حقق ​ريال مدريد​ لقب كأس السوبر الإسباني والذي أقيم على ملعب الجوهرة المشعة في مدينة جدة السعودية بعدما حسم موقعته أمام أتلتيكو مدريد بركلات الترجيح 4-1 عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 0-0.

المدير الفني لريال مدريد زين الدين ​زيدان​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-3-2-1 مع لوكا يوفيتش كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لأتلتيكو مدريد دييغو ​سيميوني​ بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع الثنائي موراتا وجواو فيليكس في خط الهجوم.

الشوط الأول:

الريال بدأ المباراة بشكل جيد حيث حاول فرض أسلوبه الهجومي منذ البداية مع تحركات جيدة من ثلاثي خط الوسط الخلفي لمد الثلاثي الهجومي بالكرات في عمق دفاعات أتلتيكو المتكتلة للخلف والتي بدا منذ البداية رغبتها في خوض مواجهة مغلقة ثم الإعتماد على التحركات الهجومية السريعة عبر فيليكس وموراتا في العمق الهجومي للريال الذي استمر بفرض سيطرته على خط وسط الملعب مع نسبة استحواذ جيدة للغاية والتحرك من طرفي الملعب عبر تقدم الظهيرين ميندي وكارفخال لدعم الخط الهجومي بالكرات العرضية غير أن دفاع أتلتيكو كان جيدا في تمركزه الدفاعي والتقارب بين خطي الدفاع والوسط ما جعل الفريق يدافع عمليا بثمانية لاعبين ما جعل هجمات الريال فعليا غير خطرة رغم المحاولات بين الفينة والأخرى لكن الأمور بقيت ضمن نطاق سيطرة دفاعات أتلتيكو الذي على الرغم من لعبه الدفاعي الواضح لكنه كان جيدا في الهجمات المرتدة مع قدرة موراتا وجواو فيليكس على إزعاج دفاع الريال واستغلال تقدمه للأمام لكن شيئا لم يتغير وانتهى الشوط الأول بتعادل سلبي 0-0 بين الفريقين.

الشوط الثاني:

الريال حاول بدء الشوط الثاني بنفس النسق الهجومي مع تسريع اللعب أكثر ومحاولة إيجاد لوكا يوفيتش رأس الحربة المعزول نوعا ما في العمق الدفاعي لأتلتيكو مع سرعة أكبر في التحرك من لاعبي الريال خاصة عبر طرفي الملعب لفتح المساحات أكثر في دفاعات أتليتيكو المتكتلة في الخلف مع قيام مدرب الاتلتي دييغو سيميوني بتبديله الأول مع خروج هيريرا ودخول فيتولو لتنشيط خط الوسط الهجومي خلف الثنائي في خط المقدمة بينما قام زيدان بإخراج إيسكو وإدخال رودريغو مع التحول فعليا للرسم التكتيكي 4-1-4-1 وذلك لمحاولة إيجاد الكثافة العددية في المنطقة بين خطي دفاع ووسط أتلتيكو لتكون الدقائق العشرون الأخيرة من المباراة هادئة نوعا ما مع سعي كل فريق لخطف هدف إنما من دون فتح الخطوط وهذا ما جعل أداء الريال الهجومي حذر نوعا ما ومن دون أي اندفاع غير مبرر للأمام مع دخول دياز في الخط الهجومي للريال مكان الحاضر الغائب يوفيتش بينما قام سيميوني بالدفع بلورينتي مكان لودي في خط الوسط غير أن الأمور بقيت على حالها مع استمرار التعادل السلبي والذي جعل الفريقان يلجآن إلى خوض أشواط إضافية مدتها ثلاثين دقيقة.

​​​​​​​

الأشواط الإضافية:

الأمور في الأشواط الإضافية بدت أسرع مع رغبة كل فريق في التقدم أكثر للأمام ما جعل المباراة تبدو مفتوحة أكثر خاصة أن الهدف لن يكون من السهل تعويضه، أتلتيكو من جهته حاول الإعتماد على التوغل في عمق ريال مدريد مع السرعة في الإنطلاق بالكرة ثم الضغط في ملعب الريال على حامل الكرة لإعطاء وقت للاعبي خط الوسط في الرجوع للخلف مع قيام سيميوني بإدخال أرياس وسافيتش مكان فيليكس وخيمينيز لتسريع اللعب وإعادة تنشيط الشكل الجماعي للفريق بينما قام زيدان بإدخال فينيسيوس جونيور مكان توني كروس والتحول للرسم التكتيكي 4-3-3 ليضغط الريال أيضا ويحصل على عدة فرص لكن الأمور لم تتغير ليضطر الفريقان لخوض ركلات الجزاء الترجيحية والتي ابتسمت في النهاية للريال 4-1 وسمحت له بالتتويج بلقب كأس السوبر.

ملاحظات عامة:

1. يجب التوقف كثيرا عند ما قام به لاعب ريال مدريد فالفيردي عند الدقيقة 115 حيث تعمد عرقلة موراتا المنفرد بالمرمى ليحصل على البطاقة الحمراء لكن هذه البطاقة الحمراء كانت السبب الرئيسي في تتويج الريال باللقب لأنه لولا تصرف فالفيردي الذكي لكان موراتا سيسجل بنسبة كبيرة وينهي الأمور بشكل عملي لأتلتيكو لكن تصرف فالفيردي كان تصرفا مميزا وهذا ما جعل المنظمين يختاروه عن جدارة واستحقاق اللاعب الأفضل في اللقاء.

2. كان سيناريو الذهاب إلى ركلات ترجيحية جيدا بالنسبة لمدرب أتلتيكو دييغو سيميوني كون الفريق كما العادة لعب بطريقة دفاعية وحاول كأولوية قصوى عدم تلقي هدف والحفاظ على نظافة الشباك ثم محاولة ضرب دفاعات الريال وخطف هدف لكن الشق الأول تم تنفيذه كما يجب بينما فشل في الشق الثاني لتكون ركلات الترجيح مرة أخرى نكسة للاتلتي وسط عجز الفريق عن التعامل معها كما يجب وإحراج الريال ثم إخراجه من منصة التتويج.

3. تألق كلا حارس الفريقين، أوبلاك من جهة أتلتيكو وكورتوا من جهة الريال حيث تصدى أوبلاك خلال 120 دقيقة لخمس كرات خطرة لهجوم الريال بينما تصدى كورتوا لست كرات خطرة سددها مهاجمو أتلتيكو لكن كلمة الفصل في النهاية كانت لكورتوا والذي تصدى لركلة جزاء ترجيحية سددها بارتيي وكانت عاملا شبه حاسم في تتويج الريال باللقب.