يسعى بوروسيا ​دورتموند​ إلى تعميق جراح غريمه اللدود ​بايرن ميونيخ​ حامل اللقب في المواسم السبعة الماضية عندما يحل ضيفا عليه في ملعب "أليانز أرينا" في ميونيخ السبت ضمن المرحلة الحادية عشرة من بطولة ألمانيا لكرة القدم.

وقال مدرب بوروسيا السويسري ​لوسيان فافر​ قبل الـ "كلاسيكو" المنتظر "خلال الاعوام الخمسة الماضية، كان من الصعب أن نفوز هنالك"، مضيفا "ولكن لا نملك اي شيء لنخسره. نحترم بايرن ولكن لا نخاف منه".

ويستمد فافر ثقته من النتائج الاخيرة لفريقه، فعلى الصعيد المحلي لم يخسر دورتموند منذ سقوطه امام أونيون برلين 1-3 في المرحلة الثالثة، كما سمح له فوزه الاخير على فولفسبورغ بثلاثية نظيفة في المرحلة العاشرة، بالتقدم الى وصافة الـ "بوندسليغا" بفارق ثلاث نقاط عن بوروسيا مونشنغلادباخ المتصدر.

ولا تشذ النتائج القارية عن المحلية، اذ قاد دورتموند "ريمونتادا" رائعة أمام إنتر ميلان الإيطالي الثلاثاء في مسابقة دوري أبطال أوروبا، عندما قلب تخلفه بثنائية نظيفة في الشوط الأول إلى فوز بالثلاثة بينها ثنائية للمدافع الدولي المغربي أشرف حكيمي.

ويأمل الفريق "الاصفر والاسود" في الثأر من غريمه البافاري الذي كان سحقه بخماسية نظيفة في نسيان الماضي في طريقه للفوز بلقب الدوري المحلي بفارق نقطتين عنه، على الرغم من ان دورتموند رد الصاع لمنافسه بفوزه عليه 2-صفر على ملعبه في "إيدونا بارك" في الكأس السوبر الالمانية في آب الماضي.

ويدرك دورتموند جيدا صعوبة المهمة الملقاة على أكتافه، فيما تؤكد الارقام تفوق العملاق البافاري في المواجهات العشر الاخيرة بينهما، اذ فاز في ست مباريات وخسر في أربع، ما دفع المدير الرياضي لدورتموند مايكل تسورك إلى الطلب من لاعبيه "اللعب مثل الرجال" بعدما خسروا الكثير من الكرات امام بايرن في مباراة الخسارة بخماسية.

وحذر تسورك فريقه من الاعتقاد بأن بايرن سيكون بعيدا عن مستواه، وقال: "لا ينبغي أن نعتقد انه سيتم التخلي عن اي شيء او اننا سنحصل على شيء بسهولة".

ويأمل دورتموند في أن يستعيد جهود لاعبه الانكليزي جايدون سانشو الذي تعرض لاصابة في الفخذ أمام إنتر، وقائده ماركوس رويس الذي تعرض لاصابة طفيفة في الكاحل.

في المقلب الآخر، يمر بايرن باسوأ فترة له منذ سنوات طويلة، فهو مني بخسارة مذلة أمام مضيفه إينتراخت فرانكفورت 1-5 السبت الماضي أدت إلى إعفاء مدربه الكرواتي نيكو كوفاتش من مهامه وتعيين مساعده هانز-​ديتر فليك​ (المعروف بـ "هانزي") مكانه مؤقتا بانتظار التعاقد مع مدرب جديد.

وداوى فليك الجراح المحلية لفريقه بفوز قاري في مهمته الأولى على رأس الإدارة الفنية للنادي البافاري بقيادته الى الفوز على ضيفه أولمبياكوس اليوناني 2-صفر الأربعاء في الجولة الرابعة من مسابقة دوري أبطال أوروبا وبالتالي تأهله إلى ثمن النهائي.

على الصعيد المحلي، خسر بايرن مرتين في مبارياته الاربع الاخيرة في الـ "بوندسليغا" ليحتل المركز الرابع في الترتيب برصيد 18 نقطة، متساويا مع كل من لايبزيغ، فرايبورغ وشالكه، بعد مرور 10 مراحل وهو اقل معدل من النقاط للنادي البافاري منذ موسم 2010 - 2011 عندما ظفر دورتموند باللقب المحلي.

ويعيش بايرن بعيدا عن الملاعب حالة تخبط على الصعيد الاداري، في بحثه عن مدرب جديد غداة رفضه عرض مدرب أرسنال السابق الفرنسي أرسين فينغر، وتداول العديد من الاسماء بدون أن يحسم المعنيون قرارهم حتى الآن.

في المقابل قال فليك الساعي لتحقيق فوزه الثاني كمدرب موقت "نلعب في عقر دارنا وهي فرصة لترك علامة جديدة".

ورأى توماس مولر أن المواجهة المرتقبة بين الفريقين "هي أهم مباراة في الموسم"، خصوصا ان خسارة ثانية تواليا لبايرن ستجعله يتأخر بفارق سبع نقاط عن مونشنغلادباخ، في حال فوز الاخير على فيردر بريمن الاحد.

ويخوض بايرن الـ "كلاسيكر" في ظل العديد من الغيابات اذ يفتقد جهود نيكلاس زوليه والفرنسي لوكاس هرنانديز للاصابة، وجيروم بواتنغ للايقاف، ما سيدفع فليك الى إعادة لاعب الوسط الاسباني خافي مارتينيز والمدافع الأيسر النمسوي دافيد ألابا لشغل مركزي قطب الدفاع، إلى جانب المدافعين الكندي ألفونسو ديفيس والفرنسي بنجامين بافار.

وبعيدا عن الـ "كلاسيكو"، يستضيف بوروسيا مونشنغلادباغ المتصدر منافسه فيردر بريمن الاحد، في محاولة منه لاستغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق الفوز الثالث على التوالي والثامن هذا الموسم.

ويعول مونشنغلادباخ على الفرنسي ماركوس تورام، نجل ليليان بطل مونديال 1998 مع منتخب "الديوك"، صاحب خمسة اهداف وثلاث تمريرات حاسمة في ست مباريات في الدوري، وهو يسعى للتسجيل للمباراة الخامسة على التوالي في مختلف المسابقات بعدما قاد فريقه الخميس الى فوز في اللحظات القاتلة على روما 2-1 في دور المجموعات لمسابقة الدوري الاوروبي "يوروبا ليغ"، بتسجيله هدفا في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، أبقى على آمال فريقه بالتأهل للدور التالي.

ويأمل مونشنغلادباخ عبر فوزه على بريمن في أن يحكم قبضته على الصدارة، في سعيه للفوز بلقب الدوري للمرة الأولى منذ 1977 والسادسة في تاريخه. كما سيحاول استغلال معاناة منافسه الذي لم يفز في مبارياته الست الأخيرة (خسارة و5 تعادلات متتالية).