الكثير من الكلام يمكن ان يخرج إلى العلن بشأن النسخة الجديدة من كأس السوبر الإسباني والتي استضافتها السعودية واختتمت أمس بتتويج ​ريال مدريد​ بطلاً على حساب أتلتيكو مدريد بعدما حسمت ركلات الترجيح اللقب لمصلحة الميرينغي وأهدت المدرب زين الدين ​زيدان​ بطولته العاشرة والأولى في ولايته الثانية في سانتياغو بيرنابيو.

صحيح ان المباراة النهائية لم تجمع أي من بطلي الدوري والكأس في اسبانيا ونعني برشلونة وفالنسيا، لكن في المقابل ثمة الكثير من المفارقات التي يمكن الخروج منها بعد النهائي الذي أقيم في استاد الجوهرة بمدينة جدة، لعل اهمها ان الفرصة التي مُنحت لريال مدريد من أجل المشاركة في البطولة التي اقيمت للمرة الأولى بمشاركة أربعة فرق رغم حلوله ثالثاً في الليغا، سمحت للمدرب زين الدين زيدان بالحصول على دفعة معنوية لمسيرته الجديدة مع الفريق الملكي.

استعاد ريال مدريد في الآونة الأخيرة نوعاً من الإستقرار الفني والذي سمح له ببلوغ دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، ومشاركة برشلونة في صدارة الدوري الإسباني على الرغم من المخاض الطويل الذي خاضه المدرب الفرنسي مع الإصابات منذ بداية الموسم والذي كان آخره تجدد إصابة كل من ايدين ​هازارد​ وغاريث بايل وايضاً كريم ​بنزيما​، الا ان زيزو تمكن من الحفاظ على توازن الفريق ونجح في فرض ايقاعه في مواجهة الكلاسيكو رغم انتهائها بالتعادل السلبي.

وعلى الرغم من كل المصاعب التي واجهها زيدان هذا الموسم الا ان الفريق لم يخسر سوى مرتين واحدة في دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان والثانية في الدوري أمام مايوركا، لكنه منذ هذا اللقاء لم يتعرض الميرينغي الى الخسارة في 16 مباراة متتالية في جميع المسابقات.

من هنا فإن فوز ريال مدريد بلقب كأس السوبر الإسباني وهو الذي لم يفز بأي لقب الموسم الماضي، بمثابة المكافأة المعنوية لزين الدين زيدان ولاعبيه وربما تكون دافعاً من أجل المزيد من الثبات والاستقرار في طريق طويل نحو تحقيق لقب الدوري الإسباني للمرة الأولى منذ فوز الريال الأخير به موسم 2016-2017 ومع زيدان بالتحديد.

جاء الفرنسي زين الدين زيدان الى السعودية خالي الوفاض وعاد منها متوجاً مع ريال مدريد بلقب كأس السوبر الإسباني، وكأن "زيزو" يعرف جيداً حظه مع النهائيات وبالتالي ما يمكن ان يضيف هذا اللقب للاعبيه من مكافأة "مجانية" مطلوبة في هذا الوقت من الموسم قد تساهم في منح الفريق الزخم الذي يبحث عنه قبل انطلاق المرحلة الأهم في دوري أبطال أوروبا حيث المواجهة أمام مانشستر سيتي في ثمن النهائي وما تبقى من مواجهات في الليغا.