قبل يوم واحد من انطلاق منافسات مرحلة الإياب من الدوري الإسباني لكرة القدم، كان هناك العديد من الأمور التي يجب الحديث عنها خاصة فيما يتعلق بصراع اللقب، المنافسة على المراكز الأوروبية إضافة للصراع الأهم، ألا وهو الهروب من شبح الهبوط لدوري الدرجة الثانية. في هذا التقرير، سنتعرف على أبرز ما حصل في الدوري الإسباني خلال مرحلة الذهاب.

لعبة القط والفأر بين برشلونة و​ريال مدريد​، أتلتيكو مدريد ليس بعيدا وإشبيلية في المركز الرابع

يمكن القول بأن الصراع على اللقب هو في أوجه بين الغريمين التقليديين برشلونة وريال مدريد، حيث لدى كليهما 40 نقطة ويتقدم برشلونة فقط بفارق الأهداف.

وسيكون الصراع في القسم الثاني شرسا أكثر من الأول خاصة مع إقالة فالفيردي من الجهاز الفني لبرشلونة ووصول سيتيين الذي عليه إكمال المشوار في ظل المنافسة مع المدرب زين الدين زيدان، والذي نجح في إعادة هيكلة الريال وربط خطوطه ببعضها البعض .

وإذا ما نظرنا إلى إحصاءات الفريقين يمكن القول بأن برشلونة كما العادة هو صاحب خط الدفاع الأفضل في الدوري لكنه عانى من مشاكل دفاعية كبيرة وهذا ما جعله يتلقى 23 هدفا، وهو رقم غير جيد لفريق يريد المنافسة على اللقب وهذا بعكس ريال مدريد الذي كان برفقة غريمه الآخر أتلتيكو مدريد أفضل خط دفاع في الدوري لحد الآن، وهذا ما يضفي الكثير من التشويق على الصراع حيث يملك كل فريق ميزة بعكس الفريق الآخر.

أتلتيكو مدريد بدوره ليس بعيدا عن صراع المنافسة حيث لديه 35 نقطة أي أن كل شيئ وارد وهو كما العادة كان وفيا لنهجه الدفاعي لكن الفريق يعاني بشكل كبير في الشق الهجومي حيث لم يسجل إلا 22 هدف في 19 مباراة وهو يحتاج للعمل في هذا الشق إذا ما أراد المنافسة لأنه لا يمكن له تحقيق لقب الليغا بهكذا معدل تهديفي ضعيف مهما بلغت صلابته الدفاعية.

المركز الرابع المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل كان من نصيب إشبيلية الذي قدم برفقة المدرب جولين لوبيتيغي مرحلة ذهاب جيدة للغاية وهو ليس منافسا على مقعد أوروبي فقط، بل من الممكن له أن ينافس على اللقب كون فارق النقاط الخمس لا يعني شيئا في ظل بقاء مرحلة من 19 مباراة.

نقطة قوة إشبيلية كانت الإنضباط والتوازن بين الأداء الدفاعي والهجومي حيث ظهر الفريق ملتزما من الناحية التكتيكية مع لمسة واضحة للمدرب على طريقة لعب الفريق وهذا ما يعطي الفريق دفعة قوية في قادم الجولات من الليغا.

صراع قوي على مراكز اليوروبا ليغ والمنطقة الدافئة تضم أكثر من فريق

مع حسم مبدئي للمراكز الأربعة الأولى، سيكون الصراع على أشده على المركزين الخامس والسادس إضافة إلى السابع والتي تؤهل أصحابها لبطولة اليوروبا ليغ، حيث يدور صراع قوي بين ريال سوسييداد، ​فالنسيا​، خيتافي، أتليتيك بيلباو وفياريال مع فارق 3 نقاط فقط بين الفرق الخمسة.

وكان ريال سوسييداد مفاجأة سارة هذا الموسم حيث ظهر بشكل جيد للغاية ويبدو بأنه سيكون قادرا على الإستمرار نظرا لطريقة اللعب المنضبطة التي يقدمها فيما هناك فالنسيا في المركز الخامس والذي كان يمني النفس بمنافسة على المراكز الأربعة الأولى وهو يملك فرصة بالطبع لكنه يحتاج مع مدربه سيلاديس الذي تولى المهمة في ثلث الموسم ان يحسن من طريقة لعبه الهجومية.

كما بقي خيتافي مثل الموسم الماضي رقما صعبا وحافظ على مكانة له ضمن الفرق الكبرى في الليغا مع حصد 30 نقطة لكن المديح يجب أن يذهب إلى أتليتيك بيلباو الذي يحاول شيئا فشيئا إستعادة مستواه وهو حاليا في المركز الثامن برصيد 29 نقطة متقدما بفارق نقطة عن فياريال الذي بدوره يقدم كرة قدم جيدة للغاية وهذا ما يضعنا أمام منافسة مميزة ومعركة على المراكز الأوروبية لن تقل أهمية عن صراع اللقب خاصة أن هذه الفرق تمتلك كل المقومات اللازمة من أجل عرقلة فرق المقدمة في المواجهات المباشرة وهي ستحدد بشكل أو بآخر هوية الفائز باللقب.

المنطقة الدافئة في الليغا موجودة حيث تضم أكثر من ستة فرق قدمت أداءا جيدا للغاية ويمكن القول بأنه ضمنت إلى حد ما بشرط الإستمرارية طبعا عدم الدخول في معمعة الهبوط وتجنب السيناريو الأسوأ لأي فريق ومن هذه الفرق يمكن ذكر غرناطة، ليفانتي،

ريال بيتيس وأوساسونا التي قدمت مرحلة ذهاب مقبولة وهي إن حقق بضع انتصارات في مرحلة الإياب ستكون ضمنت بشكل كبير البقاء لموسم جديد في الليغا.

صراع شرس على تجنب الهبوط والعديد من الفرق تحوم حول دائرة الخطر

ستكون معركة الهبوط على أشدها في الليغا حيث لدينا إسبانيول ب11 نقطة في المركز الأخير، ​ليغانيس​ ب14 نقطة في المركز ما قبل الأخير مقابل 15 نقطة لمايوركا في المركز الثامن عشر وهو آخر مراكز الهبوط بينما لدى سيلتا فيغو نفس عدد النقاط ثم إيبار ب19 نقطة وهو بعيد نسبيا لحد الآن.

منطقيا، ستكون المنافسة على أشدها بين الفرق الأربعة الأولى من أجل تجنب تذوق الكأس المر لكن الأمور لن تكون سهلة في ظل مشاكل فنية كبيرة ومنطقيا، ستكون 3 فرق من أصل 4 على موعد مع توديع الليغا وإسبانيول هو صاحب الحظ الأوفر في ذلك كونه خيب الآمال ذهابا واكتفى بحصد 11 نقطة مع تحقيق فوزين فقط في 19 مباراة وهو أمر يجب حله سريعا خلال مرحلة الإياب وإلا سيضطر الفريق العريق إلى الخروج من الباب الضيق وهو سيناريو لا يحبذه أبدا أي من محبين الفريق الكاتالوني الذي كان يعد سابقا من أعمدة الليغا الإسبانية.