ربما تكون الرياضة اللبنانية واحدة من أكثر القطاعات التي تأثرت بما يحدث على الساحة منذ أكثر من شهرين خاصة بعدما فرضت الأوضاع حالة من الجمود في مختلف الرياضات وخاصة كرة القدم والتي ما تزال تائهة بين الكثير من التخبطات والقرارات العشوائية والتي ستلقي بظلالها من دون أدنى شك حول الكثير من الاستحقاقات التي ستخوضها المنتخبات اللبنانية، لا سيما مشاركة المنتخب الأول في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة الى ​مونديال 2022​ و​كأس آسيا2023​، وكل من ​العهد​ و​الأنصار​ في ​كأس الإتحاد الآسيوي​.

وقبل نحو شهر على انطلاق منافسات كأس الإتحاد الآسيوي لا يزال الوضع غامضاً بالنسبة لما يمكن ان يقدمه كل من العهد حامل اللقب والأنصار في ظل توقف الدوري عند المرحلة الثالثة في الوقت الذي لم يلعب العهد سوى مباراة محلية واحدة، أضف الى ذلك مغادرة عدد من اللاعبين الأجانب وتكبد بعض الفرق مبالغ طائلة نظير عدم مشاركتهم الامر الذي اضطر بعضها للاستغناء عن خدماتهم او الاستفادة من اعارتهم في فترة الانتقالات الشتوية.

كل تلك المؤشرات الخطيرة وضعت الدوري اللبناني في مهب الريح خاصة وان اي قرار بشأن استئناف البطولة او الطريقة التي ستعتمد لناحية هبوط الأندية او غياب اللاعبين الأجانب او حتى اعتماد الدوري من مرحلة واحدة مع اقامة مربع ذهبي في نهايتها، لم يعتمد حتى الآن في ظل الخلافات العميقة التي تسود "مجتمع" كرة القدم في لبنان.

من المؤسف حقاً ان تدخل كرة القدم اللبنانية هذا النفق، وكأن كرتنا ينقصها المزيد من الصدمات مع العلم انها تعاني أصلاً، فكيف اذا باتت الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص جزء لا يتجزأ من الحالة الصعبة التي يعيشها الوطن والتى أرخت بظلالها على الجميع في وقت بات التفكير بالمصير الإجتماعي والوظيفي والمعيشي أهم من أي أمور أخرى.

ربما يتفهم البعض عدم تمكن اتحاد الكرة حتى الآن من التوصل الى قرار يساعد في مهمة انقاذ اللعبة، لكن أي اتجاه لإلغاء الموسم قد لا يكون الحل خاصة وان اي حلول للأزمة اللبنانية لا تبدو واضحة للعيان مما يعني ان الإلغاء قد يجر تأجيلاً للموسم المقبل والتأجيل ربما يسفر عن إلغاء جديد وهكذا.

وعلى الرغم من الأحوال السائدة في لبنان، الا اننا امام مهمة عدم تحويل الرياضة الى قطاع فاشل، لذلك ربما يتعين على المسؤولين عن الكرة اللبنانية اجتراح حلول مؤقتة تقضي باستكمال الموسم بطريقة او باخرى وترك الحرية للأندية بمسألة اللاعبين الأجانب لكن بشرط الغاء الهبوط من أجل عدالة المنافسة وهو امر ربما ما يزال في متناول اليد لأن الاستمرار في توقف المنافسات سينعكس سلباً من دون شك على اللعبة بأكملها، فهل المفروض ان نطلب من الاندية اقفال ابوابها ام خوض دورات ودية لا تسمن ولا تغني عن النشاط الرسمي لاتحاد الكرة في لبنان؟.