من الواضح ان المهمة الثالثة للبرتغالي ​جوزيه مورينيو​ في الدوري الإنكليزي لكرة القدم ستكون مختلفة بكل المعايير عن تلك التجربة التي عاشها مع تشلسي مرتين، ومانشستر يونايتد النادي الذي تسبب بترك الكثير من النقاط السلبية في تاريخ مدرب حصد 25 انجازاً خلال مسيرته التدريبية قبل أن يودع الشياطين الحمر بأسوأ نتائج حققها "السبيسل وان".

يدرك جوزيه مورينيو ان ما هو مطلوب منه بعد تعيينه مدرباً ل​توتنهام هوتسبير​ سيكون أبعد من إعادة التوازن للفريق لا بل تحقيق نتائج تفوق ما فعله المدرب المقال ماوريسيو بوكيتينو الذي أحدث نقلة نوعية في النادي اللندني أفرزت واقعاً جديداً في انكلترا وجعلته منافس دائم على مراكز المقدمة وهو ما سمح له بالتواجد في دوري أبطال أوروبا في السنوات الاخيرة رغم عدم تمتع النادي بميزانية ضخمة مقارنة مع كبار البريمييرليج، كما نجح بإيصال الفريق الى نهائي البطولة القارية الموسم الماضي قبل ان يخسر أمام مواطنه ليفربول بهدفين.

من هنا يبدأ مورينيو مهمته في توتنهام محملاً بالكثير من الآمال والطموحات والتي لم يتمكن من تحقيقها مع كل من تشلسي ومانشستر يونايتد، وإذا كان توتنهام يحتل المركز الرابع عشر في الدوري المحلي بثلاثة انتصارات من اصل 12 مباراة، فإن الهدف المحلي قد لا يكون في متناول اليد هذا الموسم، لكن بإمكان المدرب البرتغالي ان يستعد لمهمة أكبر ألا وهي الفوز بدوري أبطال اوروبا، وهو ما لم يفعله سابقاً مع اي ناد انكليزي,

يحتل توتنهام المركز الثاني في مجموعته خلف بايرن ميونيخ وهو قادر على انتزاع البطاقة الثانية عن المجموعة للتاهل الى الدور ثمن النهائي، وبالتالي يمكن لمورينيو العمل على هذا الهدف خاصة وان الفريق اللندني ما يزال يملك العناصر نفسها التي أوصلته الى النهائي في العام الماضي، فما المانع ان يكون الفوز باللقب هو من طموحات هؤلاء اللاعبين هذا الموسم؟

لكن مورينيو المثير للجدل في كل تجربة تدريبية يخوضها، لا بد وان يدرك جيداً ان عليه التخلي عن الكثير من تصرفاته والتي عنونت مهمتيه في كل من تشلسي ومانشستر يونايتد، وبالتحديد العلاقة مع اللاعبين داخل غرفة الملابس، وهو الامر الذي أوصله الى حائط مسدود في تجربته الأخيرة في اولدترافورد، حيث يذكر الجميع الخلاف مع اللاعب الفرنسي بوغبا والذي تسبب في اهتزاز استقرار الفريق.

اليوم يعود مورينيو الى الدوري الإنكليزي ليس لحاجة فريق شمال لندن اليه فقط، انما لحاجة المدرب البرتغالي ايضا للعودة الى الواجهة بعدما تسببت تجربته في اليونايتد بتراجع الوهج الذي لطالما تمتع به في كل من البرتغال وايطاليا واسبانيا وحتى في انكلترا نفسها.