اكتفى ​الهلال السعودي​ بالمركز الرابع في ​كأس العالم للأندية​ بعدما خسر بركلات الترجيح 4-3 أمام ​مونتيري المكسيكي​ عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 2-2 في المباراة التي جرت لتحديد المركز الثالث والرابع على ستاد خليفة الدولي بالعاصمة القطرية ​الدوحة​. المدير الفني لمونتيري المكسيكي ​أنطونيو محمد​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع أنخيل زالديفار كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني للهلال ​رازفان لوسيسكو​ بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع ​جيوفينكو​ و​عمر خريبين​ في خط الهجوم.

الشوط الأول:

المباراة بدأت بشكل هادئ نسبيا حيث حاول كل طرف فرض سيطرته على الآخر، الهلال اعتمد على التحركات من طرفي الملعب لمد رأس الحربة عمر خريبين بالكرات في العمق أما مونتيري فسعى أيضا إلى ضرب الخط الدفاعي للهلال بالكرات القصيرة في المساحات بين خطي الوسط والدفاع لكن الأمور بقيت متكافئة مع لعب هجومي مفتوح، هجمة من هنا وهجمة من هناك. ومع عدم رغبة أي فريق بالإندفاع الزائد للأمام، حاول الهلال الإعتماد على الضغط في وسط الملعب وهو ما جعل الأمور تسير بشكل أفضل للهلال مع تقدم الأظهرة وعكس الكرات العرضية لينجح إدورادو في تسجيل الهدف الأول للهلال عند الدقيقة 35. بعدها حاول الفريق المكسيكي إظهار ردة الفعل ومحاولة العودة لكن الهلال عرف كيف ينهي الدقائق العشر المتبقية في هذا الشوط ويبقي النتيجة على حالها ليدخل الفريقان غرف الملابس والهلال متقدم 1-0.

الشوط الثاني:

مونتيري بدأ الشوط الثاني بشكل جيد مع تعليمات واضحة من مدرب الفريق محمد في التحرك أكثر بوسط الملعب والضغط على حامل الكرة عند الهلال، ومع غياب الفعالية الهجومية المطلوبة للهلال ومن أجل تنشيط العمل الهجومي في الكرات المرتدة، قام مدرب الهلال لوسيسكو بإخراج رأس الحربة عمر خريبين وإدخال غوميز لكن مونتيري استغل المساحات في دفاع الهلال والبعد التكتيكي بين خطوطه الثلاثة من أجل تسجيل هدفين عند الدقيقة 55 ثم الدقيقة 60 عكست ضعف الهلال من الناحية الذهنية والهبوط المعتاد في هذه الفترة من كل مباراة ليقوم لوسيسكو بالتحرك من جديد وإدخال هاتان باهيبري مكان كويلار من أجل العودة إلى الصورة الهجومي مع تراجع الفريق المكسيكي للخلف واعتماد اغلاق العمق الدفاعي ثم لعب الكرات المرتدة لكن الهلال سرعان ما عدل الأوتار وسجل عبر غوميز هدف التعادل عند الدقيقة 66. في آخر 20 دقيقة بدت المباراة سريعة حيث رغب كلا الفريقين في تسجيل هدف لمصلحته من أجل تجنب الذهاب إلى الأشواط الإضافية غير أنه رغم الفرص لم تتغير الأمور وسط تألق حارسي المرمى، وسعي كل مدرب إلى الزج بكل أوراقه خاصة أنطونيو محمد الذي أعطى خط الوسط نزعة هجومية أكبر لكن تجنب شر لعب شوطين إضافيين كاملين لم يحصل مع بقاء النتيجة 2-2.

الأشواط الإضافية:

الأمور في الأشواط الإضافية بدت واضحة مع حلول التعب على لاعبي الهلال نتيجة خوضهم لعدة مباريات في ظرف أقل من أسبوع ليفرض الفريق المكسيكي سيطرته على المباراة إنما من دون القدرة على حسمها مع تراجع الهلال للخلف واكتفاء باللعب الدفاعي ثم محاولة التقدم للأمام فقط عبر الهجمات المرتدة لكن الدقائق الثلاثين من الأشواط الإضافية لم تحمل أي جديد ليحتكم الفريقين لركلات الترجيح والتي حسمها الفريق المكسيكي لمصلحته 4-3 وخطف برونزية كأس العالم للأندية.

ملاحظات عامة:

مرة أخرى يهبط أداء الفريق الهلالي في الشوط الثاني ويفرط بتقدمه وهو ما حصل أيضا في مباراة النصف النهائي أمام ​فلامنغو البرازيلي​ وهذا يعود إلى أمرين، الأول العامل البدني والذي كان واضحا مع تعب الفريق وهذا ليس باليد نتيجة الضغط الهائل للمباريات وخوض 3 مواجهات في أسبوع واحد أما الأمر الثاني فهو الضعف الذهني الواضح وغياب التركيز في بداية الشوط الثاني، أمر يتحمله بلا شك مدرب الفريق الروماني لوسيسكو.

يجب مدح مدرب الفريق المكسيكي أنطونيو محمد والذي على الرغم من عودة بعض اللاعبين الأساسيين للمكسيك من أجل التحضير للدوري المحلي لكنه ظهر في مواجهة الهلال كفريق قوي وصلب وهذا يعود للعمل التكتيكي الجيد الذي رسمه مع الفريق حيث لا يهتم بالأسماء بقدر المجموعة والقدرة على استخلاص الأفضل من كل فرد، أمر ظهر بوضوح خلال مواجهة الفريق السعودي.