يبتعد عن وصيفه ​العين​ بثماني نقاط. وبعيدا عن المركز الأول، يمكن القول بأن منافسة شرسة للغاية تدور على المركز الثاني، الثالث والرابع حيث هناك قطار يتألف من سبعة فرق تفصل بينها 4 نقاط. فمع العين والشارقة والجزيرة ب24 نقطة، ثم الظفرة والنصر ب23 نقطة والوصل ب21 ثم الوحدة ب20 نقطة، ستكون مرحلة الإياب حامية الوطيس والفرصة باللحاق بشباب أهلي دبي لن تكون سهلة لكن سيكون هناك دوري مصغّر بين هذه الفرق من أجل حصد المراكز من الثاني إلى الرابع. اللافت في هذا القطار هو عدم قدرة العين على تقديم أداء جيد وثابت طوال هذه الفترة، إذ ظهر الفريق بشكل جيد للغاية هجوميا لكنه بدا بمشاكل كثيرة دفاعيا. كما يجب التوقف عندأداء حامل اللقب الشارقة، والذي بدأ الموسم بشكل جيد لكنه تراجع بشكل دراماتيكي في آخر 6 مراحل حيث حصد 4 نقاط فقط من أصل 18 ممكنة وهذا يعود إلى عدم قدرة المدرب عبد العزيز العنبري على استخراج المزيد من لاعبيه وهذا ما جعل الفريق يفقد الكثير من النقاط الحاسمة ويبدو بعيدا عن إمكانية المحافظة على اللقب الذي أحرزه الموسم الماضي.

ويدور صراع شرس على المركز الرابع وهو آخر مركز مؤهل للبطولات الأسيوية حيث لدينا الجزيرة ب24 نقطة وهو كان يأمل بتقديم أداء أفضل لكن الفريق بدت لديه مشكلة واضحة وهي في الخط الهجومي حيث سجل فقط 21 هدف لكنه تميز في الشق الدفاعي ولم تتلقى شباكه إلا 12 هدفا وبحال نجح الفريق في إيجاد مزيد من الحلول الهجومية، فالفريق قادر على أن يكون رقما صعبا في هذا الدوري. بالمركز الخامس، نجد الظفرة وهو الحصان الأسود في الدوري لحد الآن حيث حصد 23 نقطة وتميز بأداء جيد للغاية فارضا نفسه بين الكبار وهذا يعود للعمل الفني المميز الذي قام به المدير الفني للفريق فوك رازوفيتش والذي بنى نظاما تكتيكيا واضح المعالم دون نسيان فريقي النصر والوصل اللذين عادا لينافسان على مراكز المقدمة فيما كان أداء الوحدة صاحب المركز الثامن أقل من المتوقع لكنه حصد 20 نقطة وببعده عن المركز الثاني ب4 نقاط فقط، فكل الأمور ما زالت بيده ولديه مثل الفرق الأخرى التي تسبقه حظوظ جيدة في حصد مركز من المراكز الأسيوية الأربعة الأولى.

​​​​​​​

هامش المنطقة الدافئة ضيق للغاية في الدوري الإماراتي ولا شيئ مضمون لحد الآن

مع صاحب المركز التاسع ​بني ياس​ برصيد 14 نقطة ثم عجمان وإتحاد كلباء برصيد 14 نقطة و13 نقطة على التوالي، يمكن القول بأن هذه الفرق لم تضمن بعد بقاءها حيث إنها بعيدة عن صراع الهبوط بثلاث نقاط فقط إذ أن أول المهددين فعليا بالهبوط لديه 10 نقاط ما يعني أن لا شيئ مضمونا لحد الآن وجولة أو جولتان قد تقلب الأمور رأسا على عقب وهذا ما يضعها أمام ضرورة حصد المزيد من النقاط مبكرا من أجل دخول منطقة الآمان.

خورفكان​ الوافد الجديد لم يذق طعم الفوز وبطاقة الهبوط الثانية ما زالت حائرة

يبدو خورفكان قاب قوسين أو أدنى من العودة بشكل سريع إلى دوري الدرجة الأولى والتي أتى منها في الموسم الماضي. الفريق لم يحقق أي فوز في 15 مباراة فتعادل في 4 منها وخسر 11 نقطة وسجل 10 أهداف وتلقت شباكه 26 هدف ومع فارق النقاط الست عن أول الناجين لحد الآن ​الفجيرة​، يبدو خورفكان بحاجة لتقديم صورة مغايرة كليا كي ينقذ نفسه من المركز الأخير بينما نجد في المركز ما قبل الأخير نادي حتا والذي لديه نقطتين وهو يتنافس مع الفجيرة على البطاقة الثانية لكن فعليا يمكن لأي من الفريقين، حتا والفجيرة التقدم أكثر نحو المناطق الآمنة شرط حل المشاكل الدفاعية التي ظهرت لديهما وهما في مرحلة الإياب سيكونا أمام اختبار حقيقي سيكون بمثابة الفرصة الأخيرة لهما من أجل البقاء لموسم آخر ضمن دوري المحترفين.