انتهت مرحلة الذهاب من ​الدوري السعودي لكرة القدم​ لموسم 2019-2020 حيث كنا على موعد مع خمسة عشر أسبوعا أي تحديدا 120 مباراة شهدت العديد من الأحداث البارزة وأعطت بكل تأكيد شكلا واضحا عن المنافسة على اللقب بجانب هوية الفريق التي تريد حصد المراكز الأربعة الأولى وخطف البطاقات الأسيوية الموسم المقبل دون نسيان المعركة الأهم والأشرس ألا وهي تفادي الهبوط من دوري المحترفين إلى دوري الدرجة الأولى وسنتعرف في هذا التقرير على أبرز أحداث مرحلة الذهاب وما يمكن استنتاجه وتوقعه لمرحلة الإياب.

صراع شرس على الصدارة بين ​الهلال​ و​النصر​، الأهلي جدة يترقب والوحدة ليس ببعيد عنهم

مع انتهاء القسم الأول من الدوري، نجد أنفسنا أما معركة شرسة للغاية بطلاها الهلال وصيف الموسم الماضي وحامل اللقب النصر حيث يتصدر النصر المشهد ب33 نقطة مقابل 32 نقطة للهلال. ومع المدرب ​روي فيتوريا​، ظهر النصر بشكل مغاير عن الموسم الماضي، حيث لم يعد ذاك الفريق الهجومي، بل أصبح يرتدي ثوبا آخر وهو تكتيكي بحت فهو الفريق الأقوى من الناحية الدفاعية هذا الموسم ولم تهتز شباكه إلا 6 مرات على الرغم من أن خط هجومه لم يكن قويا بما فيه الكفاية لكن شخصية الفريق القوية سمحت له بخطف الصدارة متقدما بنقطة واحدة عن الهلال الذي بدا هذا الموسم مع مدربه ​رازفان لوسيسكو​ قويا من الناحية الهجومية مع خط هجوم ناري بلغ معدله التهديفي 2.8 هدف في المباراة الواحدة لكن الفريق عانى من بعض المشاكل الدفاعية وهي التي جعلته يتلقى 16 هدفا. خلف الثنائي هذا، نجد الأهلي جدة في المركز الثالث برصيد 29 نقطة حيث نجح المدرب القديم الجديد كريستيان غروس في إعادة الثقة بالفريق الذي تحسن كثيرا من الناحية التكتيكية وحسن الإنتشار في وسط الملعب ليكون الفريق مرشحا بشكل قوي للمنافسة على اللقب. كما لا يجب إستبعاد الوحدة من صراع اللقب حيث هو حاليا في المركز الرابع برصيد 27 نقطة أي أنه بعيد عن المركز الأول بست نقاط فقط ويعد الوحدة الفريق الوحيد الذي لم يتعادل في مرحلة الذهاب ففاز في 9 مرات وخسر 6 مرات وهو يحتاج إلى الإستمرار بنفس النسق إذا ما أراد أن يكون رقما صعبا في صراع الصدارة.

التعاون​ مستمر في العروض الجيدة، والثلاثي الرائد، الفيصلي وأبها مفاجأة الموسم السارة

مثلما ظهر في الموسم الماضي، وعلى الرغم من التغييرات التي طالت الجهاز الفني قبل وخلال هذا الموسم، استمر التعاون في الظهور بشكل جيد للغاية وهو موجود حاليا في المركز الخامس برصيد 26 نقطة مثله مثل الرائد الذي لديه نفس عدد النقاط. أبرز ما لفت النظر في أداء التعاون هو القدرة على حسم المباريات لمصلحته حتى وإن كان لا يقدم كرة قدم جيدة في العديد منها وهذا يعود للشخصية القوية للاعبين بينما ظهر الرائد كفريق شاب، وطامح لتحقيق مركز متقدم مع مدرب مميز هو بيسنيك هاسي والذي إن نجح في مرحلة الإياب من تحسين الشكل الدفاعي للفريق فإنه سيكون قادر على تحقيق نتائج أفضل بكل تأكيد. أيضا، يجب التوقف عند الأداء المميز لفريقي الفيصلي وأبها، فالفيصلي هو صاحب ثاني أقوى خط دفاع في الدوري واهتزت شباكه 15 مرة ولديه حاليا 24 نقطة مقابل 23 نقطة لأبها الذي فاجأ الجميع هذا الموسم ويمكن وصفه بأنه الحصان الأسود للدوري مع لمسات واضحة للمدرب عبد الرزاق الشابي الذي أجاد وضع نظام تكتيكي منضبط وطبقه بشكل واضح مع لاعبي فريقه.

الشباب​ لم يظهر الكثير، الإتحاد جدة ما زال يتخبط وتراجع واضح للإتفاق هذا الموسم

على الرغم من البداية المشجعة في أول الدوري لكن فريق الشباب تراجع بشكل واضح ودخل في دوامة من النتائج السلبية حيث اكتفى في مرحلة الذهاب بحصد 22 نقطة وهو رغم أدائه الدفاعي المميز لكنه عانى كثيرا من الناحية الهجومية حيث سجل فقط 15 هدفا في 15 مباراة وكان ثاني أسوأ خط هجومي في الدوري لحد الآن أما فريق الإتفاق فلم يكن حاله أفضل بكثير من نظيره الشبابي مع حصد 17 نقطة ليست بكل تاكيد على مستوى طموحات الفريق الذي دخل الموسم وهو يمني النفس بالمنافسة على المركز الرابع وخطف بطاقة أسيوية. أما ​اتحاد جدة​، والذي عانى كثيرا الموسم الماضي وكان قريبا من الهبوط، فهو هذا الموسم لم ينجح في نفض غبار الأداء السلبي عنه، مكتفيا بحصد 15 نقطة ولم يفز إلا في 4 مباريات من أصل 15 مباراة وهذا أمر لا يليق بالفريق الإتحادي الذي يبدو أنه لن يكون قادرا على تحقيق مركز متقدم في نهاية الدوري إلا إذا ما قدم مرحلة إياب مثالية.

صراع مبدئي ثلاثي على الهبوط بين الفتح، ​العدالة​ وضمك والأمور مفتوحة على كافة الإحتمالات

يبدو بأن صراع الهبوط في الدوري السعودي سيكون محصورا بين الثلاثي الفتح، العدالة وضمك. الفتح يملك 10 نقاط وهو قدم مرحلة ذهاب سيئة للغاية حيث لم يفز إلا مرتين وبدا من دون أي شكل لا هجومي ولا دفاعي ليتلقى الخسارة تلو الأخرى حاله مثل العدالة وضمك اللذين يملكان 10 نقاط و9 نقاط على التوالي. ومع فارق النقاط الخمس بين الفتح والحزم الذي يملك 15 نقطة، ستتنافس الفرق الثلاثة الأخيرة على الهروب من شبح الهبوط حيث يهبط آخر فريقين إلى دوري الدرجة الأولى وتملك الفرق الثلاثة حظوظا متساوية وهي ستكون أمام مهمة صعبة لحصد النقاط التي تكفيها في مرحلة الإياب وتحسين أدائها الدفاعي بشكل خاص من أجل تجنب تذوق الكأس المر والهبوط إلى دوري المظاليم.