كان يقال عن منافسات كأس العالم للأندية انها بطولة معروف مسبقاً هوية الفائز بها او المتأهلين الى الدور نصف النهائي، حيث المواجهة مع بطل ​أميركا الجنوبية​ والأخرى مع بطل أوروبا ليفضي الأمر في النهاية لمواجهة بين بطلي القارتين كما في أغلب النسخات السابقة.

إلا ان المشهد بدأ يعرف نوعا من التغيير منذ النسخة الماضية بعد بلوغ العين الإماراتي المباراة النهائية قبل أن يخسر أمام ​ريال مدريد​، لكنه أسس لمرحلة جديدة في كأس العالم للأندية بدأت بوادره تلوح في الأفق هذا العام، مع تأهل ​الهلال​ السعودي الى الدور نصف النهائي على الرغم من مشاركته الأولى في البطولة العالمية.

فرض الهلال بطل دوري أبطال آسيا نفسه كواحد من الفرق المؤهلة للعب دور في النسخة الحالية خاصة بعد المستوى المتألق الذي قدمه في مباراته الأولى امام الترجي التونسي والذي جاء استكمالاً لما فعله في البطولة الآسيوية منذ بدايتها وحتى تتويجه باللقب على حساب أوراوا الياباني.

بدا واضحاً ان الفرق العربية والتي لطالما سعت للمشاركة في كأس العالم للأندية من خلال الفوز سواء بدوري أبطال آسيا أو افريقيا، لم تعد ترغب بما يسمى شرف المشاركة خاصة في ظل رغبة العديد منها بترك بصمة في هذا المحفل العالمي وهو ما فعله العين في العام الماضي وما يخطط له الهلال في النسخة الحالية المقامة في الدوحة.

يبدو الهلال السعودي على بُعد خطوة واحدة من تكرار الانجاز الذي حققه العين الإماراتي في العام الماضي، لكن ذلك لن يتحقق قبل تخطي فلامنغو البرازيلي بطل كأس الليبرتادوريس يوم الثلاثاء وهي مواجهة تحمل الكثير بالنسبة للهلاليين لكونها ستضعهم بوجه مدربهم السابق خورخي خيسوس والذي أطلق الكثير من التصريحات الاستفزازية قبل تلك المباراة المنتظرة.

مهما يكن من امر، يمكن اعتبار النسخة الحالية من ​بطولة كأس العالم للأندية​ محطة جديدة لتعزيز التواجد العربي في البطولات الكبرى هذا العام خاصة بعد السيطرة العربية على بطولات المنتخبات والاندية سواء في آسيا أو افريقيا وهو ما يعني استمرار زخم هذا التفوق بانتظار ما ستؤول له تلك المحاولات على طريق الاقتراب أكثر من مستويات الاندية في كل من اوروبا واميركا الجنوبية.

يبقى القول ان نجاح الهلال في بلوغ المباراة النهائية من عدمه، لا يغير من حقيقة المعايير التي ارساها الدوري السعودي للمحترفين والذي نجح الى حد بعيد في منح الأندية والمنتخبات السعودية الفرصة من أجل اثبات التواجد في المحافل العالمية خاصة بعد ارتفاع المستوى الفني للمسابقات السعودية بفضل التطبيق المميز لقوانين الاحتراف والتعاقدات الهائلة مع لاعبين مميزين من خارج الحدود.