ربما يكون القرار الذي اتخذه الاتحاد اللبناني لكرة القدم بمثابة "آخر الدواء" خاصة في ظل عدم وضوح الرؤية بالنسبة للأوضاع القاهرة في لبنان، لذلك فإن استئناف الدوري بمن حضر قد تعد تكون الخطوة المطلوبة في مثل هذه الظروف وفي ظل "هجرة" او تسريح معظم اللاعبين الأجانب بسبب الضائقة المالية التي تعاني منها الأندية على حد سواء.

خطوة ​الإتحاد اللبناني لكرة القدم​ بإتاحة حرّية الخيار للأندية في مسألة المشاركة ببطولتي الدرجة الأولى والثانية بعد إستئنافهما، تعد الحل الأخير الذي يجنب الجهة المسؤولة عن كرة القدم اللبنانية الكأس المر خاصة وان الغاء الدوري سيترتب عليه الكثير من المشاكل في الموسم المقبل لعل أهمها مسألة تمثيل لبنان في بطولة كأس الإتحاد الآسيوي والبطولة العربية للأندية الأبطال، وهو امر سيخلق الكثير من الجدل حول أحقيقة ممثلي كرة القدم اللبنانية في المشاركة الخارجية يبدو اتحاد الكرة في غنى عنه في هذه الظروف.

لكن استئناف الدوري بغياب اللاعبين الأجانب ربما يشكل معضلة بالنسبة للعهد والأنصار اللذين سيشاركان في كأس الإتحاد الآسيوي وهو ما سيطرح الكثير من علامات الاستفهام حول قدرة الناديين على الاحتفاظ باللاعبين الأجانب من أجل المشاركة الخارجية وما سيترتب على الأمر من تكاليف مالية باهظة وغياب الانسجام مع الفريق "المحلي" الذي سيخوض غمار الدوري.

وبغض النظر عن النظام الذي سيستأنف على اساسه الدوري، إلا ان إلغاء الهبوط واعتماد صعود فريقين من كل درجة للموسم المقبل قد يكون الحل الأمثل في ظل عجز الكثير من الأندية عن الإيفاء بالتزاماتها المادية، وهو حل لطالما لجأت إليه الكثير من الدول دون ان تكون عاجزة مادياً ولنا في السعودية مثال حين قام اتحاد الكرة في السنوات الماضية بتغيير آلية الهبوط والصعود من أجل رفع عدد فرق الدرجات للموسم الذي يليه.

وبقدر ما تعتبر خطوة الاتحاد اللبناني جيدة من اجل انقاذ الموسم، الا ان المعنيين بشؤون كرة القدم في لبنان مطالبون بتوفير كل التسهيلات للحد من خسائر الأندية المالية وهذا يترتب عليه الكثير من الخطوات لعل أبرزها زيادة حقوق الأندية من النقل التلفزيوني او الشركات الراعية للدوري بانتظار اي خطوات أخرى قد تساهم في اعادة الحياة الى الملاعب اللبنانية.

باختصار يمكن القول ان الاتحاد اللبناني لكرة القدم نجح نوعاً ما في امتصاص الأزمة الراهنة وان بقرارات قد يعتبرها البعض مجحفة او غير عادلة، لكن بكل تأكيد فإن خطوة استئناف الدوري اللبناني أفضل بمثير من الغاء الموسم وترك مصير كرة القدم اللبنانية في المجهول، لذلك على الاندية ان تلاقي الاتحاد في منتصف الطريق حتى لا تبقى متفرجة في موسم ربما يكون واحدا من اغرب المواسم في كرة القدم اللبنانية.