يمكن اعتبار التعادل السلبي للمنتخب اللبناني أمام نظيره الكوري الجنوبي في التصفيات المزدوجة المؤهلة ل​كأس العالم 2022​ و​كأس آسيا 2023​ نتيجة ايجابية توازي ربما تحقيق الانتصار، لا لشيء انما لكون منتخب الأرز غير مستعد على الأقل من الناحية الذهنية والمعنوية في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد منذ شهر، والقرار بمنع الجماهير من حضور تلك المواجهة بسبب الظروف الأمنية.

كما ان نقطة التعادل أمام منتخب قوي تعتبر جيدة بالنظر الى ما افرزته الجولة الخامسة من نتائج في هذه التصفيات، خاصة وان فوز ​تركمانستان​ على ​كوريا الشمالية​ بثلاثة أهداف مقابل واحد، ثبت موقع منتخبنا الوطني ثانيا في المجموعة ومتعادلاً بعدد الانتصارات مع كل من الكوريتين وتركمانستان، وهذا يعني ان المنتخب اللبناني كان بإمكانه انهاء القسم الأول من التصفيات متصدراً للمجموعة لولا الخسارة المفاجئة في افتتاح مشوار التصفيات أمام كوريا الشمالية.

لكن النتيجة الإيجابية التي حققها المنتخب اللبناني أمام نظيره الكوري الجنوبي وضعته امام مسؤولية كبيرة غير مستحيلة تتلخص بضرورة فوزه على كوريا الشمالية يوم الثلاثاء في بيروت وانهاء المباريات هذا العام متصدراً لمجموعته، لكون المنتخب الكوري الجنوبي لن يلعب في الجولة المقبلة.

وبموازاة النتيجة الإيجابية للمنتخب اللبناني، تفاوتت نتائج المنتخبات العربية في هذه الجولة على الرغم من ان بعض تلك المنتخبات أظهرت عن وجهها الحقيقي أمام خصوم كبار في محاولة لتأكيد رغبتها في التأهل الى المرحلة النهائية من تصفيات المونديال ومن هؤلاء المنتخب السوري الذي تغلب على نظيره الصيني وابتعد بفارق خمس نقاط عن أقرب منافسيه.

وفي المقابل برز الانتصار الذي حققه منتخب اسود الرافدين على ايران بهدفين لواحد في الوقت بدلاً عن ضائع وهو الأمر الذي منح العراق صدارة الترتيب بفارق نقطتين عن البحرين، فيما تراجع المنتخب الايراني الى المركز الثالث وهو أمر لم نعهده من قبل، وربما يهدد فرصه بالعبور الى التصفيات النهائية.

واذا كان المنتخب السعودي نجح بالعودة من طشقند بفوز صعب على اوزبكستان منحه الصدارة، فإن انتصار كل من عمان والكويت أعادهما الى خارطة المنافسة، لكن سقوط الامارات امام فيتنام والأردن امام استراليا طرحا الكثير من علامات الاستفهام حاصة بالنسبة للأول الذي بدا غير مقنع منذ تولي المدرب الهولندي فان مارفيك مسؤولية الاشراف على تدريبه في التصفيات.

من الواضح ان الجولة السادسة التي ستقام يوم الثلاثاء ستعطي صورة واضحة جدا عن المنتخبات العربية القادرة على المضي قدما في مهمة التأهل الى التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم وحجز مقعد مؤهل لنهائيات كأس آسيا قبل ان تدخل جميع المنتخبات في سبات يمتد حتى اذار المقبل موعد الجولة السابعة.