قبل أقل من عشرة ايام تصدر ​بايرن ميونيخ​ كل عناوين الصحف العالمية بعد الخسارة المدوية أمام اينتراخت فرانكفورت بخمسة أهداف مقابل واحد، تلك الخسارة التي أطاحت بالمدرب الكرواتي ​نيكو كوفاتش​ بعد فترة عاش خلالها الفريق البافاري سلسلة من الصراعات داخل غرفة الملابس واسناد المهمة الى مساعده ​هانز فليك​ في محاولة لاستيعاب كل ما حصل قبل مباراتي أولمبياكوس وبوروسيا ​دورتموند​ في دوري أبطال أوروبا والدوري الألماني.

نجح الفريق البافاري في الفوز بالمباراتين تحت قيادة "مساعد مدرب"، والاهم ان أحد الانتصارين كان على حساب بوروسيا دورتموند المنافس الرئيسي للبايرن برباعية دون رد، وهو ما اعاد التوازن لبطل الدوري الألماني الذي بات على بُعد اربع نقاط فقط من متصدر البوندسليغا بوروسيا مونشنغلادباخ مع بدء فترة التوقف الدولية.

من الواضح ان بايرن لم يكن يعاني فنياً تحت قيادة كوفاتش بقدر ما كان التوتر داخل غرفة الملابس هو السبب في النتائج المخيبة التي حققها الفريق البافاري، لذلك بات من المؤكد ان المدرب الكرواتي ذهب ضحية "مؤامرة" من اللاعبين وهو ما أكده رئيس النادي اول هونيس الذي اعترف ان ادارة بايرن ميونيخ، استجابت لرغبة عدد من لاعبي الفريق في الإطاحة بالمدرب الكرواتي نيكو كوفاتش، كما انه قال بكل صراحة:" هناك تيارات داخل الفريق كانت ترغب في رحيل كوفاتش، لهذا كان يتوجب على إدارة النادي القيام بردة فعل".

لم يعد خافياً على أحد ان بايرن ميونيخ قادر على السير وحيداً حتى من دون مدرب وهو ما حصل في مباراتي اولمبياكوس وبوروسيا دورتموند، كما ان العناصر التي يملكها مؤهلة من دون ادنى شك على تحقيق الانتصارات بغض النظر عمن يجلس على مقاعد الإحتياط، وهذا يعني مرة اخرى ان بايرن ميونيخ قادر على الخروج من كبوته في أي لحظة والبقاء بطلا ومحتكرا للدوري الألماني.

من المهم القول ان شخصية بايرن ميونيخ دائما ما تلعب دوراً محورياً في اعادة الفريق الى السكة الصحيحة، يتحلى اللاعبون بقدرة فائقة على العودة بسرعة والخروج من اي أزمة يمكن ان تعترض طريقهم، وهو أثبته روبرت ليفاندوفسكي ورفاقه في مباراة القمة أمام بوروسيا دورتموند يوم السبت المقبل.

ومع الحديث عن إمكانية بقاء هانز فليك حتى نهاية الموسم، فإن هذا الخيار قد لا يشكل أي مشكلة في ​الدوري الالماني​ مع قدرة البايرن على اللعب بنفس طويل، لكن هذا الامر دونه عقبات في دوري أبطال أوروبا لا سيما اذا ما اراد الفريق السير قدماً نحو اللقب الأوروبي، ومع ذلك ربما تكون رح الفريق الواحد التي تجلت في مباراة دورتموند كافية لمساعدة فليك على تحقيق ما عجز عنه كل من بيب ​غوارديولا​ وكارلو ​انشيلوتي​ ونيكو كوفاتش.