انتهت مباراة ​منتخب لبنان​ مع نظيره الكوري الشمالي بالتعادل السلبي 0-0 وذلك في المباراة التي استضافها ملعب كميل شمعون في العاصمة اللبنانية بيروت ضمن إطار المجموعة الثامنة في التصفيات المزدوجة المؤهلة ل​كأس العالم 2022​ و​كأس آسيا 2023​.

المدير الفني لمنتخب لبنان ​ليفيو تشوبتاريو​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-2-1-3 مع الثلاثي ربيع عطايا، هلال الحلوة وحسن معتوق في خط الهجوم، خلف محمد حيدر صانع الألعاب فيما لعب عدنان حيدر وجورج ملكي في خط الإرتكاز وأمام الخط الدفاعي الرباعي المؤلف من الظهيرين روبرت ملكي وشبريكو بينما شغل جوان العمري ونور منصور مركزي قلبي الدفاع وكان مهدي خليل حارسا للعرين اللبناني في هذه المباراة أما المدير الفني ل​منتخب كوريا الشمالية​ ​يونغ جونغ سو​ فلعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع الثنائي باك وغونغ في خط الهجوم.

الشوط الأول:

المنتخب اللبناني بدأ المباراة بشكل جيد حيث حاول فرض أسلوبه الهجومي بينما سعى المنتخب الكوري إلى عدم العودة للخلف ومجاراة اللبنانيين في إيقاعهم الهجومي لكن المنتخب اللبناني سرعان ما فرض أسلوبه وبدا الطرف الأكثر استحواذا على الكرة مع تحرك الجناحين عطايا ومعتوق خاصة مع تراجع كوريا للخلف وعدم ضغطها في وسط الملعب بعكس المنتخب اللبناني الذي كان يضغط عند فقدان الكرة في ملعب كوريا من أجل افتكاك الكرة بشكل سريع لكن التنظيم الدفاعي الجيد لمنتخب كوريا جعل اللبنانيين يعانون من الوصول إلى المرمى الكوري رغم تقدم الأظهرة واعتماد الكرات الطولية لتحويل جهة اللعب من أجل فتح المساحات في الملعب الكوري بقيادة دينامو خط الوسط هجوميا محمد حيدر واعتماد رأس الحربة هلال الحلوة كمحطة هجومية لكن الأداء اللبناني الهجومي عابه البطء رغم السيطرة التامة على الكرة ما جعل الهجمات اللبنانية دون أي خطورة مع فردية زائدة وعدم القدرة على تسريع إيقاع اللعب لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي 0-0 قام قبل نهايته بدقيقة واحدة المدرب الكوري الشمالي بتبديل مبكر فأخرج هيوك شو الجناح الأيمن وأدخل إيل كيم مكانه.

الشوط الثاني:

لبنان دخل الشوط الثاني هادفا إلى تسريع إيقاع اللعب والإستمرار بسيطرته على خط الوسط فيما بدت خطة الكوريين الشماليين واضحة، التكتل في الخلف وإقامة جدار دفاعي أمام منطقة جزاء الفريق لمنع الهجمات اللبنانية من تشكيل الخطورة على مرماهم.

وأمام البطء اللبناني الهجومي الواضح، دفع تشوبتاريو بورقته الهجومية الأولى مع خروج ربيع عطايا ودخول باسل جرادة مكانه الذي لعب في الجهة اليسرى مع تحول حسن معتوق لشغل الجهة اليمنى.

صانع الألعاب محمد حيدر حاول التحرك أكثر ومد الثلاثي الهجومي بالكرات لكن الفريق افتقد للمساندة اللازمة من طرفي الملعب فرغم تقدم شبريكو نشاطه الجيد لكن الجهة اليمنى مع الظهير روبيرت ملكي لم تكن نشطة هجوميا مع الإكتفاء بتحركات معتوق المضطر لاستلام الكرات من منتصف الملعب ما قلل كثيرا من خطورته وقدرته على تسريع اللعب واستغلال مهاراته الفردية.

وأمام استمرار البطء الهجومي اللبناني وعدم ظهور حلول جماعية أو كرات منقولة وفق مفاهيم واضحة، قام المدرب الروماني لمنتخب لبنان بإخراج لاعب الوسط عدنان حيدر وأدخل محمد قدوح وتحول للرسم التكتيكي 4-2-4 لزيادة الضغط الهجومي على الكوريين المتراجعين بشكل كلي للخلف وسط استحواذ تام من لاعبي منتخب لبنان ليحاول المنتخب اللبناني زيادة الضغط الهجومي إنما بشكل خجول وسط ازدياد التكتل الدفاع الكوري الشمالي وعدم نجاح لاعبي المنتخب في إيجاد أي ثغرة للوصول للشباك الكورية وهذا ما جعل اللقاء ينتهي بتعادل سلبي بين المنتخبين.

ملاحظات عامة:

بدا واضحا أن المنتخب الكوري الشمالي يبحث عن نقطة التعادل من خلال اكتفائه بالتكتل في المناطق الخلفية وقيامه بهجمات مرتدة خجولة كما بتعمد لاعبيه الإرتماء على الأرض وتضييع الوقت بشكل مبالغ فيه ما كسر الإيقاع الهجومي اللبناني البطيئ أصلا في آخر عشر دقائق من اللقاء نتيجة كثرة التوقفات لعلاج اللاعبين الغير مصابين في الأصل.

يمكن القول بأن الشكل الهجومي للمنتخب ككل لم يكن جيدا حيث رغم بعض الفرص القليلة الخطرة لكن المنتخب اللبناني افتقد إلى أفكار واضحة ولا تعتمد على المجهود الفردي بل الجماعي فيما خص نقل الكرات وفتح المساحات داخل الدفاع الكوري بجانب البطء في التمرير وكثرة الركض بالكرة ما سمح للمنتخب الكوري المتكتل أصلا في الخلف بإغلاق المساحات بشكل أكبر على لاعبي المنتخب اللبناني.