يمكن اعتبار النسخة الأخيرة من ​بطولة كأس الخليج​ الرابعة والعشرين استثنائية بكل المعايير خاصة بعد تتويج ال​منتخب البحرين​ي بطلاً لها للمرة الأولى في تاريخه اثر تغلبه على نظيره السعودي بهدف دون رد، في ختام البطولة التي استضافتها الدوحة والتي تمكنت قبل أيام على انطلاقتها، من جمع كل المنتخبات الخليجية مجدداً لتثبت الرياضة مرة أخرى انها قادرة على تحقيق ما عجزت عنه السياسة.

لكن التتويج البحريني بلقب خليجي 24 ربما يكون الحدث الأبرز في هذه النسخة، خاصة وان مدرب ولاعبي المنتخب لم يدرجوا في حساباتهم تلك المشاركة التي أبصرت النور في الأمتار الأخيرة على الرغم من ان اتحاد دول الخليج العربي أجرى قرعة البطولة في ظل غياب ثلاثة منتخبات هي السعودية والإمارات والبحرين، إلا ان رجال المدرب هيليو سوزا الذين دخلوا من "النافذة" استطاعوا الخروج من الباب العريض متوجين بلقب لطالما سعوا وحلموا بتحقيقه بعد 49 عاماً على انطلاق كأس الخليج في البحرين بالتحديد.

نجحت النسخة الرابعة والعشرون من بطولة كأس الخليج في إرساء الكثير من المعايير الجديدة والتي لم يعد بالإمكان تجاهلها في البطولات المقبلة، ومن بينها ان المشاركة فيها باتت من المسلمات بغض النظر عن كل الظروف التي قد تعتريها سواء سياسية أو غير ذلك وهو ما تحقق في البطولة الأخيرة.

الأمر الآخر ان هناك أمراً واقعاً فُرض في بطولات الخليج ابتداء من النسخة الماضية وتكرّس في هذه البطولة، إلا وهو عدم وجود مرشح لنيل اللقب، وهذا ما فعلته عمان في خليجي 23 ومضت به البحرين في نسخة الدوحة، على الرغم من ان الكثير من المؤشرات كانت تشير الى ان اللقب لن يخرج من بين ثلاثة منتخبات وهي قطر الدولة المستضيفة وبطلة آسيا، السعودية والعراق، الا ان المنتخب البحريني قلب الطاولة على الجميع وأحرز اللقب.

من الواضح ان فوز البحرين بكأس الخليج لم يكن مفاجئاً للكثيرين ممن تابعوا الكرة البحرينية في الأشهر الماضية وتحديداً منذ تولي المدرب هيليو سوزا مهامه كمدرب للمنتخب، فجاء لقب بطولة غرب آسيا في العراق في آب الماضي كرسالة تحذير ربما لم يأخذها الكثيرون على محمل الجد، حتى جاء التتويج بخليجي 24 ليؤكد ان المنتخب الذي يحقق لقبين خلال اربعة أشهر وينافس جدياً على التأهل للتصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2022، لا يمكن إلا وأن يرسم خارطة جديدة للكرة الخليجية والعربية وحتى الآسيوية يمكن ان تترجم بتحقيق انجاز كبير في المستقبل اذا ما تم الحفاظ على هذا المنتخب ومنحه كل السبل الكفيلة بتحقيق الأهداف الموضوعة له.