حقق ​بوروسيا​ دورتموند الألماني فوزا دراماتيكيا على إنتر ميلان الإيطالي 3-2 في قمة مباريات يوم امس ضمن الجولة الرابعة من المجموعة السادسة للدور الأول من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم والتي جرت على ملعب سيغنال إيدونا بارك في مدينة دورتموند الألمانية.

المدير الفني لبوروسيا دورتموند لوسيان فافر لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ماريو غوتزه كمهاجم وهمي فيما لعب المدير الفني لإنتر ميلان أنتونيو ​كونتي​ بالرسم التكتيكي 3-1-4-2 مع لوكاكو ومارتينيز في خط الهجوم.

الشوط الأول:

الإنتر بدأ المباراة بقوة حيث سجل هدفا مبكرا عند الدقيقة 5 عبر لوتارو مارتينيز في سيناريو مثالي للفريق الإيطالي ما جعل الفريق الألماني يجد نفسه مطالبا بفتح الملعب وتسريع اللعب الهجومي من أجل معادلة النتيجة.

دورتموند حاول التحرك كما العادة من طرفي الملعب لكن إنتر ميلان عاد للخلف وحاول تضييق المساحات على لاعبي بوروسيا واعتماد الضغط في وسط الملعب لتبطيئ الإيقاع الهجومي للفريق الألماني الذي سعى لكثر الكثافة العددية لخصمه عبر تقدم الأظهرة وتبادل المراكز في الثلث الأخير من الملعب ليحصل الفريق على بعض الكرات الخطرة من جراء الكرات العرضية لكن التركيز غاب عن لاعبي دورتموند في الثلث الأخير من الملعب على الرغم من إظهار أسلوب هجومي جيد لينجح بعدها إنتر ميلان من تسجيل هدف ثاني بعد استعمال سلاح الهجمات المرتدة واستغلال المساحات في دفاعات دورتموند نتيجة تقدم لاعبيه للأمام وهو ما سمح له بدخول غرف الملابس وهو متقدم 2-0.

الشوط الثاني:

دورتموند حاول بدء الشوط الثاني بزخم هجومي أكبر حيث تحرك بشكل فعال في طرفي الملعب مع تقدم الأظهرة وأداءها لدور هجومي مميز في الزيادة العددية لينجح أشرف حكيمي في تسجيل هدف تقليص الفارق لدورتموند عند الدقيقة 51.

إنتر ميلان فشل في استيعاب صدمة الهدف أو امتصاص الفورة الهجومية لدورتموند الذي تابع بنسق هجومي عالي، ضغط عالي وافتكاك سريع للكرة مع قدرة على تسريع اللعب الهجومي ونشاط مميز من الأطراف ولاعبي خط الوسط المهاجمين خاصة مع دخول ألكاسير مكان غوتزه ولعب دورتموند برأس حربة صريح ليتابع الفريق الألماني هجماته الخطرة وينجح في تعديل النتيجة عند الدقيقة 64 عبر براندت ومستغلا التراجع التام لإنتر ميلان للخلف.

كونتي مدرب إنتر حاول التدخل وقام بثلاث تبديلات متتالية، فأخرج كلا من بيراغي، فيسينو ولوكاكو بينما أدخل لازارو، سينسي وبوليتانو. الهدف من هذه التغييرات كان التحسن في وسط الملعب والعودة لمجاراة دورتموند هجوميا لكن هذا لم يحصل إذ استمر الفريق الألماني مهاجما ومحاصرا لإنتر في مناطقه الدفاعي لينجح عبر حكيمي نفسه في تسجيل هدف التقدم عند الدقيقة 77.

بعدها، حاول إنتر إصلاح الأمر عبر العودة للنشاط الهجومي مع تراجع منطقي لدورتموند للخلف والذي عرف كيف يتعامل مع هجمات إنتر التي افتقدت للشراسة مع تبديلات دفاعية أجراها فافر في آخر المباراة سمحت لدورتموند في تحويل الخسارة 2-0 إلى فوز 3-2.

ملاحظات عامة:

1. يجب الإشادة بالطريقة التي لعب بها بوروسيا دورتموند الشوط الثاني حيث ان قلب النتيجة بهذه الطريقة لا يعد امرا سهلا وهنا لا بد من التوقف عند ما قام به المدرب لوسيان فافر حيث صحح الأخطاء وفّعل عمل خط الوسط أكثر كما ان دخول ألكاسير واللعب براس حربة تقليدي حرر كثيرا جناحي دورتموند وهو ما أوجد المساحات في عمق دفاعات إنتر لتكون الأهداف الثلاثة متشابهة وهي بتمريرات قصيرة بين الأظهرة والأجنحة ولاعبي الوسط.

2. لا يمكن إلا مدح الثلاثي براندت، حكيمي وسانشو الذين اثبتوا علو كعبهم وبأنهم لاعبين من طراز رفيع خاصة الجناحين سانشو وحكيمي اللذين قدما مباراة كبيرة جدا والأهم كان المهارات الفردية والقدرة على الفوز بأي صراع فردي مع مدافعي الإنتر بجانب السرعة في التحرك بدون كرة والتفاهم الواضح مع ظهيري الفريق.

3. رغم حصول إنتر ميلان على سيناريو مثالي بالتقدم 2-0 لكن الفريق بدا مفلسا للغاية في الشوط الثاني واعتمد كليا على التراجع للخلف دون أي قدرة على استغلال الهجمات المرتدة وقتل المباراة بهدف ثالث وهذا يعود لضعف خط الوسط وغياب الحلول التكتيكية لدى كونتي الذي يتحمل بكل تأكيد المسؤولية المباشرة عن هذه الخسارة وفقدان أفضلية التقدم خارج الديار بهدفين.