إنتهت مرحلة الذهاب من الدوري الفرنسي لكرة القدم حيث شهدت هذه المرحلة الكثير من الأمور التي يجب التوقف عندها خاصة مع بقاء ​باريس سان جيرمان​ من دون منافس حقيقي في الصدارة، عوضه المنافسة الشرسة على المركزين الثاني والثالث المؤهلين لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم الموسم المقبل بجانب مراكز اليوروبا ليغ دون نسيان معركة الهبوط وهي عناوين سنحاول الإضاءة عليها في هذا التقرير مع الإشارة إلى أنه هناك 3 مباريات من مرحلة الذهاب لم تلعب بسبب عدة ظروف.

البي أس جي في الصدارة، أولمبيك ​مارسيليا​ يستعيد شيئا من بريقه و​ستاد رين​ يكمل ما بدأه الموسم الماضي

ما زال الفريق الباريسي يغرد وحيدا في صدارة الليغ 1 مبتعدا بفارق 7 نقاط عن غريمه التقليدي أولمبيك مارسيليا مع امتلاك الباريسيين لمباراة مؤجلة.

وكما العادة، وبفضل الإمكانات الفنية المميزة هجوميا، اعتمد أبناء المدرب توماس توخيل على القوة الهجومية وكانوا أفضل خط هجوم في الدوري وكان لافتا عدم تعادل الفريق ولا مرة في الدوري لحد الآن مقابل 3 خسارات فقط ومن دون أي مفاجآت، سيكون الباريسيون على موعد مع الحفاظ على لقب الدوري لسنة جديدة رغم أن أولمبيك مارسيليا الوصيف يحلم بإزاحته عن المركز الأول مع فارق النقاط الثماني، لكن الواقعية تفرض على مارسيليا التفكير بالتشبث في مركز الوصافة.

وقدم الفريق تحت قيادة المدرب أندريه فيلاس بواس مرحلة ذهاب جيدة للغاية واحتل المركز الثاني عن جدارة وأبرز ما ميّز الفريق هو التوازن الواضح بين الدفاع والهجوم وأهم ما لفت النظر في مارسيليا هو أن الفريق لديه شخصية قوية ويعرف كيف يفوز ويحسم المباريات وهو سيضع هدفا واضحا له هذا الموسم ألا وهو تحقيق المركز الثاني وبالتالي حجز بطاقة مؤهلة لدوري الأبطال الأوروبي الموسم المقبل.

وبعدما قدم موسما مميزا في العام الماضي، تابع استاد رين عروضه الأكثر من مميزة حيث نجده بعد انتهاء مرحلة الذهاب في المركز الثالث برصيد 33 نقطة مع أداء ملفت خاصة من الناحية الدفاعية وهذا يعود للعمل الجيد للغاية الذي يقوم به المدرب جوليان ستفيان برفقة الفريق لكن الأهم حاليا هو الإستمرار بنفس النسق خلال مرحلة الإياب ومحاولة صد هجمات الفرق الأخرى نحو المركز الثالث والذي يطمح رين لحصده من أجل تحقيق مشاركة تاريخية في دوري الأبطال الموسم المقبل.

ست نقاط تفصل بين أحد عشر فريقا من المركز الرابع حتى الرابع عشر ومعركة شبه مفتوحة على المراكز من الثالث حتى السادس

مع وجود ليل في المركز الرابع برصيد 31 نقطة وخلفه نانت برصيد 29 نقطة ثم بدء اصطفاف الفرق بفارق بسيط وصولا حتى المركز الرابع عشر، يمكن القول بأننا نشهد معركة مفتوحة على المراكز المؤهلة لليوروبا ليغ الموسم المقبل ولم قد تنقلب الصورة أكثر وتصبح هذه الفرق قادرة على المنافسة على المركز الثالث المؤهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

وإذا ما نظرنا إلى أسماء تلك الفرق، نستطيع قراءة العديد من التفاصيل أولها تراجع أولمبيك ليون وتقديمه لموسم مخيب للآمال لحد الآن وهو ما دفع ثمنه المدرب سيلفينيو الذي تمت إقالته والإستعانة بخدمات المدرب رودي غارسيا لكن الفريق حاليا في المركز الثاني عشر برصيد 26 نقطة حيث سيكون غارسيا مطالبا بتحسين الأداء الجماعي للفريق من أجل حصد المزيد من النقاط وعدم الخروج من هذا الموسم خالي الوفاض.

كما لفت النظر في مرحلة الذهاب نادي أولمبيك ريم والذي حصل على 28 نقطة وكان رغم ضعفه الهجومي الواضح حيث لم يسجل إلا 16 هدفا لكن اللافت كان أنه أفضل خط دفاع بجانب باريس سان جيرمان حيث لم تهتز شباكه إلا 10 مرات وهذا ما يعود إلى العمل المميز الذي يقوم به المدير الفني للفريق ديفيد غيون كما كان نادي موناكو جيدا للغاية برصيد 28 نقطة وأنهى مرحلة الذهاب عند المركز السابع وكان يمكنه تحقيق المزيد لولا المشاكل الدفاعية التي حرمته من عدة نقاط هامة لكن ملخص القول بأننا سنكون أمام مرحلة إياب من مستوى عالي وكل مباراة بين هذه الفرق ستكون بمثابة مباراة الست نقاط وأغلب الظن أن الصورة لن تتوضح إلا بمجيئ الربع الأخير من الموسم لنكون أمام صراع شرس في الدوري الفرنسي سيعوض بلا شك عن حسم هوية الفائز باللقب والسيطرة المتوقعة مرة جديدة للبي أس جي على المركز الأول في الدوري.

صراع شرس على تجنب الهبوط و​تولوز​ وأولمبيك نيم أبرز المرشحين لوداع الليغ 1

فيما خص صراع الهبوط، يبدو هناك خمس فرق تتصارع فيما خص النجاة من الهبوط وعدم تذوق مرارة هذا الكأس.

أول هذه الفرق هي ​ديجون​ صاحب النقاط الثمانية عشر مثله مثل ميتز فيما لدى أميان 17 نقطة وهما يتنافسان على المركز الثامن عشر والذي يخوض صاحبه ملحق الهبوط مع ثالث الليغ 2 أما آخر مركزين وهما أولمبيك نيم وتولوز الذي لديهما فقط 12 نقطة وخاضا مرحلة ذهاب سيئة للغاية حيث بدا أولمبيك نيم الأسوأ هجوميا في الدوري حيث لم يسجل إلا 13 هدفا أي بمعدل تهديفي وصل إلى 0.68 هدف في المباراة الواحدة بجانب اداء دفاعي كارثي لكنه بقي أفضل من الأداء الدفاعي لتولوز والذي تلقت شباكه 39 هدفا وهو بعدما كان في المواسم السابقة ينافس على المراكز المتقدمة والمؤهلة للبطولات الأوروبية في الدوري بدا الآن في مهمة صعبة للغاية من أجل قلب الموازين والإستمرار لموسم آخر في الليغ 1 إلا إذا ما كانت كلا الفريقين تولوز ونيم يخبئان مفاجأة كبرى في مرحلة الإياب ويخلطان أوراق المنافسة رأسا على عقب.