نجح منتخب ​لبنان​ في خطف نقطة التعادل من ​كوريا الجنوبية​ بعدما أنهى المواجهة معها بتعادل سلبي ضمن مباريات ​التصفيات المزدوجة لكأس العالم وكأس آسيا​ في المباراة التي استضافها ملعب كميل شمعون في العاصمة اللبنانية بيروت بدون حضور جماهيري نظرا للأوضاع الأمنية. المدير الفني لمنتخب لبنان ليفيو توشبيتاريو لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع مهدي خليل في حراسة المرمى، روبرت ملكي وشبريكو في مركز الظهيرين الأيمن والأيسر، نور منصور وجوان العمري كقلبي دفاع، عدنان حيدر وجورج ملكي في خط الإرتكاز، محمد حيدر كصانع ألعاب وراء الثلاثي الهجومي باسل جرادة، حسن معتوق وربيع عطايا أما المدير الفني لمنتخب كوريا الجنوبية باولو بينتو فلعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-4-3 مع الثلاثي هيونغ سون، سونغ لي وهوانغ في خط الهجوم.

الشوط الأول:

المنتخب الكوري الجنوبي حاول منذ البداية فرض أسلوبه الهجومي وإجبار المنتخب اللبناني على التراجع للخلف وتحمل العبء الدفاعي للقاء بشكل باكر لكن منتخب لبنان كان واعيا لذلك مع اعتماده على الضغط في وسط الملعب وعدم الإنكفاء للخلف ما جعل اللعب محصورا في وسط الملعب مع مبادرة هجومية من المنتخب اللبناني وتحرك جيد للغاية من الرباعي معتوق، جرادة، عطايا وحيدر. ومع نجاحه في تنظيم صفوفها دفاعيا وإغلاق العمق مع طرفي الملعب، كان المنتخب اللبناني هادئا في التعاطي مع المباراة ويلعب من دون خوف معالسعي حتى لنقل الكرات وبناء اللعب مع غياب العشوائية في التمرير رغم بعض الأنانية في الثلث الأخير من الملعب لكن اللبنانيين كانوا الند للند مع نجاح في تقليم أظافر الكوريين هجوميا المعتمدين كثيرا على لاعب توتنهام سون وتقدم الأظهرة لعكس الكرات العرضية فيما استمر لبنان بانضباطه الدفاعي وسرعة تحوله من الدفاع إلى الهجوم مع تحركات الرباعي الهجومي بشكل دائم لينجح اللبنانيون في جعل استحواذ الكوريين على الكرة سلبيا ويجبروهم على الدخول إلى غرف الملابس بين شوطي اللقاء والنتيجة تشير للتعادل السلبي 0-0.

الشوط الثاني:

بين الشوطين، دفع مدرب منتخب كوريا الجنوبية بشان هوانغ مكان بوم في خط الوسط لإعطاءه مزيدا من النشاط الهجومي ليحاول الكوريين التقدم أكثر للأمام بينما استمرت الإستراتيجية الدفاعية اللبنانية بنفس الطريقة، ترابط بين الخطوط الثلاثة وعدم منح الكوريين أي مساحات رغم استمرار تقدم الأظهرة وعكس الكرات العرضية التي أحسن قلبي دفاع المنتخب اللبناني في التامل معها بشكل مثالي. ومع غياب الفرص الحقيقية، وبقاء منتخب لبنان نشطا في الشق الهجومي بسبب المهارات الفردية للاعبيه واعتماد الكرات القصيرة والتسديد البعيد لتهديد المرمى الكوري بجانب تبادل المراكز بين الرباعي الهجومي، تدخل مدرب منتخب كوريا الجنوبية مرة جديدة عند الدقيقة 64 فأخرج تاي نام وأدخل ووك كيم في الجهة اليسرى لمساعدة نجم المنتخب وقائده سون على تفعيل الجهية اليسرى المعطلة تماما من الدفاع اللبناني والذي أدخل مدربه الروماني هلال الحلوة مكان ربيع عطايا لتنشيط الهجمة المرتدة بشكل أكبر. وعلى الرغم من زج المدرب بينتو بآخر أوراقه ودخول لي مكان سونغ فيما دفع مدرب منتخب لبنان بحسين منذر مكان عدنان حيدر في خط الوسط لينجح اللبنانييون في استيعاب الضغط الكوري الجنوبي والإستمرار بالإنضباط الدفاعي ليحسموا الأمور وينهوا المباراة بتعادل سلبي 0-0 ونقطة إيجابية جعلت اللبنانيين في المركز الثاني برصيد 7 نقاط من 4 مباريات.

ملاحظات عامة:

يحسب للمدرب الروماني لمنتخب لبنان وضع خطة دفاعية محكمة مع تقارب بين الخطوط الثلاث لكن الأهم هو الثقة العالية التي لعب بها المنتخب وتعليمات المدرب الواضحة بالضغط في وسط الملعب واللعب الهجومي بثقة عالية ودون خوف وهو ما سمح اللبنانيين بتهديد جدي للمرمى الكوري حيث كنا قريبين من تسجيل هدف عند الدقيقة 80 لكن الكرة اعتلت عارضة الكوريين بسنتيمترات وهنا لا بد من مدح المدرب الروماني الذي قرأ المباراة بشكل جيد واظهر نسخة مميزة للغاية من منتخب قوي ومترابط تكتيكيا ويلعب بشكل جماعي ملفت للأنظار.

على الرغم من تالق كل لاعبي المنتخب، لكن يجب الإشادة بشكل خاص وكبير في نفس الوقت، بالظهير الأيمن للمنتخب اللبناني روبرت ملكي والذي قطع الماء والهواء عن نجم منتخب كوريا الجنوبية وتوتنهام الإنكليزي سون، حيث فرض عليه رقابة لصيقة ولم ينجح الأخير في مراوغته ولا مرة خلال تسعين دقيقة ما عطل أهم مفتاح هجومي لدى المنتخب الكوري الجنوبي وهذا يحسب لملكي الذي لعب وقاتل بجرأة كبيرة ولم يرتكب فعليا أي هفوة طوال الدقائق التسعين.