ربما هي من المرات النادرة التي تنتهي فيها مواجهة الكلاسيكو بين برشلونة و​ريال مدريد​ برضى الطرفين على الرغم من ان المباراة انتهت بالتعادل السلبي، لكن ربما يكون مفيداً ان تلك النتيجة السلبية تركت الكثير من الإيجابيات داخل الملعب وخارجه ليس أقلها بقاء الوضع على ما هو عليه بالنسبة لترتيب الفريقين في الدوري الإسباني لكرة القدم.

يمكن القول ان مواجهة الكلاسيكو فرضت الكثير من الوقائع لعل أولها انها لم تترجم أفضلية ريال مدريد الى انتصار على غريمه التقليدي في معقله، وذلك لان مثل هذا الانتصار كان سيشعل المزيد من الاحتجاجات خارج الملعب، مع ان تلك النتيجة لم تمنع من وقوع اضطرابات بعد المباراة أدت الى سقوط العديد من الجرحى.

أضف الى ذلك ان مواجهة الكلاسيكو كشفت حجم الهوة الفنية بين ما يقوم به لاعبو برشلونة على ارض الملعب وبين الخطط الفنية التي يضعها المدرب أرنستو ​فالفيردي​، والذي بدا في بعض مراحل المباراة عاجزاَ عن اعادة هوية الفريق الكاتالوني، والتي لطالما أبهرت مدرجات الكامب نو وحتى سانتياعو برنابيو باداء فني راق حقق الكثير من الانتصارات.

في المقابل يمكن اعتبار الاداء الذي قدمه ريال مدريد خلال مواجهة الكلاسيكو أمام برشلونة، مقدمة لما يمكن ان يشكله الميرينغي من ضغط على غريمه التقليدي في معركة المنافسة الجدية على لقب الليغا هذا الموسم، خاصة بعد الاداء الجيد الذي قدمه في الكامب نو على الرغم من ان اللاعبين عجزوا عن هز شباك الحارس تير شتيغن.

ومع ذلك يمكن اعتبار التعادل السلبي بين الغريمين بمثابة انتصار لعشاق المتعة ومتابعي الدوري الإسباني لكرة القدم، وفرصة لمزيد من الاثارة في الجولات المقبلة وهذا بحد ذاته سيسمح للفريقين بمتابعة الجولات القادمة بالزخم عينه والذي قادهما حتى الآن الى اقتسام الصدارة فيما بينهما بعد مرور سبع عشرة جولة على انطلاق الليغا.

لكن التعادل السلبي بين برشلونة وريال مدريد هو ايضا استكمال للمسار الذي رسمه الفريقين عن غير قصد هذا الموسم والذي يبدو في الظاهر ان اي منهما لا يريد الانفراد في الصدارة وهو ما تجلى بعدم استغلال اي منهما لتعثر الآخر في الجولات السابقة ليأتي التعادل السلبي في مباراتهما الأخيرة مكملاً لما بات يسمى بسياسة " لن أفوز اذا لم تفز أنت".

يبقى القول ان كل من برشلونة وريال مدريد سيدخلان الجولة التي تسبق العطلة الشتوية براحة معنوية نتجت عن برودة الصدام الثنائي بينهما داخل الكامب نو خلافاً لكل التوقعات التي سبقت مواجهة الكلاسيكو المؤجلة والتي لعبت الظروف السياسية دوراً هاماً في تحويلها الى منصة من أجل توجيه الكثير من الرسائل سواء عبر المدرجات أو وسائل الإعلام