أعلن منظمو ​بطولة أستراليا المفتوحة​ في كرة المضرب التي تنطلق الإثنين، انهم سيعتمدون مقياسا لجودة الهواء لتحديد متى يمكن تعليق المباريات، بعد الانتقادات المتواصلة التي تطاولهم على خلفية اللعب في ظل دخان كثيف ناتج عن حرائق الغابات.

وشكا العديد من اللاعبين واللاعبات خلال الأيام الماضية في ملبورن من صعوبات في التنفس وحالات من السعال بسبب كثافة الدخان الناتج عن حرائق الغابات المستعرة منذ أشهر. ومع ان السلطات وجهت نصائح للناس بالبقاء في الأماكن المغلقة وعدم إخراج الحيوانات الى الهواء الطلق، أقيمت مباريات التصفيات لأولى البطولات الأربع الكبرى على رغم اعتراض العديد من اللاعبين وعدم تمكن بعضهم من إكمال اللقاءات.

وفي أعقاب هذه الانتقادات، كشف المنظمون السبت أنهم سيعتمدون مقياسا من خمس درجات لدراسة جودة الهواء استنادا الى محطات استشعار موجودة في ملبورن.

وأشار المنظمون الى ان المباريات ستتوقف بحال بلغ "تصنيف الجسيمات" في الهواء (مزيج الجسيمات الصلبة والسائلة) عتبة 200، أو الدرجة الخامسة على المقياس المعتمد. وبحال كان ما بين 97 و200 (من الدرجة الرابعة)، سيتباحث الفريق الطبي والمسؤولون عن إدارة المباراة في ما اذا كانت مواصلة اللعب ممكنة، على ان تعود صلاحية تعليق المباراة الى الحكم الرئيسي في حال رأى ضرورة لذلك.

وستطبق هذه القواعد على كل الملاعب المكشوفة، إضافة الى الملاعب الثلاثة المجهزة بسقف متحرك، حيث سيتم تعليق اللعب الى حين إغلاقه.

وقبل أقل من 48 ساعة على انطلاق البطولة، واصل اللاعبون انتقادهم لشؤون شتى متعلقة بإقامة المباريات في ظل الدخان الكثيف الذي يغطي أجواء ملبورن، كغيرها من المدن الأسترالية، في ظل الحرائق التي تجتاح الغابات في المناطق الجنوبية والشرقية منذ أيلول والتي فشلت السلطات حتى الآن في السيطرة عليها، وتسببت بمقتل 28 شخصا على الأقل وتدمير أكثر من ألفي منزل والقضاء على أكثر من مليار حيوان.

وأتت أبرز تصريحات السبت من السويسري ​روجيه فيدرر​ المصنف ثالثا عالميا، والباحث عن لقب سابع في البطولة الأسترالية، يعزز من خلاله رقمه القياسي في عدد ألقاب الغراند سلام (20 حتى الآن).

ورأى فيدرر ان "التواصل هو المفتاح من قبل منظمي البطولة مع الناس، وسائل الإعلام، المشجعين، اللاعبين، لأننا نسمع أنه من غير الآمن ان نكون في الهواء الطلق ويجب إبقاء الحيوانات الأليفة داخل المنازل، وإقفال النوافذ" لكن في الوقت عينه تتم إقامة المباريات.

أضاف "عندما ننظر الى الدخان، الأمر لا يبدو جيدا".

وأثّرت الظروف المناخية بشكل كبير على اللاعبين، ومنهم السلوفينية ​داليلا ياكوبوفيتش​ التي اضطرت على الانسحاب من مباراة في التصفيات على رغم تقدمها، وذلك بسبب نوبة سعال مؤلمة أصابتها.

وتعليقا على طلب اللاعبين الأدنى تصنيفا من اللاعبين البارزين ممارسة ضغط أكبر على المنظمين، سأل فيدرر "ماذا يمكنني أن أفعل؟ أن أذهب (الى المنظمين) وأتحدث إليهم. قمت بذلك في اليوم الأول الثلاثاء عندما كان الوضع سيئا، وأيضا الأربعاء عندما كان لا يزال سيئا قلت لهم انظروا، أعتقد فقط ان التواصل هو المفتاح بالنسبة إلينا جميعا. علينا ان نقوم بالمزيد لأنني أعتقد اننا لم نحصل على ما يكفي من المعلومات".

وتابع: "هل يمكنني أن أنزل الى أرض الملعب وأطلب من الجميع التوقف عن اللعب؟ يمكنني أن أحاول، لكن لا أعتقد ان ذلك سيؤدي الى نتيجة".

وكان مدير البطولة كريغ تيلي قد أكد للصحافيين الخميس انه "يتفهم الغضب بشكل كامل، أعتقد ان جودة الهواء في الرياضة وكرة المضرب هي موضوع سيتم البحث فيه بشكل أكبر في المستقبل".