أسدل الستار على مرحلة الذهاب من الدوري الإيطالي لكرة القدم حيث يمكن القول وأنه لأول مرة منذ عدة مواسم نكون على موعد مع منافسة قوية وذلك بوجود يوفنتوس حامل اللقب كما العادة، ودخول إنتر ميلانو و​لاتسيو​ روما على الخط إضافة لتقلبات عدة في المراكز الأوروبية وسط أداء مخيب للآمال من الفرق الكبرى دون نسيان معركة الهبوط المحتدمة، عناوين سنستعرضها كلها في هذا التقرير مع الإشارة إلى أن مرحلة الذهاب ما زالت ناقصة فعليا بوجود مباراة مؤجلة ستجمع بين لاتسيو روما وهيلاس فيرونا.

يوفنتوس بطل الذهاب، إنتر ميلانو يلاحقه ولاتسيو روما مفاجأة الموسم السارة

على الرغم من عدم تقديمه للأداء المتوقع منه، لكن يوفنتوس لم يخيب آمال محبيه في موسم المدرب ماوريسيو ساري الأول مع الفريق، وحصد 49 نقطة ليكون بطل الذهاب والمتصدر لحد الآن بجانب أنه مرشح قوي طبعا للفوز.

أبرز ما ميّز يوفنتوس هذا الموسم أنه غير من أسلوبه الدفاعي وحاول ساري إيصال فكره الهجومي وتطبيق الضغط العالي بشكل جيد للغاية فكان متوازنا في طريقة اللعب غير أن مشوار الحفاظ على اللقب يبدو بأنه لن يكون سهلا حيث هناك إنتر ميلانو صاحب المركز الثاني برصيد 46 نقطة مع المدرب أنتونيو كونتي والذي قدم نسخة جيدة برفقة فريق مدينة ميلانو وكان صاحب أقوى خط دفاع في مرحلة الذهاب ولم تهتز شباكه إلا 16 مرة كما أن الأداء الهجومي ارتقى إلى المستوى المطلوب مع معدل تهديفي وصل إلى 2.10 هدف في المباراة الواحدة ويبدو بأن الفريق سيكون قادرا على المنافسة حتى الرمق الأخير على لقب الدوري.

مفاجأة الموسم السارة كانت نادي لاتسيو روما، والذي قدم لحد الآن موسما أكثر من مميز حيث فرض نفسه في المركز الثالث بل منافسا قويا على اللقب وهذا يعود إلى العمل المميز للغاية الذي يقوم به المدرب سيميوني إينزاغي برفقة فريق العاصمة والذي يلعب بانضباط تكتيكي كبير جعله صلبا من الناحية الدفاعية بجانب مرونة هجومية واضحة لكن الأهم هو الشخصية القوية للفريق والقدرة دائما عل التعامل مع أي عامل طارئ وهذا ما يعطي لاتسيو فرصة كبيرة للمنافسة هذا الموسم ولم لا خطف اللقب من يوفنتوس وإنتر ميلانو.

أتالانتا تابع عروضه المميزة، كالياري حصان الموسم الأسود، روما يحتاج للتحسن ومرحلة ذهاب كارثية لنابولي وإي سي ميلان

تابع أتالانتا من المكان الذي أنهى فيه الموسم الماضي، أي المركز الرابع والذي يحتله حاليا برصيد 35 نقطة مع خط هجوم هو الأقوى في الدوري لحد الآن ما عكس العمل المستمر والبصمة الواضحة للمدرب غاسبيريني والذي سيحاول الحفاظ على هذا المركز للموسم الثاني على التوالي من أجل ضمان المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل بعدما نجح في الوصول لدور الستة عشر من مشاركته الأولى هذا الموسم لكنه عليه الحذر من ذئاب العاصمة، روما والذي حاليا هو في المركز الخامس بنفس رصيد النقاط أي 35 نقطة وكانت آمال الفريق هذا الموسم مع المدرب باولو فونينسكا أكبر من ذلك مع الطموح بالمنافسة على اللقب لكن إمكانات الفريق بدت أقل من ذلك.

الحصان الأسود في مرحلة الذهاب كان نادي كالياري والذي لديه 29 نقطة في المركز السادس لكن رجال المدرب رولاندو ماران أنهوا مرحلة الذهاب بشكل سيئ للغاية مع تراجع كبير في الأداء وتلقي 4 هزائم متتالية لكن هذا لا ينفي الأداء الجيد بشكل عام للفريق بجانب نادي بارما الذي لديه 28 نقطة في المركز السابع.

الأداء السلبي كان لإي سي ميلانو والذي أقال مدربه جيامباولو وعين في منتصف المرحلة المدرب ستيفانو بيولي لكن الفريق بقي في المركز التاسع برصيد 25 نقطة وجل ما يمكن للفريق المنافسة عليه هذا الموسم هو مركز مؤهل لليوروبا ليغ مثل حال نابولي والذي كان الموسم الماضي منافسا على اللقب لكنه أصبح فقط منافسا على مركز أوروبي متأخر ما استدعى إقالة المدرب كارلو أنشيلوتي وتعيين المدرب جينارو غاتوزو الذي أمامه عمل كبير في النصف الثاني من الموسم.

المنطقة الدافئة تتسع لأكثر من فريق ومعركة الهبوط مبدئيا بين أربعة فرق فقط

على عكس باقي الدوريات الأوروبية الكبرى، يمكن القول بأن هامش المنطقة الدافئة في الكالتشيو واسع نوعا ما حيث هناك عدة فرق ضمنت بشكل مبدئي ومنطقيا عدم دخول صراع الهبوط من جهة، وعدم القدرة على خوض معارك المراكز الأوروبية وهي ستكتفي نوعا ما بالبقاء في هذه المنطقة والتي سيكون من الجيد إنهاء الموسم فيها.

أبرز هذه الفرق هي ​سامبدوريا​، ساسولو، فيورنتينا والذي خيب آمال محبيه وقدم مرحلة ذهاب أقل بكثير من التوقعات وهو ما جعل الفريق يستغني عن خدمات مدربه فيتشينزو مونتيلا ويعيّن جوسيبي لاتشيني الذي سيبدأ رحلة العودة نحو مراكز أكثر دفئا كما يجب كيل المديح لفرق هيلاس فيرونا، بولونيا وأودينيزي الذين ظهرا بشكل جيد سيضمن لهما مبدئيا البقاء لموسم آخر في السيري آ.

معركة الهبوط يبدو أنها ستنحصر بين أربعة فرق هي سبال صاحب المركز الأخير، بريشا، جنوى وليتشي حيث الفارق بينهما نقطة واحدة فقط ويبتعدان بفارق أربع نقاط عن أقرب منافس لهما وهو نادي سامبدوريا.

سبال هو صاحب أضعف خط هجوم لحد الآن في الدوري حيث لم يسجل إلا 12 هدفا وهو يحتاج لحل سريع لهذه المشكلة أما الثلاثي، بريشيا، جنوى وليتشي فلديهما مشاكل واضحة في الشق الدفاعية والحال إن استمر على هذا المنوال، فإن شبح الهبوط سيقترب أكثر وأكثر وأغلب الظن أن المواجهات المباشرة بين هذه الفرق الأربعة ستكون هي الفيصل في تحديد هوية الفرق صاحبة المراكز الثلاثة الأخيرة والتي ستهبط إلى السيري ب.