أسدل الستار مساء أمس على مرحلة الذهاب من الدوري الإنكليزي لكرة القدم حيث جرت على مدار خمسة أشهر بدءا من آب وصولا إلى كانون الأول 19 جولة، ما يعني أن منتصف الدوري قد انتهى وبدأت معالم المنافسة على كل الجبهات، سواء اللقب، المراكز الأوروبية وتجنب الهبوط تتبلور ما جعل من الضرورة التوقف عند هذه المحطة الهامة من الدوري والحديث عن أبرز ما حصل وما يمكن أن يحصل في النصف الثاني من الموسم الذي يبدأ اليوم مع الإشارة إلى أنه هناك مباراة مؤجلة لليفربول أمام ويست هام والتي من المفترض أن تقام في شباط القادم.

ليفربول يقترب من حلم طال انتظاره، ​السيتي​ يخيّب الآمال وليستر سيتي حصان الذهاب الأسود

يبدو بأن ليفربول بات قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلم لقب البريميير ليغ بعد سنوات عجاف طالت وطالت إذ نجح الفريق لحد الآن في تقديم مرحة ذهاب أقل ما يقال عنها أنها مثالية إذ حقق الفريق 52 نقطة من أصل 54 نقطة ممكنة أي 17 انتصارا وتعادلا بجانب بقاء مباراة مؤجلة له مع ويستهام والأهم من هذا كله أنه يبتعد عن منافسه الأشرس، مانشستر سيتي الثالث بفارق 14 نقطة مع إمكانية رفعه إلى 17 نقطة في حال فوز ليفربول بالمباراة المؤجلة.

السيتي وعلى الرغم من قوته الهجومية الكبيرة مع المدرب بيب غوارديولا لكنه دفع لحد الآن غاليا ثمن الأخطاء الدفاعية والتي جعلته يصيع نقاطا ثمينة أبعدته بشكل كبير عن المنافسة حيث يحتاج فعليا إلى شبه معجزة كي يقلب الطاولة في النصف الثاني من الدوري وهو أمر ليس مرتبط به وبمستواه فقط بل بمدى تعثر ليفربول في أكثر من مباراة وهو أمر مستبعد نوعا ما في ظل الأداء الرفيع المستوى الذي يقدمه رجال المدرب يورغن كلوب.

الحصان الأسود في الدوري لحد الآن هو ليستر سيتي صاحب المركز الثاني، والذي فاجأ الجميع مع المدرب براندون رودجرز، حيث قدّم الفريق كرة قدم جيدة للغاية مع توازن بين الأداء الدفاعي والهجومي حيث يملك الفريق كل المقومات من أجل الإستمرار ولم لا خطف مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل وهذا هو الهدف الرئيسي حاليا لليستر سيتي.

تعثرات بالجملة لكبار القوم في إنكلترا وشيفيليد يونايتد ​وولفرهامبتون​ يخطفان الأضواء

يمكن وصف القسم الأول من الدوري الإنكليزي بالمخيب للآمال بالنسبة للفرق الكبرى في إنكلترا وتحديدا على وجه الخصوص، ​تشيلسي​، مانشستر يونايتد، ​أرسنال​ ​وتوتنهام​ حيث لم تقدم الفرق الأربعة ما كان منتظرا منها بغض النظر عن المراكز التي يحتلها كل فريق حاليا.

البداية من تشيلسي الذي لم يكن مقنعا كثيرا مع المدرب فرانك لامبارد حيث يجد الفريق نفسه بالمركز الرابع مع 32 نقطة، وهو أمر جيد ربما من ناحية مركز مؤهل لدوري الأبطال لكن الآمال على لامبارد كانت أكبر خاصة أن الفريق خسر 7 مرات وهو رقم كبير فعليا مع أداء دفاعي لم يكن قويا بما فيه الكفاية أما أرسنال فحدث ولا حرج حيث كانت البداية سيئة للغاية ودفع ثمنها المدير الفني أوناي إيمري الذي أقيل من منصبه ثم استلم السويدي ليونبيرغ الإدارة الفنية بشكل مؤقت قبل وصول الإسباني أرتيتا قبل أيام لهذا المنصب.

أرسنال يحتل حاليا المركز الحادي عشر برصيد 24 نقطة مع تحقيق الفوز 5 مرات فقط وهو ما عكس التفكك التكتيكي لأرسنال وغياب أي شكل هجومي أو دفاعي واضح ليكون أرتيتا أمام مهمة صعبة للغاية في إعادة الفريق لمراكز المقدمة حيث يبدو بأن أرسنال سيخوض موسما محليا آخر للنسيان. رابع الكبار هو توتنهام هوتسبير والذي أقال مدربه ماوريسيو بوتشيتينو عقب بداية مهزوزة للغاية حيث لم يكن لديه أي جديد من أجل تقديمه برفقة الفريق ليتم الإستعانة بخدمات المدرب جوزيه مورينيو الذي حسّن من شكل الفريق لكنه يحتاج إلى مزيد من العمل كي ينافس الفريق على بطاقة مؤهلة لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

مفاجأة الموسم السارة كانت فريقي وولفرهامبتون وشيفيليد يونايتد، فوولفرهامبتون مع المدرب نونو سانتو يقدم موسما مميزا لحد الآن وهو في المركز الخامس برصيد 30 نقطة أي بعيد عن المشاركة في دوري الأبطال بفارق نقطتين فقط وأبرز ما يميز الفريق هو الإنضباط التكتيكي والتوازن في طريقة اللعب أما شيفيليد يونايتد مع المدرب كريس ويلدير فأصبح فريقا ذو شخصية قوية ويلعب دون خوف أمام كل الفرق مع أداء دفاعي مميز حيث لم تهتز شباك الفريق إلا 17 مرة نتيجة الإنضباط التكتيكي العالي لدى الفريق.

وضع ​نورويتش سيتي​ و​واتفورد​ معقد للغاية وصراع البطاقة الثالثة في معركة الهبوط يدور في فلك أكثر من خسمة فرق

لا يختلف اثنان بأن فريقي نورويتش سيتي وواتفورد هما الفريقان المرشحان بشكل قوي للغاية من أجل الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى حيث يتذيل نورويتش جدول الترتيب برصيد 12 نقطة ثم 13 نقطة لواتفورد مع أداء هجومي ودفاعي أقل بكثير من المتوقع إذ يبتعد واتفورد صاحب المركز التاسع عشر بفارق 6 نقاط عن أول الناجين أي أنه بحاجة إلى كثير من الجهد هو ونورويتش إذا ما أرادا قلب الطاولة على الجميع ومخالفة التوقعات.

أما صراع المركز الثامن عشر وهي آخر البطاقات في صراع الهبوط فيحتله حاليا أستون فيلا برصيد 18 نقطة لكنه يتنافس بقوة مع خمسة فرق أخرى تفصل بينها 5 نقاط وهي فعليا مهددة في حال تعرضها لأي خسارة بأن تدخل المعركة وبقوة. ومن هذه الفرق إيفرتون الذي تعاقد مؤخرا مع المدرب كارلو أنشيلوتي الذي يأمل في انتشال الفريق من محنته والصعود أكثر وأكثر نحو المناطق الدافئة.