سجّل نادي المتّحد فوزه الأول في بطولة لبنان لكرة السلة في ١٧ تشرين الأول على النادي الرياضي في المنارة وكانت المباراة الأخيرة في بطولة لبنان للموسم الحالي بسبب الاحوال التي عصفت بالبلاد في اليوم نفسه وما رافقها من نتائج.

الأمر الذي أجبر الاتحاد اللبناني للعبة على تعليق كافة المباريات وبالرغم من ان الامور ما زالت ضبابية الّا انّ الاتحاد اللبناني لكرة السلّة حدّد موعدا لاستكمال البطولة بتاريخ ٧ كانون الثاني من العام الجديد.

فهل الأنديّة قادرة على استئناف البطولة، أم انّ الاتحاد وضع مصير الدوري بملعب الأنديّة لتتحمل بنفسها عاقبة توقّف البطولة اللبنانية للموسم الحالي؟

مندوبة صحيفة "السبورت" الالكترونية وقفت على اراء بعض المدربين عن واقع انديتهم ومصير البطولة لهذا الموسم،وجاءت بالاحاديث التالية:

مدرب ​بيبلوس​ جورج جعجع:

لا يخفى على أحد الأزمة المالية التي تعاني منها الأنديّة اللبنانية منذ سنوات وصعوبة اقناع الممولين بتقديم الدعم المالي. بعض الأندية لم تتمكن حتى من دفع رواتب الموسم الماضي للاعبين والمدربين، فكيف ستتمكن من تأمين الرواتب في ظلّ غياب السيولة في لبنان مؤخرا.

علما انّ العملة المعتمدة في عقود اللاعبين والمدرّبين هي "الدولار" حسبما شرح مدرّب نادي بيبلوس جورج جعجع، وهو كباقي المدربين يتمنى ان تستمر البطولة ويتمّ تتويج رابح في الملاعب ولكنّه وكباقي المدربين ايضا يجد الأمر صعبا في ظلّ الظروف التي تمرّ بها البلاد وفي ظلّ الواقع الذي فُرض على بعض الأنديّة بسبب سفر عدد من اللاعبين اللبنانيين لارتباطهم بعقود جديدة خارج لبنان او بسبب عودة بعض اللاعبين اللبنانيي الأصل الى بلدان الاغتراب، فأصبح عدد اللاعبين اللبنانيين محدودا.

ويشرح جعجع لمندوبة صحيفة "السبورت" الالكترونية انّ معظم الأندية تعاني من مشاكل ماديّة كبيرة، وفي مقدّمها نادي هومنتمن الذي سارع الى انهاء عقود اللاعبين فور انطلاق الأزمة، يليه نادي الحكمة. واضاف انّه في حال اصرار الاتحاد على استكمال البطولة فمن الممكن ان يشارك اربع او خمس فرق فقط، ويجهل جعجع مصير نادي بيبلوس، خصوصا وانّه اي جعجع سينتقل الى دبي، لينضم الى الأكاديميّة التي يؤسسها فادي الخطيب صاحب “champs” وفؤاد جرجس صاحب “step ahead “ تحت اسم “champs ahead”، لتمرين وتأهيل المواهب من طلاب المدارس والجامعات في الخليج.

مدرب اطلس ايلي نصر:

اشتقنا واشتاق لبنان لكرة السلّة يقول مدرّب اطلس ايلي نصر، ويؤيد بقوّة استئناف البطولة ولكنه اضاف انّه لا يرَ انّ الظروف في لبنان مناسبة لاستكمال البطولة ولأسباب كثيرة، مؤكدا احترامه وتقديره لجهود الاتحاد ورئيسه.

فالظروف الاقتصادية في انهيار يومي والأندية تعاني منذ سنوات من صعوبة ايجاد مستثمرين ورعاة لدعم اللعبة. ولو توفرّوا اليوم فان السيولة غير متوفّرة.

وتساءل نصر كما بقيّة المدربين والمعنيين باللعبة عن كيفيّة الانتقال من زحلة الى طرابلس مثلا، او من بيروت مرورا على جسر الرينغ الى الشانفيل في ظلّ اقفال الطرقات احيانا والاشكالات الأمنية احيانا اخرى. أضف الى كلّ ذلك سفر عدد من اللاعبين اللبنانيين الى خارج لبنان وعودة المغتربين.

هذا الواقع يحرج البطولة ويعقّد امكانية استئنافها. الّا انّ اطلس واندية اخرى مستعدون للمشاركة في البطولة في ٧ كانون الثاني في حال تمكّن الاتحاد من تأمين السيولة من الفا من جهة، ومحاولة ايجاد حلّ لتفادي انتقال اللاعبين بين المناطق من جهة أخرى.

نادي اطلس لم يضع موعدا ولا جدولا لانطلاق التمارين تحضيرا ل٧ كانون الثاني، وهي حال كلّ الفرق اللبنانية باستثناء النادي الرياضي وهوبس. الأندية اللبنانية غير جاهزة لاستئناف البطولة، على الأقل بتاريخ ٧ كانون الثاني ٢٠٢٠، اي بعد حوالي ٢٠ يوما وهي فترة غير كافية لتحضير اللاعبين في ظلّ كلّ الظروف الاستثنائية التي يعيشها لبنان والأندية اللبنانية، خصوصا وانّه يتخلل هذه الفترة التحضيرية عطلتي الميلاد ورأس السنة.

نادي ​المتحد​ مروان خليل

وفي طرابلس، عروس الثورة، نادي المتّحد أمام حالة خاصة. لا يزال المدرّب مروان خليل ينتظر قرار ادارة النادي حول قدرة وامكانيّة النادي استئناف البطولة او لا. خليل يؤكد انّ كلّ مدرّب ولاعب وناد يتمنى ان يلعب كرة السلّة وينافس ويتوّج بطلا في الملاعب.

ومتابعة البطولة بأي ظروف افضل بكثير من عدم متابعتها، معتبرا انّ الاتحاد مسؤول عن توفير الظروف الملائمة لاستكمال اللعبة حتى لو اضطر الى تعديل القانون.

ولكنّه اضاف انّ الأمور ليست بهذه السهولة وتحديدا لنادي المتحّد فمعظم لاعبيه يعيشون خارج طرابلس، فمن يتحمّل مسؤوليّة أمنهم والتحاقهم بالتمارين اليومية اذا تقررت؟ ومن يضمن وصول اللاعبين الى الملاعب لخوض المباريات؟

تأجيل البطولة سمح للأندية بانهاء العقود، وبالتالي دفع باللاعبين اللبنانيين الى توقيع عقود جديدة خارج لبنان، والمغتربين الى مغادرة لبنان.

فتقلّصت بالتالي الخيارات، وزادت الثغرات في بعض المراكز، وهذه مشكلة أخرى تواجهها الأنديّة في حال استكملت البطولة. وككل ازمة يبقى الخاسر الأكبر كرة السلّة اللبنانيّة واللاعب اللبناني.

عزاء المتحد والمدرّب مروان خليل انّ المباراة الأخيرة التي ربحها امام الرياضي قبل توقّف البطولة ستبقى مصدر فخر له ولفريق المتّحد المتواضع.

نادي هوبس جاد الحاج

وبدوره مدرّب نادي هوبس جاد الحاج يتوقّف عند الظروف نفسها الذي ذكرها ويذكرها الجميع ولكنه يفضّل ان تُستأنف البطولة ولو بعدد قليل من الأندية على ان تتوقف.

ويتابع انّ على الاتحاد والاندية اقتراح سلسلة من الحلول، وعدم الاستسلام ابدا. ومن الممكن مثلا متابعة البطولة على ملعب حيادي ومن الممكن اللجوء الى تعديل قوانين اللعبة بسبب الظروف الاستثنائية، واعتماد الافضل والأنسب، ولكن المهم الا تتوقف البطولة مهما كانت الظروف.

ويضيف الحاج ان كرة السلة لم تعد مجرّد رياضة للتسلية، انّما هي مصدر رزق لعدد كبير من اللاعبين والمدربين.

جاد يحضّر فريقه للمواجهة في ٧ كانون الثاني، علما ان الاتحاد ذكر ان فرق المربع الذهبي ملزمة بالتوقيع مع لاعبين اجنبيين، فهل ستتمكّن الفرق من الالتزام وتأمين السيولة؟

انيبال زحلة داني عموس

لا يختلف الوضع في نادي انيبال زحلة العائد الى درجة الأضواء عن الوضع في الأندية الأخرى، واعتبر داني عمّوس مدرّب النادي انّ استكمال البطولة هو قرار سليم وصحّي لكرة السلّة اللبنانيّة واضاف انّ لاعبي نادي انيبال مستعدون للتضحيّة لتستمر اللعبة ولكن الأزمة ليست محصورة برواتب اللاعبين والمدربين.

وتاريخ ٧ كانون الثاني لاستئناف البطولة لم يكن خيارا منطقيا في ظلّ الظروف الحاليّة، مضيفا انّه كان حرّي على الاتحاد اختيار شهر أذار مثلا، لاعطاء كلّ الاطراف الوقت الكافي لوضع خطط مناسبة لاستكمال البطولة وضمان امكانية نجاحها.

نادي انيبال، ادارة ولاعبين، لم يتخّذوا اي قرار بعد حول المشاركة او الانسحاب من البطولة، ولا موعدا محددا للتمارين في اروقة النادي بعد.

فرغم انّ الكرة الآن في ملعب الأندية ومصير البطولة تقع على عاتقهم، الّا انّ نزاع الأندية وواقع كرة السلّة لم يبدأ في ١٧ تشرين الأول، والحلّ لا يملكه طرف واحد او جهّة واحدة.

اجواء البطولة ضبابية، واجوبة كثيرة غير مكتملة، هل يشارك الجمهور ام لا؟ هل ستنقل المباريات عبر شاشة تلفزيون او من خلال شركة الفا او لا نقل تلفزيوني؟ هل تتأمن السيولة وكيف؟ ما هو مصير الهومنتمن والحكمة وبيبلوس؟.