حقق ​العهد​ لقب ​كأس الإتحاد الأسيوي​ لكرة القدم لأول مرة في تاريخه وتاريخ كرة القدم اللبنانية بعدما هزم في المباراة النهائية فريق ​نيسان 25​ الكوري الشمالي في المباراة النهائية التي جرت في العاصمة الماليزية ​كوالالمبور​.

المدير الفني للعهد ​باسم مرمر​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي أحمد العكايشي، ربيع عطايا وأحمد زريق في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني للفريق الكوري الشمالي ​يون سون​ بالرسم التكتيكي 5-3-2 مع الثنائي بوم وشول مين في خط الهجوم.

الشوط الأول:

العهد بدأ المباراة محاولا فرض أسلوبه الهجومي منذ البداية، مع السعي لإجبار الفريق الكوري الشمالي للرجوع للخلف وتحمل الضغط الدفاعي، مع تحركات جيدة للفريق اللبناني من طرفي الملعب مع عطايا وأحمد زريق بمساندة من محمد حيدر في العمق لمد رأس الحربة التونسي العكايشي بالكرات العرضية.

لكن الأخير لم يكن مركزا واضاع بعضا من الكرات السهلة أما المرمى المشرع للفريق الكوري الشمالي الذي اكتفى بلعب الأدوار الدفاعية حيث تلقى ضربة كبيرة بطرد حارس مرماه عند الدقيقة 26 لعرقلته أحمد زريق المنفرد بالمرمى.

ومع لعب الفريق الكوري بعشرة لاعبين، حاول المدرب الكوري الشمالي تعديل الأوتار عبر تبديلين في الشوط الأول لكن الفريق تراجع بشكل كبير للخلف ما سمح للعهد بمحاصرة الفريق الكوري الشمالي في منطقته، مع تقدم أظهرة العهد للتحرك في طرفي الملعب ومساندة الجناحين عطايا وزريق، غير أن الفريق الكوري الشمالي عرف كيف ينهي الشوط الأول بصمود دفاعي ما جعل الفريقين يدخلان لغرف الملابس والنتيجة تشير للتعادل السلبي 0-0.

الشوط الثاني:

بنفس الأسلوب الهجومي، بدأ العهد الشوط الثاني مع استمرار التراجع الكامل للفريق الكوري والذي تحول للعب بطريقة 5-3-1 مع تكتل في الثلث الدفاعي الأخير من ملعبه ما جعل العهد يتقدم أكثر للأمام ويزيد من ضغطه الهجومي حيث أصبحت خطوط الفريق الثلاثة كلها في ملعب الفريق الكوري الشمالي لكن السيطرة العهداوية التامة على الكرة لم تتحول إلى أهداف بسبب تفنن لاعبي العهد بإهدار الفرص.

ومع عدم وجود أي قدرة للفريق الكوري على الصعود للأمام، تابعت أجنحة العهد تحركها عبر الاطراف لينجح عيسى يعقوبو من تسجيل هدف التقدم للعهد قبل حوالي 20 دقيقة من نهاية اللقاء بكرة رأسية متقنة ليقوم مدرب العهد باسم مرمر بإخراج ربيع عطايا وإدخال طارق العلي لإعطاء الفريق المزيد من التوازن في خط الوسط .

فتقدم الفريق الكوري نوعا ما للأمام من أجل تعديل النتيجة لكنه بدا من دون أنياب هجومية ولم تشكل كراته الخجولة أي خطورة تذكر على مرمى العهد الذي نظم صفوفه دفاعيا وبقي متحكما بشكل تام بإيقاع اللعب.

ولم يمنح الفريق اللبناني الفريق الكوري الشمالي أي فرصة للعودة في النتيجة لتمر الدقائق مع نجاح العهد بالحفاظ على تقدمه ليعلن الحكم نهاية اللقاء بفوز العهد 1-0 وتحقيقه للقب الأسيوي المنتظر الذي طال انتظاره.

ملاحظات عامة:

1. يحسب لفريق العهد الشخصية القوية التي أظهرها خلال اللقاء إذ رغم اللعب في ظروف مناخية صعبة في العاصمة الماليزية كوالالمبور، لكن العهد أصر على إظهار شخصيته الهجومية ولم يبد أن الفريق يهاب خصمه وهذا طبعا يعود إلى المدرب باسم مرمر الذي عرف كيف يترك بصمته على الفريق ككل.

2. أكثر ما لفت النظر بفريق العهد هو أداءه الدفاعي المميز فالفريق لم يتلق أي هدف خلال الأدوار الإقصائية رغم امتلاكه لنجوم عدة في الشق الهجومي لكن هذا لم يؤثر على الأداء الدفاعي للفريق عبر التزام تكتيكي واضح وسعي دائم للسيطرة على خط الوسط والتحكم بإيقاع المباراة ما يعطي نوعا من الحماية للخط الدفاعي للفريق اللبناني.

3. كانت نقطة التحول في المباراة طرد حارس مرمى الفريق الكوري الشمالي عند الدقيقة 26 حيث اضطر الفريق الكوري إلى التراجع بشكل تام للخلف مع اللعب بعشرة لاعبين وبالتالي تحمل الفريق العبء الدفاعي للمباراة بشكل مبكر ولم يكن إطلاقا قادرا على مجاراة إيقاع العهد الهجومي أو حتى الصمود أمام هجماته المتتالية والتي أسفرت عن تلقي هدف قاتل في الثلث الساعة الأخيرة من اللقاء.